كوكب YSES-1

أمطار معدنية وغلاف غامض ... اكتشاف كوكب فتيّ بتكوين لا يُصدق!

كتب بواسطة: رضا سمكي |

في اكتشاف علمي يسلط الضوء على مراحل تشكل الكواكب في أعماق الكون، تمكن العلماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي من رصد كوكب حديث الولادة، يتميز بخصائص فريدة تجعله محط أنظار المجتمع الفلكي الدولي.

الكوكب، الذي يحمل اسم YSES-1، لا يتجاوز عمره 16 مليون سنة فقط، مقارنة بعمر شمسنا البالغ أكثر من 4.6 مليار سنة، ويقع على بعد يقدر بـ307 سنوات ضوئية من كوكب الأرض، هذا الموقع ضمن مجرة درب التبانة يُعد بيئة مثالية لمراقبة مراحل التكوين الأولى للكواكب العملاقة وما يحيط بها من سُحب ومواد.

إقرأ ايضاً:

قبل فوات الأوان .. الصناعة تحث المصانع على الإبلاغ عن الواردات الضارةلأول مرة في الحرمين .. اعتماد الإمام الاحتياطي ضمن منظومة العمل التنظيمي

ما يميز YSES-1 بشكل لافت هو أن الغلاف الجوي للكوكب يحتوي على سُحب غير معتادة لا تتكون من بخار الماء كما هو الحال في كواكب النظام الشمسي، بل تتكون من جزيئات معدنية دقيقة من المغنيسيوم والحديد.

ووفقًا لتحليل فريق الباحثين القائمين على الدراسة، فإن هذه الجزيئات قد تتحول إلى أمطار معدنية تهطل على سطح الكوكب في ظاهرة نادرة الحدوث في الكون المعروف، هذا النوع من الطقس الكوني، الذي يتمثل في أمطار معدنية، يُعد أمرًا بالغ الغرابة وغير مألوف في سياق ما هو متعارف عليه في علم الأرصاد الفلكية.

ويأتي هذا الاكتشاف ضمن سلسلة من الملاحظات التي سجلها تلسكوب جيمس ويب، الذي يُعد أكثر التلسكوبات الفضائية تطورًا حتى الآن، حيث وفر قدرة غير مسبوقة على رصد التفاصيل الدقيقة لأجواء الكواكب البعيدة من خلال التحليل الطيفي لضوء النجوم والكواكب.

وقد أظهرت البيانات أن الكوكب YSES-1 يدور حوله كوكبان غازيان آخران لا يزالان في طور التكوين، وكلاهما أكبر حجمًا من كوكب المشتري، الأمر الذي يزيد من أهمية هذا النظام الكوكبي كحالة دراسية فريدة حول نشأة الكواكب العملاقة.

من أكثر ما أثار دهشة العلماء هو وجود قرص من المواد والغبار لا يزال يحيط بالكوكب، رغم أن النظريات الحالية تشير إلى أن هذه الأقراص تتلاشى عادة في غضون 5 ملايين سنة من عمر الكوكب.

إلا أن YSES-1 يبدو أنه احتفظ بهذا القرص لفترة أطول بكثير، ما قد يفرض إعادة نظر في النماذج المعتمدة لتفسير مراحل تشكل الكواكب، ويدفع إلى مراجعة الفرضيات السابقة التي تحدد توقيتات زوال الغبار الكوكبي المحيط بالنجوم والكواكب الناشئة.

وقد وصفت الباحثة الرئيسية في الفريق العلمي، كيلان هوخ، الاكتشاف بأنه يشكل تحديًا حقيقيًا للنظريات الفلكية المعتمدة، موضحة أن وجود هذه الكتلة الضخمة من الغبار حول كوكب بهذا العمر يُعد أمرًا غير متوقع، ويؤكد أننا لا نزال في بداية طريق فهمنا الكامل لكيفية تشكل الكواكب وتطورها عبر الزمن، كما أضافت أن الغلاف الجوي الغني بالمعادن يُمثل بيئة مثيرة لفهم كيفية تفاعل المواد في أجواء الكواكب حديثة التكوين.

هذا الرصد النوعي يفتح الباب أمام جيل جديد من الدراسات الفلكية التي قد تُعيد رسم خريطة الفهم العلمي لتكون الكواكب، ويعكس في الوقت ذاته القدرات المتقدمة التي باتت متاحة بفضل تقنيات الرصد الحديثة التي توفرها المراصد الفضائية المتطورة مثل تلسكوب جيمس ويب، ويُتوقع أن يُشكل هذا الاكتشاف قاعدة بيانات غنية للمجتمع الفلكي العالمي، معززة بفهم أعمق لتطور الأجسام السماوية منذ مراحلها الأولى.