عاصفة غبار شديدة تضرب المملكة لأسبوع كامل.

الأرصاد السعودية تحذر .. عاصفة غبار شديدة تضرب المملكة لأسبوع كامل

كتب بواسطة: سالي حسنين |

تتجه المملكة العربية السعودية إلى أسبوع مليء بالتقلبات الجوية، حيث أعلن المركز الوطني للأرصاد عن توقعات باستمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار ابتداءً من اليوم الاثنين الموافق 30 يونيو، وحتى نهاية الأسبوع المقبل، مما يثير مخاوف من تأثيرات مباشرة على الحياة اليومية في عدد من المناطق الحيوية بالمملكة.

وبحسب بيان المركز الوطني للأرصاد، فإن الحالة الجوية المرتقبة ستؤثر بشكل خاص على المنطقة الشرقية، والأجزاء الشرقية من مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى جانب منطقة الرياض، مشيرًا إلى أن الطريق الساحلي الممتد من جدة إلى جازان سيكون أيضًا ضمن نطاق هذه التأثيرات.
إقرأ ايضاً:مبتكر سعودي يفوز بجائزة كبرى في "آيتكس 2025" ويُبقي اختراعه داخل المملكةرسالة رادعة من السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحق أربعة مدانين بتهريب المخدرات في تبوك

ولا تقف حدود هذه الحالة عند المناطق المركزية والغربية، بل تمتد وفقًا للتوقعات إلى أجزاء من مناطق الحدود الشمالية، ومنطقة الجوف، وشمال منطقة القصيم، إضافة إلى الشمال من منطقة الرياض، مما يعني أن رقعة التأثيرات ستكون واسعة النطاق وتشمل مواقع حيوية وأساسية في المملكة.

وشدد المركز الوطني للأرصاد في تحذيراته على أن هذه الرياح النشطة قد تتسبب في تدنٍ كبير في مدى الرؤية الأفقية، الأمر الذي يُنذر بصعوبات كبيرة في حركة التنقل، خاصة في الطرق السريعة والمناطق المكشوفة، مما يستوجب اتخاذ أعلى درجات الحذر، واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة.

ويُعَدّ هذا النوع من الظواهر الجوية شائعًا خلال فصل الصيف في المملكة، حيث تتسبب الفوارق الحرارية الكبيرة بين المسطحات الصحراوية والمناطق الساحلية في نشاط الرياح المثيرة للأتربة، مما يؤدي إلى تشكل موجات من الغبار تنخفض معها الرؤية بشكل مفاجئ في كثير من الأحيان.

ورغم أن الأجواء الغبارية تُعد من المشاهد المألوفة في بعض المناطق الصحراوية، إلا أن اتساع نطاق تأثيرها هذه المرة وامتدادها لفترة تتجاوز الأسبوع يثير القلق بشأن تداعياتها الصحية، خصوصًا على مرضى الربو والمصابين بأمراض الجهاز التنفسي.

وفي هذا السياق، نصح المركز الوطني للأرصاد المواطنين والمقيمين بعدم التعرض المباشر للغبار، والحرص على ارتداء الكمامات في حال الضرورة، وتجنب الخروج في أوقات الذروة إلا للضرورة القصوى، لا سيما في الفترات التي يُتوقع أن تكون فيها كثافة الغبار في ذروتها.

كما دعت الجهات المعنية في الدفاع المدني ومراكز الطوارئ إلى الاستعداد المسبق لأي طارئ محتمل، لاسيما في المناطق المفتوحة التي قد تتعرض لعواصف ترابية سريعة ومباغتة تؤثر على حركة السير وتعطل أنشطة النقل البري والجوي.

وفيما لم تُصدر الجهات التعليمية والصحية أي قرار رسمي بشأن تعليق الدراسة أو تقليص ساعات العمل في المؤسسات، إلا أن مراقبين أشاروا إلى أن استمرار موجة الغبار لفترة طويلة قد يدفع بعض الجهات لاتخاذ تدابير احترازية لتقليل الآثار على الصحة العامة.

وتُظهر خرائط الطقس التي نُشرت على موقع المركز الوطني للأرصاد، مؤشرات واضحة على استمرار كتلة هوائية حارة وجافة تدفع برياح سطحية نشطة إلى مناطق واسعة من المملكة، مما يفسر اتساع رقعة العاصفة الترابية بهذا الشكل غير المعتاد.

ومن المعروف أن مثل هذه الظواهر المناخية قد تتسبب في تأخير أو إلغاء بعض الرحلات الجوية، خصوصًا في المطارات القريبة من المناطق المتأثرة بالغبار، وهو ما يدفع شركات الطيران لمراقبة التحديثات الجوية عن كثب لاتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

وأشارت مصادر في قطاع النقل إلى أن سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة باتوا في حالة تأهب، نظرًا لما قد تسببه الرياح والغبار من ضعف في الرؤية، وزيادة احتمالات وقوع الحوادث المرورية، الأمر الذي يستوجب تخفيف السرعات والالتزام بالتعليمات المرورية بدقة.

ووجّه المركز الوطني للأرصاد دعوته للجميع بمتابعة النشرات والتنبيهات الصادرة أولًا بأول عبر منصاته الرسمية، مشيرًا إلى أن حالة الطقس قد تشهد تغيرات مفاجئة، وهو ما يستدعي استعدادًا دائمًا وتفاعلًا سريعًا من المواطنين والجهات المختصة.

ويؤكد خبراء الطقس أن استمرار هذه الظاهرة لأيام متواصلة ليس بالأمر المعتاد سنويًا، ما يعيد فتح النقاش حول تأثير التغيرات المناخية العالمية على المنطقة، والتذبذب الملحوظ في أنماط الطقس المعتادة في المملكة خلال السنوات الأخيرة.

ولم تُسجّل حتى الآن أي حوادث خطيرة مرتبطة مباشرةً بالعاصفة المتوقعة، إلا أن السلطات تؤكد أن الوقاية خير من العلاج، وتشدد على أهمية الالتزام بالتوجيهات والبقاء على اطلاع دائم بتطورات الحالة الجوية حتى نهاية الموجة.