درجات الحرارة

الأرصاد تنبه.. الدمام تسجل 45 درجة والأرصاد تحذر من موجة غبار تضرب الشرقية

كتب بواسطة: احمد قحطان |

في يوم جمعة لاهب، واصلت شمس الصيف الحارقة إحكام قبضتها على أجزاء واسعة من المملكة العربية السعودية، حيث سجلت مدينة الدمام 45 درجة مئوية، لتكون من بين المدن الأعلى حرارة، في الوقت الذي أطلق فيه المركز الوطني للأرصاد تحذيرًا من موجة غبار كثيفة تضرب المنطقة الشرقية.

هذا المشهد المزدوج، الذي يجمع بين الحرارة الشديدة والأتربة المثارة، يرسم صورة دقيقة لطبيعة الأجواء في هذا الوقت من العام، ويضع السكان والزائرين أمام تحديات تتطلب أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، خاصة خلال ساعات النهار التي تشهد ذروة التأثيرات الجوية.

إقرأ ايضاً:

لماذا شددت "الكهرباء" عقوباتها على عبث العدادات؟ تفاصيل الغرامات الجديدةضربة موجعة قبل موقعة الحسم.. إنزاغي يعلن رسميًا غياب تمبكتي عن لقاء فلومينينسي

وبحسب تقرير المركز الوطني للأرصاد، لم تقتصر موجة الحر على الدمام وحدها، بل امتدت لتشمل معظم المدن الرئيسية، حيث سجلت كل من مكة المكرمة والرياض وجدة 42 درجة مئوية، بينما وصلت الحرارة في الخرج ووادي الدواسر وشرورة إلى 43 درجة، في حين بقيت مرتفعات أبها والباحة بمثابة ملاذ صيفي معتدل بدرجات حرارة لم تتجاوز 31 و27 درجة على التوالي.

لكن التحدي الأبرز اليوم لم يكن في درجات الحرارة فقط، بل في تحذير "الأرصاد" الذي أشار إلى نشاط في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على المنطقة الشرقية، والذي بدأ تأثيره منذ الساعة التاسعة صباحًا ومن المتوقع أن يستمر حتى السابعة مساءً، مما يؤدي إلى تدنٍ كبير في مدى الرؤية الأفقية.

وشمل التنبيه الخاص بالمنطقة الشرقية مدنًا ومحافظات رئيسية مثل الجبيل والخبر والدمام والقطيف ورأس تنورة وحفر الباطن والخفجي والنعيرية وقرية العليا والأحساء والعديد وبقيق، في تأكيد على أن هذه الموجة الترابية واسعة النطاق وتتطلب انتباهًا خاصًا من الجميع.

هذه الظواهر الجوية المتطرفة هي سمة من سمات مناخ شبه الجزيرة العربية صيفًا، حيث يساهم ما يعرف علميًا بـ "القبة الحرارية" في رفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، بينما تنشط رياح "البوارح" الموسمية الجافة، التي تعمل على إثارة الغبار وتكوين العواصف الترابية التي تجتاح المناطق المفتوحة.

ويفرض هذا الوضع على سكان المناطق المتأثرة، خاصة في المنطقة الشرقية، نمط حياة مختلفًا، حيث يصبح البقاء في المنازل والمقرات المكيفة هو الخيار الأمثل، وتتأجل الأنشطة الخارجية والرحلات غير الضرورية إلى ما بعد غروب الشمس واستقرار الأجواء.

وفي مثل هذه الظروف، تتجدد التحذيرات الصحية من قبل الجهات المعنية، التي تشدد على ضرورة الإكثار من شرب السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف والإجهاد الحراري، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، خاصة بين الساعة الحادية عشرة صباحًا والثالثة عصرًا.

كما توجه نصائح خاصة لمرضى الربو والجهاز التنفسي، بضرورة إغلاق النوافذ بإحكام لمنع دخول الغبار إلى المنازل، وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى مع ارتداء الكمامات الواقية، لتقليل استنشاق الجسيمات الدقيقة التي قد تسبب تهيجًا ومضاعفات صحية.

وتمتد حالة عدم الاستقرار الجوي لتشمل أجزاءً أخرى من المملكة، حيث لا تزال الفرصة مهيأة لتكون السحب الرعدية الممطرة على المرتفعات الجنوبية الغربية، بينما تستمر الرياح النشطة المثيرة للغبار في التأثير على أجزاء من مناطق الرياض ونجران ومكة المكرمة.

ويصل التحذير إلى ذروته على الطريق الساحلي الواصل إلى منطقة جازان، حيث أشار المركز الوطني للأرصاد إلى أن مدى الرؤية الأفقية قد يصل إلى شبه انعدام، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على قائدي المركبات، ويتطلب منهم إما تأجيل سفرهم أو القيادة بحذر شديد وسرعة منخفضة.

إن الدور الذي يقوم به المركز الوطني للأرصاد في إصدار هذه التنبيهات الدقيقة والمبكرة، يعكس التطور الكبير في أنظمة الرصد والمتابعة، ويساهم بشكل فعال في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، وتمكينه من التعامل مع الظواهر الجوية المختلفة بشكل آمن ومسؤول.

ومع استمرار هذه الأجواء حتى المساء، يبقى الرهان على وعي السكان والتزامهم بالتوجيهات الرسمية، فالتعامل الحكيم مع موجات الحر والغبار ليس رفاهية، بل هو ضرورة قصوى للحفاظ على الصحة والسلامة العامة، وتجنب أي حوادث أو مشاكل صحية قد تنتج عن هذه التقلبات الجوية.

وفي نهاية المطاف، فإن هذا اليوم هو تذكير آخر بقوة الطبيعة، وبأهمية التكيف مع الظروف المناخية التي نعيشها، واتخاذ الاحتياطات اللازمة التي تضمن لنا مرور مثل هذه الأيام الصعبة بسلام، في انتظار انقشاع موجة الغبار وانكسار حدة الحر.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار