تلقى النجم البرتغالي روبن نيفيز، لاعب نادي الهلال السعودي، فاجعة كبيرة في الساعات الأولى من صباح الخميس 3 يوليو/تموز، بعد إعلان وفاة صديقه المقرب ومواطنه دييغو جوتا، مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، عن عمر لم يتجاوز الثامنة والعشرين، إثر حادث مروري مروّع وقع له مع شقيقه أندريه في أحد الطرق السريعة شمال إسبانيا.
وقع الخبر كالصاعقة على نيفيز، الذي عرف عن قرب مدى عمق العلاقة التي كانت تربطه بجوتا، داخل وخارج الملاعب.
إقرأ ايضاً:
"سلمان للإغاثة" يُحارب العمي في المغرب ببرنامج "نور السعودية التطوعي"!صفقات نارية من العيار الثقيل ... بن نافع يتحرك لإعادة هيبة الهلال السعودي!تأتي هذه الصدمة في وقت حساس بالنسبة للاعب الهلالي، حيث يستعد فريقه لمواجهة مرتقبة أمام نادي فلومينينسي البرازيلي، في ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، مساء الجمعة 4 يوليو، على ملعب "كامبنغ وورلد" بمدينة أورلاندو الأمريكية.
ويُعد نيفيز من العناصر الأساسية في تشكيلة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي يعتمد عليه في بناء الهجمات والربط بين الخطوط، ما يجعل موقف مشاركته أمرًا محوريًا في حسابات الجهاز الفني.
أن إدارة نادي الهلال لم تتردد في منح نيفيز حرية اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركته في اللقاء المرتقب، ورغم إدراك الإدارة الفنية للوضع النفسي الصعب الذي يمر به اللاعب، إلا أن تقديرها لإنسانيته وتفهمها لطبيعة العلاقة العميقة التي ربطته بالراحل جوتا، دفعها إلى منحه المساحة الكافية للاختيار.
المقربون من اللاعب أكدوا أنه يعيش حالة من الحزن العميق، إلا أنه يُبدي عزيمة قوية على تجاوز هذه المحنة، ويستعد للظهور في المباراة الهامة رغم الألم النفسي الكبير الذي يُثقل كاهله.
نيفيز، الذي يُعتبر أحد أعمدة الهلال هذا الموسم، يعرف أن الفريق يعاني من غيابات مؤثرة قد تُضعف خيارات المدرب، الأمر الذي قد يدفعه لتقديم التضحيات، حتى في لحظات حزنه.
وما زاد المشهد ألمًا، ما نشره نيفيز عبر حسابه الرسمي في "إنستغرام"، حيث عبّر بكلمات مؤثرة عن مشاعره تجاه جوتا، قائلاً: "يقولون إننا لا نفقد الأشخاص حقًا إلا عندما ننساهم، أنا لن أنساك أبدًا".
هذه الرسالة كشفت بوضوح عن مدى تعلقه بجوتا، الذي لقي حتفه محترقًا داخل سيارته في حادث وصفته الصحف البرتغالية بـ"المأساوي".
وبالعودة إلى الأرقام، يُعتبر روبن نيفيز أكثر لاعب شارك إلى جانب دييغو جوتا في مسيرته الكروية، حيث جمعت بينهما 164 مباراة رسمية مع أندية بورتو البرتغالي، وولفرهامبتون الإنجليزي، إلى جانب المنتخب الوطني.
هذه الأرقام لا تُجسّد فقط العلاقة الفنية بين اللاعبين، بل تعكس كذلك الصداقة التي كانت تزداد قوة مع مرور المواسم.
الهلال يواجه أزمة غيابات أثرت بشكل كبير على خيارات المدرب، ما اضطره إلى توظيف نيفيز في مركز قلب الدفاع خلال المواجهة الماضية أمام مانشستر سيتي في دور الـ16، وهي المباراة التي شهدت انتصارًا تاريخيًا لـ"الزعيم" بنتيجة (4-3).
نيفيز أدى دورًا تكتيكيًا بارزًا رغم عدم اعتياده على هذا المركز، مؤكدًا مرونته التكتيكية وانتماءه العميق للفريق.
ولم يكن الحضور الميداني لنيفيز في بطولة كأس العالم للأندية مجرد مشاركة رمزية، بل كان له دور فعّال في المباريات، حيث سجل هدفًا من ركلة جزاء أمام ريال مدريد في مباراة دور المجموعات التي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، كما قدّم تمريرة حاسمة للسنغالي كاليدو كوليبالي في لقاء مانشستر سيتي، مؤكدًا قيمته الفنية وأثره البارز على مسار الهلال في البطولة العالمية.
رغم أن الأحزان تخيّم على قلب نيفيز، فإن إصراره على المضي قدمًا يُظهر معدن اللاعب الحقيقي، الذي لا يسمح للعثرات الشخصية أن تُعيق التزامه المهني، حتى وإن كانت المصيبة تتعلق بفقدان أقرب الناس إلى قلبه.
مباراة فلومينينسي ستكون اختبارًا مزدوجًا، ليس فقط رياضيًا، بل نفسيًا، للاعب البرتغالي الذي يدخل المواجهة متسلّحًا بذكرى صديقه الراحل، وعزيمة لا تلين.