في خضم الأجواء المتوترة والحماسية المصاحبة لمشاركة نادي الهلال السعودي في بطولة كأس العالم للأندية، طفت إلى السطح حالة من الجدل أثارتها أنباء متداولة عن انتهاء عقد اللاعب خالد الغنام مع الهلال، وذلك قبيل مشاركته في مباراة الفريق الأخيرة أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، والتي انتهت بانتصار تاريخي للهلال بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
وكان خالد الغنام، المعار من نادي الاتفاق إلى صفوف الهلال، أحد عناصر الفريق التي شاركت في مباراة دور الـ16 من البطولة، والتي شهدت أداءً قويًا من الفريق السعودي مكّنه من إقصاء مانشستر سيتي، في مباراة استثنائية أثارت اهتمام الشارع الرياضي المحلي والعالمي على حد سواء، وأشعلت حماس الجماهير الزرقاء التي رأت في الانتصار خطوة نحو إنجاز غير مسبوق.
إقرأ ايضاً:
معجزة طبية في الخبر .. علاج بيولوجي ينقذ شابًا ويقود لاكتشاف طفرة جينية مجهولة"فضيحة تجسس تهز سامسونج: "AppCloud" الإسرائيلية تسرق بيانات المستخدمين بالشرق الأوسط!"ولكن مع فرحة الانتصار، برزت تساؤلات حول الوضع القانوني للاعب خالد الغنام، إذ تداولت بعض الحسابات أخبارًا تشير إلى أن عقده قد انتهى، وأن مشاركته في المونديال قد تكون غير نظامية، وهو ما دفع وكيل أعمال اللاعب إلى التدخل سريعًا لتوضيح الحقائق ووضع حد لما وصفه بـ"الادعاءات المغلوطة".
ونشر مشعل السفاعي، وكيل اللاعب، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" تصريحًا مقتضبًا أكد فيه أن عقد خالد الغنام مع نادي الهلال لا يزال ساريًا، مشددًا على أن ما يُثار بشأن انتهاء عقده غير صحيح، وقال في تغريدته: "خالد الغنام عقده لازال ساري مع نادي الهلال، لكن حب الظهور حتى لو كان بمعلومة مغلوطة معيب لدى البعض"، في إشارة إلى أن هناك من يسعى لإثارة البلبلة دون التحقق من دقة المعلومات.
وجاء التوضيح الرسمي من وكيل اللاعب في توقيت حرج، إذ يستعد الهلال لمواجهة مرتقبة أمام نادي فلومينينسي البرازيلي مساء الجمعة ضمن دور ربع النهائي من البطولة، وهي المباراة التي يترقبها جمهور الهلال بحماس كبير في ظل الأداء القوي الذي أظهره الفريق في أولى مبارياته.
وتُعد مواجهة فلومينينسي اختبارًا جديدًا لطموحات الهلال في هذه البطولة العالمية، حيث يسعى ممثل الكرة السعودية إلى الوصول إلى نصف النهائي، لملاقاة الفائز من المباراة الأخرى التي تجمع تشيلسي الإنجليزي وبالميراس البرازيلي، في سباق حاد نحو نهائي البطولة العالمية.
وفي ظل تطورات البطولة، تبقى مسألة مشاركة خالد الغنام محط اهتمام وسائل الإعلام والجماهير، خاصة أن اللاعب يعد من العناصر المهمة التي استعان بها الهلال في حملته بالمونديال، ووجوده يعزز خيارات المدرب في ظل ضغط المباريات وتنوع المنافسين.
ولن تكون المباراة القادمة أمام فلومينينسي سهلة، فالفريق البرازيلي يضم نخبة من اللاعبين ذوي الخبرة في المنافسات القارية، وهو ما يجعل اللقاء معقدًا من الناحية التكتيكية، ويضع على عاتق الهلال ضرورة تقديم أداء منظم دفاعيًا وفعال هجوميًا للبقاء في دائرة المنافسة.
وتشير أوساط رياضية إلى أن فريق الهلال يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة بعد تخطيه عقبة مانشستر سيتي، حيث كان الفوز على بطل أوروبا بمثابة رسالة قوية لكل الفرق المشاركة، مفادها أن الفريق السعودي يملك القدرة على إحداث المفاجآت وتغيير الموازين.
وعلى الصعيد القانوني، أوضح مختصون في الشأن الرياضي أن مشاركة أي لاعب في بطولة دولية مثل كأس العالم للأندية تخضع لتدقيق من قبل اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي، وبالتالي فإن وجود الغنام في قائمة الفريق يؤكد أن وضعيته النظامية قد جرى التحقق منها مسبقًا.
وفي هذا السياق، يُرجّح أن يكون الإعلان عن استمرارية عقد الغنام جاء لتبديد أي تأثيرات محتملة على تركيز الفريق، خاصة أن الأجواء المحيطة بالمونديال تستدعي الحذر من التشويش أو انشغال اللاعبين بأمور خارج المستطيل الأخضر.
والهلال من جهته لم يصدر بيانًا رسميًا حول الموضوع، وهو ما يعكس ثقة الإدارة في الموقف القانوني للاعب، ويفسر الاكتفاء بتصريح وكيل الأعمال الذي يعد مصدرًا معتمدًا في مثل هذه الحالات، كما يعكس تركيز الإدارة على التحضير للمباريات المصيرية القادمة.
وتأتي المشاركة السعودية في كأس العالم للأندية في إطار تطور واضح لكرة القدم في المملكة، وظهور الهلال بهذه القوة يعكس حجم العمل والإعداد الذي خضع له الفريق خلال الفترة الماضية، ويدعم الصورة الذهنية للكرة السعودية في المحافل الدولية.
والجدير بالذكر أن خالد الغنام، منذ انتقاله إلى الهلال على سبيل الإعارة، أظهر تطورًا ملحوظًا في مستواه، حيث أصبح أحد الأسماء التي يعتمد عليها الجهاز الفني في المباريات الكبرى، وهو ما يجعل الجدل حول عقده مؤثرًا لو لم يُحسم بالشكل الرسمي.
ومع اقتراب موعد مواجهة فلومينينسي، تتجه أنظار الجماهير العربية والعالمية صوب ملعب اللقاء، في ترقب لنتيجة قد تغير معالم البطولة، وتُقرب الهلال من مجد طال انتظاره في تاريخ مشاركاته الدولية، مدعومًا بجيل جديد من اللاعبين المحليين والدوليين.
ومن المتوقع أن تحظى المباراة بنسبة مشاهدة عالية، لا سيما بعد الأداء المثير أمام مانشستر سيتي، حيث أثبت الهلال قدرته على مجاراة كبار الفرق الأوروبية، في مشهد أعاد للأذهان ما حققه الفريق في النسخ السابقة من البطولات الدولية.
ويظل التكهن بنتيجة المواجهة القادمة صعبًا في ظل تقارب المستويات، لكن ما هو مؤكد أن الهلال يملك الأدوات والخبرة اللازمة لتحقيق المفاجأة مجددًا، كما أن اللاعبين يعلمون أن الجماهير تنتظر منهم استمرار الحلم حتى اللحظة الأخيرة.
