رياح مغبرة وأمطار رعدية تضرب 9 مناطق سعودية

الأرصاد السعودية تُصدر تنبيهات وتحذيرات واسعة: رياح مغبرة وأمطار رعدية تضرب 9 مناطق

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في تحذير لافت يعكس اضطراب الأجواء وتقلبات الطقس الموسمية التي تشهدها المملكة، أطلق المركز الوطني للأرصاد اليوم الثلاثاء 8 تنبيهات جوية متفرقة شملت 9 مناطق رئيسية في السعودية، وسط توقعات بهبوب رياح نشطة وأمطار متفاوتة الشدة، مع احتمالات كبيرة لانخفاض مستويات الرؤية بسبب الأتربة والغبار، مما يُنذر بتأثيرات واسعة على الحياة اليومية في المناطق المتأثرة.

وقد أوضح المركز الوطني للأرصاد أن هذه التنبيهات تتفاوت بين اللونين الأصفر والبرتقالي، مما يشير إلى تفاوت في شدة الحالة الجوية من منطقة لأخرى، وقد طالت التنبيهات عدة مناطق، ومنها الرياض، الشرقية، مكة المكرمة، المدينة المنورة، عسير، جازان، الباحة، نجران، بالإضافة إلى تأثيرات متوقعة على العديد من المحافظات الساحلية والداخلية، في مشهد مناخي يُنذر بتأثر شريحة واسعة من السكان. 

إقرأ ايضاً:

مالكوم يُثير الجدل ... تصرف غير أخلاقي يشعل غضب جماهير "الهلال"!كوليبالي يفتح النار ... الهزيمة بهذه الطريقة "عار"!

ففي العاصمة الرياض وعدد من مدن ومحافظات المنطقة الوسطى، مثل الدرعية، الخرج، الزلفي، شقراء، وادي الدواسر، والأفلاج، حذرت الأرصاد من رياح نشطة محملة بالغبار، قد تتسبب في شبه انعدام للرؤية، خاصة في الطرق المفتوحة والمناطق الصحراوية، وتبدأ تأثيرات هذه الحالة الجوية منذ ساعات الفجر الأولى وتستمر حتى التاسعة مساءً، مع توقعات بتدني مدى الرؤية إلى ما بين كيلومتر واحد وثلاثة كيلومترات فقط. 

وأما المنطقة الشرقية، فقد شهدت بدورها موجة من التنبيهات المرتبطة برياح شديدة السرعة، قد تصل إلى 49 كم/ساعة، وتؤثر بشكل مباشر على مدن كبرى مثل الدمام، الخبر، الجبيل، الأحساء، القطيف، بقيق، حفر الباطن، وقرية العليا، وتشير التوقعات إلى استمرار هذه الأجواء حتى ساعات الليل، مع احتمالات بتعليق بعض الأنشطة الخارجية، لا سيما تلك المرتبطة بالنقل البري والبحري. 

وفي المنطقة الغربية، وتحديدًا على سواحل مكة المكرمة، جاءت التحذيرات واضحة وصريحة، فقد شملت التنبيهات محافظات جدة، الليث، رابغ، القنفذة، الشعيبة، ميسان وتربة، وسط توقعات بارتفاع الأمواج، وانخفاض مستوى الرؤية، مما قد يُصعّب من حركة الملاحة البحرية، وتستمر هذه الحالة حتى الساعة 11 مساء، وسط دعوات من الجهات المختصة لتوخي الحيطة والحذر، خاصة من قبل قائدي المركبات وسائقي الشاحنات. 

وفي المدينة المنورة، شملت التنبيهات مناطق ينبع والرايس، مع توقعات برياح مثيرة للغبار تمتد من التاسعة صباحًا حتى السابعة مساءً، وفي المقابل، تشهد منطقة عسير حالة جوية أشد وطأة، حيث حذرت الأرصاد من أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة برياح شديدة، وصواعق رعدية، واحتمالات بتساقط البَرَد وجريان السيول في عدد من محافظاتها، ومنها أبها، خميس مشيط، النماص، بلقرن، وتثليث، وتستمر هذه الحالة حتى ساعات المساء، مما قد يتسبب في تعطل بعض المرافق العامة مؤقتًا. 

ولم تكن منطقة جازان بمنأى عن هذه التطورات، حيث صدرت تنبيهات بمحافظات عدة مثل الدائر، العارضة، وفيفا، تحذر من أمطار خفيفة، ورياح محملة بالغبار، وسط احتمالات بحدوث صواعق رعدية متفرقة، وتستمر هذه الأجواء حتى الساعة الثامنة مساء، مع مطالبات بالابتعاد عن مجاري الأودية والمناطق المنخفضة.

وفي أقصى الجنوب، شهدت منطقة نجران تحذيرات مماثلة، حيث سُجلت رياح نشطة محملة بالأتربة تشمل محافظات بدر الجنوب، حبونا، ثار، ويدمة، وتمتد تأثيراتها حتى التاسعة مساء، بينما أطلقت الأرصاد في منطقة الباحة تنبيهات لهطول أمطار متوسطة على محافظات بلجرشي، المندق، بني حسن، والقرى، محذرة من تساقط البَرَد وخطر السيول.

وفي ظل هذا المشهد المناخي المتقلب، دعا المركز الوطني للأرصاد جميع المواطنين والمقيمين إلى متابعة تحديثات الطقس بشكل مستمر عبر القنوات الرسمية، والابتعاد عن الأماكن المكشوفة ومجاري السيول، خصوصًا خلال فترات الذروة المتوقعة للحالات الجوية.

ومن جانبها، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني رفع جاهزيتها في المناطق المتأثرة، واتخاذ الإجراءات الميدانية اللازمة لضمان السلامة العامة، مع التنسيق الكامل مع الجهات المعنية لتقديم الدعم اللازم متى ما تطلب الأمر.

وتُعد هذه الموجة من التقلبات الجوية جزءًا من النمط المناخي الذي تشهده المملكة عادة في فصل الربيع، حيث تتزايد احتمالات الغبار والأمطار نتيجة للتغيرات السريعة في درجات الحرارة وتبدّل الكتل الهوائية، وغالبًا ما تسبق هذه الحالات دخول فصل الصيف بموجات من عدم الاستقرار الجوي، خصوصًا في المناطق الداخلية والصحراوية.

وبينما تتقلّب الأجواء وتزداد التحديات المناخية، يظل وعي المواطن والتزامه بالإرشادات الرسمية هو خط الدفاع الأول في مواجهة مخاطر الطقس، ففي مثل هذه الحالات، لا تقتصر المخاطر على المظاهر الجوية فقط، بل تمتد لتشمل احتمالات التأثير على الصحة، حركة المرور، الرحلات الجوية، وحتى المرافق التعليمية.