في ضربة موجعة للخطط الفنية لنادي الهلال، وقبل ساعات قليلة فقط من المواجهة المنتظرة أمام فلومينينسي البرازيلي، ألقى المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي بقنبلة من العيار الثقيل، مؤكدًا بشكل قاطع غياب أحد أهم أعمدة الفريق الدفاعية عن المباراة.
ففي المؤتمر الصحفي الرسمي الذي يسبق المباراة، والذي عقد في مدينة أورلاندو الأمريكية، قطع إنزاغي الشك باليقين وأعلن أن المدافع الدولي حسان تمبكتي لن يتمكن من المشاركة في لقاء ربع نهائي كأس العالم للأندية، الذي سيقام في تمام العاشرة من مساء اليوم الجمعة.
إقرأ ايضاً:
"برمجان المنورة" .. 6 مسارات ذكية تشعل شرارة التحول الرقميالمونديال يشتعل .. تصريحات نارية من وكيل الغنام تكشف أسرار عقده مع الهلالوجاءت كلمات المدرب الإيطالي واضحة وحاسمة، حيث قال: "حسان تمبكتي لا يزال يعاني من إصابة على مستوى الركبة، ولن يلحق بمباراة الفريق القادمة أمام نظيره نادي فلومينينسي"، مضيفًا لتوضيح الموقف: "الإصابة ليست خطيرة، لكنه غير جاهز للمشاركة في المباراة".
هذا التصريح يضع حدًا لكل التكهنات والآمال التي كانت تعقدها الجماهير الهلالية بإمكانية لحاق المدافع الصلب بالمباراة، ويفرض واقعًا جديدًا على الفريق الذي يجد نفسه مضطرًا لخوض هذا الصدام الكروي الكبير بدون أحد أبرز لاعبيه في الخط الخلفي.
ويشكل غياب تمبكتي أزمة حقيقية لدفاعات الزعيم، فهو ليس مجرد لاعب عادي، بل هو صمام أمان ومحور أساسي في المنظومة الدفاعية إلى جانب السنغالي خاليدو كوليبالي، ويمثل ثقلًا كبيرًا كونه أحد أفضل المدافعين في الكرة السعودية والآسيوية.
هذا الخبر السيئ يأتي ليزيد من حجم التحديات التي تواجه الفريق في الساعات الأخيرة قبل المباراة، فهو يضاف إلى قائمة طويلة من العقبات، بدأت بخطر إيقاف ستة لاعبين آخرين بسبب تراكم البطاقات الصفراء، مرورًا بإلغاء المران الأخير بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على فلوريدا.
إنها بمثابة عاصفة مثالية من الظروف الصعبة التي تختبر صلابة وقدرة الفريق على التحمل، وتضع على كاهل الجهاز الفني واللاعبين عبئًا نفسيًا وتكتيكيًا كبيرًا، فالفريق الآن مطالب بتعويض غياب لاعب أساسي، بالإضافة إلى التعامل مع ضغط المباراة نفسها.
ومن المتوقع أن يلجأ المدرب إنزاغي إلى اللاعب المخضرم علي البليهي لتعويض غياب تمبكتي، ليشكل ثنائيًا مع كوليبالي في قلب الدفاع، وهو خيار يمتلك الخبرة الكافية، لكنه سيجد نفسه تحت اختبار فوري وصعب أمام المهارات الفردية العالية التي يتميز بها مهاجمو الفريق البرازيلي.
لا شك أن الجهاز الفني لفريق فلومينينسي سيتابع هذا الخبر باهتمام بالغ، وسيرى في غياب تمبكتي نقطة ضعف محتملة في دفاع الهلال يمكن استهدافها والضغط عليها منذ الدقائق الأولى، مما سيزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق بديله.
على الصعيد الشخصي، يمثل هذا الغياب خيبة أمل كبيرة للاعب حسان تمبكتي نفسه، فالمشاركة في مباراة بهذا الحجم، على مسرح عالمي مثل كأس العالم للأندية، هو حلم يراود كل لاعب، وغيابه بسبب إصابة وصفها المدرب بأنها "ليست خطيرة" يجعل الأمر أكثر مرارة.
لكن الفرق الكبرى هي التي تظهر قوتها الحقيقية في أوقات الأزمات، وهذا الموقف يمثل اختبارًا حقيقيًا لعمق دكة بدلاء الهلال، وقدرة الفريق كمجموعة متكاملة على تعويض غياب أي فرد، مهما كان حجمه وقيمته الفنية.
لقد أثبت الهلال في مباراته التاريخية أمام مانشستر سيتي أنه يمتلك شخصية البطل، والآن، عليه أن يثبت مرة أخرى أنه قادر على التكيف مع الظروف الصعبة، وتحويل التحديات إلى حافز إضافي لتقديم أداء بطولي آخر.
ومع اقتراب ساعة الحسم، تتجه أنظار الجماهير نحو ملعب "كامبينج وورلد ستاديوم"، وهي تدرك أن فريقها سيخوض المعركة بقلب دفاع متغير، لكنها تثق في أن الروح القتالية والعزيمة التي أظهرها الفريق في هذه البطولة ستكون السلاح الأهم لتجاوز هذه العقبة ومواصلة الحلم المونديالي.
وفي النهاية، فإن مهمة الهلال أصبحت أكثر صعوبة، لكنها لم تصبح مستحيلة، فالفريق الذي قهر بطل أوروبا قادر على قهر الظروف، وتقديم مباراة كبيرة تليق باسمه وتاريخه، وتثبت أن قوة الزعيم تكمن في مجموعته وليس في أفراده فقط.