في إطار جهودها الحثيثة لحماية الموارد البيئية والحياة الفطرية، ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا قام بإشعال النار في أراضي الغطاء النباتي داخل نطاق محمية طويق الطبيعية، في مخالفة صريحة للأنظمة البيئية المعتمدة في المملكة.
هذا التصرف المستهتر بالثروات الطبيعية أثار استياء الجهات المعنية التي تعاملت مع الواقعة بكل حزم، حيث تم تطبيق الإجراءات النظامية بحق المخالف.
إقرأ ايضاً:الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في أكثر من شهر مع هبوط المعنويات العالميةالهلال يخسر نجمه قبل لقاء مانشستر سيتي .. إنزاجي يعلن البدائل
المحمية التي تُعد من أبرز المواقع الطبيعية في المملكة، وتُشكل نظامًا بيئيًا متكاملًا غنيًا بالتنوع النباتي والحيواني، تعرضت بهذا الفعل إلى تهديد مباشر قد يؤدي إلى تدهور التربة واندلاع حرائق واسعة النطاق.
فضلًا عن الأثر السلبي على الكائنات الحية التي تعتمد على الغطاء النباتي كمصدر للغذاء والمأوى، ورغم بساطة الفعل في ظاهره، إلا أن نتائجه البيئية قد تكون كارثية إن تُركت دون ردع.
وأوضحت القوات الخاصة للأمن البيئي أن إشعال النار أو استخدامها في أراضي الغطاء النباتي دون ترخيص يُعد انتهاكًا جسيمًا لنظام البيئة، ويُعرض مرتكبه لعقوبة مالية تصل إلى 3,000 ريال سعودي، وهي عقوبة تهدف للردع وليس فقط للجزاء.
في ظل ازدياد التحديات البيئية التي تواجهها المملكة والمنطقة بشكل عام، من تصحر وحرائق وتقلص المساحات الخضراء.
هذا التدخل السريع من قبل القوات البيئية يعكس الجدية التي تتعامل بها المملكة مع كافة أشكال التعدي على البيئة، ويأتي في إطار التزامها برؤية 2030 التي تتضمن في أهدافها تعزيز الاستدامة البيئية، وتوسيع نطاق المناطق المحمية، والحد من التلوث والانبعاثات، إلى جانب رفع وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على التوازن البيئي.
وأكدت القوات أن البلاغ عن مثل هذه الحالات يمثل عنصرًا أساسيًا في تعزيز الرقابة البيئية، وقد ناشدت الجميع التعاون والإبلاغ عن أي سلوك قد يُشكل تهديدًا للغطاء النباتي أو الحياة الفطرية، مبينة أن الإبلاغ متاح عبر الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، الرياض والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى الرقمين (999) و(996) في بقية المناطق.
وشددت القوات على أن جميع البلاغات ستُعامل بسرية تامة، دون أن تُحمَّل أي مسؤولية قانونية على المبلّغ، وهو ما يعزز دور المواطن كشريك فاعل في حماية البيئة، لا سيما في ظل ما يشهده المجتمع من تنامي الوعي بقيمة الغابات، والمراعي الطبيعية، والأنظمة البيئية ككل.
الجدير بالذكر أن محمية طويق تُعد من أبرز المحميات الطبيعية في المملكة، وتُغطي مساحات واسعة من التكوينات الجبلية والتلال المزروعة بالأعشاب البرية، وتُعد موطنًا مهمًا للعديد من الكائنات الفطرية، ما يجعل الحفاظ عليها أولوية بيئية قصوى.
وتُعد أي محاولة للإضرار بها اعتداءً على مستقبل الأجيال القادمة، وخرقًا لمبادئ التنمية المستدامة.
ويُنتظر أن تُسهم مثل هذه الإجراءات في رفع مستوى الانضباط البيئي وتعزيز ثقافة المسؤولية لدى الأفراد تجاه الطبيعة، خصوصًا في المناطق المحمية التي تخضع لرقابة خاصة.
كما يُعول على وسائل الإعلام في تكثيف التوعية، إلى جانب المناهج الدراسية والنشاطات التطوعية، لترسيخ مفهوم أن حماية البيئة ليست خيارًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية.