في ظل افتتاح تعاملات اليوم الاثنين، شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا، حيث تراجع خام برنت بأكثر من دولار للبرميل، نتيجة عدة عوامل متداخلة أسهمت في ضغط الأسعار بشكل حاد، لعل أبرزها قرار "أوبك+" بتعزيز الإنتاج، وكذلك تصاعد صادرات إيران من الخام إلى مستويات لم تسجلها منذ 1979.
في أغسطس، قرر تحالف "أوبك+" رفع إنتاجه بمقدار 548 ألف برميل يوميًا، وهو ما يشكل زيادة كبيرة مقارنة بالشهور السابقة، وأسس لعودة معظم الخفوض الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا قبل الموعد المخطط له.
إقرأ ايضاً:
"خدعة الذكاء الاصطناعي" الكبرى.. كيف تمكنت "فرقة وهمية" من خداع آلاف المستمعين على المنصات العالمية؟الهلال يفاوض قاهر رونالدو والنجم السابق للنصر ... حقيقة أم شائعة!هذا الإعلان وحده أدى إلى تراجع خام برنت بنحو دولار، أو ما يعادل نسبة تراجع تقارب الـ1% من مجمله.
وعلى صعيد آخر، كشفت تقارير أن صادرات إيران النفطية حققت أرقامًا قياسية جديدة، لم تُشهد منذ العام 1979، وهو ما يشير إلى تحسن ملحوظ في قدرتها التصديرية بعد سنوات من العقوبات والتقلبات الاقتصادية الداخلة في ازدهار إنتاجها عام 1976 وحتى ذروة منتصف السبعينيات، وهذا التوسع الكبير في العرض العالمي ترك أثره على مستويات الأسعار، رغم التوترات الجغرافية.
على الرغم من تعرض سفينة نفطية لهجوم في البحر الأحمر يوم امس، إلا أن ذلك لم يُحد من الاتجاه التنازلي للأسعار، إذ أن السوق اعتبر أن الإنتاج الإضافي من "أوبك+" وإيران أعطى احتياطياً وفيراً من الخام يكفي لتغطية أي اضطراب محتمل، مما قلل من أثر العوامل الجيوسياسية على الأسعار.
كما يرى بعض المحللين أن الضغوط على الأسعار قد تتواصل إذا استمر “أوبك+” في رفع الإنتاج خلال سبتمبر، حيث تتوقع مجموعة "غلوبال مورجان" زيادة إضافية تقارب 550 ألف برميل يوميًا، بينما يتزايد احتمال نشوء وفرة عرض قد تضغط على الأسعار فيما تبقى من العام.
من جهة أخرى، يستند قرار أوبك+ إلى تقييمات تفيد بتحسن مؤشرات الاقتصاد العالمي وتلقي السوق إشارات إيجابية بشأن الطلب المستقبلي، لكن الواقع يشير إلى بعض التحديات، خصوصاً بضعف الطلب في الصين وأجزاء من آسيا، حيث ارتفعت واردات الخام بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 0.3% في أول خمسة أشهر من 2025.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انخفاض سعر خام برنت بأكثر من دولار للبرميل خلال افتتاح اليوم، حيث توجه السوق نحو مستويات أدنى مع ترجيحات استمرار "أوبك+" في سياستها الإنتاجية التوسعية، إلى جانب تصريحات إيران التي عززت حضورها في الأسواق العالمية.
وقد تُفضي هذه الديناميكية خلال الأشهر المقبلة إلى قلق لدى بعض مؤسسات التنبؤ بشأن احتمال هبوط الأسعار إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، ما لم يتغيّر المسار الإنساني أو السياسي بشكل كبير.