تترقّب جماهير كرة القدم في المملكة العربية السعودية والعالم واحدة من أبرز مواجهات بطولة كأس العالم للأندية، حيث يلتقي نادي الهلال السعودي مع نظيره مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16، وسط تحديات فنية معقدة يعيشها الجهاز الفني للفريق السعودي بقيادة الإيطالي سيموني إنزاجي.
وتزداد حالة الترقب قبل اللقاء المنتظر في ظل الأنباء التي تؤكد غياب النجم الدولي سالم الدوسري عن المواجهة المرتقبة، بعد تعرّضه لإصابة قد تبعده عن بقية مباريات البطولة، في حال نجح الهلال في تجاوز عقبة مانشستر سيتي والتأهل إلى الأدوار النهائية.
إقرأ ايضاً:هل انتهت الصفقة؟ نجم برشلونة يفاجئ إدارة النصر بهذا القرار!هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تطلق مبادرة "دوّر جهازك"...خطوة ذكية نحو وطن رقمي مستدام!
وبحسب ما كشفه برنامج "دورينا غير"، فإن المدير الفني إنزاجي لم يستقر حتى الآن على هوية اللاعب الذي سيعوّض غياب الدوسري، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الفني في معسكر الهلال، خاصة أن مركز الجناح الهجومي يُعد أحد المفاتيح الأساسية في طريقة لعب الفريق.
ورغم أن إنزاجي بدأ منذ أيام في دراسة الخيارات المتاحة داخل القائمة الهلالية، إلا أن غياب لاعب بحجم وتأثير سالم الدوسري لا يمكن تعويضه بسهولة، خصوصًا أن اللاعب يتمتع بمهارات فنية عالية وخبرة كبيرة في المباريات الكبرى.
ويفكر المدرب الإيطالي في عدة حلول تكتيكية، تشمل تعديل طريقة اللعب أو الدفع بأحد اللاعبين الشبان القادرين على شغل نفس المركز، غير أن الخيارات تبقى محدودة نظرًا لطبيعة المواجهة وقوة الخصم الذي يُعد من بين أفضل الأندية الأوروبية حاليًا.
ويأتي هذا القلق الفني في وقت حساس للغاية، حيث صعد الهلال من مجموعته إلى دور الـ16 بعد أن حل ثانيًا خلف ريال مدريد الإسباني، في مجموعة قوية ضمت أيضًا باتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورغ النمساوي، وقدم خلالها الفريق السعودي مستويات متفاوتة تخللتها لحظات من التألق وأخرى من التراجع.
وتُعد مواجهة مانشستر سيتي محطة حاسمة لطموحات الهلال في البطولة، خصوصًا أنها تمثّل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على مقارعة كبار القارة الأوروبية، في بطولة تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة على مستوى العالم.
ويتمتع مانشستر سيتي بترسانة هجومية ودفاعية قوية، يقودها المدرب بيب غوارديولا الذي يعرف جيدًا كيفية التعامل مع هذه النوعية من المواجهات الحاسمة، مما يضع على كاهل الهلال تحديًا كبيرًا في جميع الخطوط، خاصة في ظل غياب عنصر أساسي بحجم سالم الدوسري.
ومن المعروف أن إنزاجي يميل إلى الاعتماد على أسلوب هجومي متوازن، إلا أن غياب أحد أركانه في الثلث الهجومي قد يدفعه إلى اعتماد أسلوب أكثر تحفظًا، تفاديًا للانكشاف الدفاعي أمام فريق يجيد استغلال المساحات المفتوحة.
وتطرح هذه التطورات تساؤلات واسعة بين جماهير الهلال عن مدى قدرة الفريق على تقديم أداء مقنع وتحقيق نتيجة إيجابية في ظل هذه الظروف، فيما يتمنى عشاق الأزرق أن يتمكّن الفريق من تقديم أفضل نسخة ممكنة أمام حامل لقب دوري أبطال أوروبا.
وكان الدوسري قد ظهر بمستوى فني مميز خلال مباريات المجموعة، حيث ساهم بأهداف وتمريرات حاسمة، وشكل نقطة ارتكاز أساسية في خطط المدرب، مما يجعل غيابه بمثابة ضربة مؤثرة على الحصيلة الفنية والهجومية للفريق في لقاء مانشستر سيتي.
وتشير بعض التوقعات إلى احتمال اعتماد إنزاجي على اللاعب البرازيلي ميشيل ديلغادو كخيار بديل في مركز الجناح، أو ربما نقل مالكوم إلى الطرف وتبديل مركزه مع أحد لاعبي الوسط الهجومي، لكن أيًا من هذه الخيارات لم يُحسم بعد بشكل نهائي.
ويتابع الشارع الرياضي السعودي باهتمام كل تطورات استعدادات الفريق، في ظل أمل عريض بتحقيق إنجاز عربي جديد في بطولة كأس العالم للأندية، بعد أن بلغ الهلال النهائي في نسخة سابقة وترك انطباعًا قويًا عن قدرات الكرة السعودية.
ويواجه الجهاز الطبي للهلال تحديًا آخر، يتمثل في تقييم الحالة الصحية للدوسري بشكل يومي، على أمل حدوث تطور مفاجئ يُعيد اللاعب للمشاركة، ولو جزئيًا، إلا أن التقديرات الحالية تشير إلى أن الإصابة قد تحتاج فترة أطول للشفاء الكامل.
وتعيش بعثة الهلال في معسكر مغلق يهدف إلى رفع الجاهزية الفنية والذهنية، حيث يسعى إنزاجي إلى شحن اللاعبين نفسيًا وتكتيكيًا قبل الدخول في المباراة المنتظرة التي قد تكون مفتاح عبور تاريخي إلى أدوار أكثر تقدمًا في البطولة.
ويواصل النادي تجهيز الفريق على أعلى المستويات من حيث الجوانب التدريبية والفنية، مع التركيز على تحليل أسلوب لعب مانشستر سيتي واستخلاص نقاط الضعف الممكنة، في محاولة للحد من خطورته وبناء فرص هجومية مؤثرة.
ومن المنتظر أن يعلن الجهاز الفني عن القائمة الأساسية للمباراة قبل انطلاقها بساعات، وسط تكهنات إعلامية متضاربة حول التشكيلة وخطط اللعب، في ظل تكتم كبير من جانب المعسكر الهلالي بهدف الحفاظ على عنصر المفاجأة.