في موقف يُجسد الجاهزية العالية لفرق حرس الحدود وقدرتها على الاستجابة الفورية، تمكنت فرق البحث والإنقاذ بالقحمة، التابعة لحرس الحدود في منطقة عسير، من إنقاذ مواطنين بعد أن تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر.
هذا وضعهما في موقف بالغ الخطورة وسط أمواج متقلبة وظروف بحرية غير مستقرة، التدخل السريع من قبل الجهات المختصة حال دون وقوع ما لا تُحمد عقباه، وتم تقديم المساعدة اللازمة لهما فور الوصول إليهما.
إقرأ ايضاً:الأرصاد السعودية تحذر .. عاصفة غبار شديدة تضرب المملكة لأسبوع كاملالدفاع المدني يحذّر .. كاشف دخان غير مفعل قد يتحول إلى كارثة ومسؤولية قانونية
الحادثة وقعت حينما فقد الاتصال بين المواطنين والجهات المعنية أثناء رحلة بحرية اعتيادية، قبل أن تتلقى غرفة العمليات بلاغًا يفيد بتعطّل الوسيلة البحرية وفقدان السيطرة عليها. وبدون تردد، تم تفعيل خطط الطوارئ.
وتحركت فرق البحث والإنقاذ مجهّزة بكامل المعدات البحرية المتطورة، مع تحديد آخر نقطة تواصل تم تسجيلها، والانطلاق نحو الموقع المحتمل بأقصى سرعة ممكنة.
وبعد جهود حثيثة استمرت لساعات، استطاعت الفرق تحديد موقع المواطنين المعطلين، والوصول إليهما رغم صعوبة الظروف الملاحية، حيث كانت الرياح قوية والرؤية محدودة، ما زاد من تعقيد المهمة.
إلا أن الكفاءة العالية للعناصر المشاركة والتدريب المكثف الذي يخضعون له ساعد في تنفيذ عملية الإنقاذ بنجاح، دون تسجيل أي إصابات أو خسائر مادية كبيرة.
وقد تم فحص الحالة الصحية للمواطنين فور انتشالهما، والتأكد من سلامتهما، كما جرى سحب الوسيلة البحرية المتعطلة إلى المرسى بأمان.
الحادث أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل، حيث أشاد مواطنون ومقيمون باحترافية رجال حرس الحدود، ووصفوا تدخلهم بأنه بطولي ويستحق التقدير، لما فيه من حفاظ على الأرواح وتأكيد على مدى التقدم في قدرات الاستجابة الوطنية لحالات الطوارئ البحرية.
المديرية العامة لحرس الحدود، بدورها، أصدرت بيانًا عقب الحادث، شددت فيه على ضرورة الالتزام الكامل بإرشادات السلامة البحرية قبل الإبحار، مشيرة إلى أن الحوادث من هذا النوع قد تُعرض الأرواح للخطر إن لم تُتخذ التدابير الوقائية المناسبة.
وأكدت أن التأكد من جاهزية الوسائط البحرية، وصلاحية أجهزة الاتصال، يُعدّان من أهم العوامل التي تضمن رحلة آمنة وتُجنّب الوقوع في المواقف الطارئة.
كما دعت المديرية إلى الاستفادة من الأرقام المخصصة للتواصل في الحالات الحرجة، حيث يمكن الاتصال بالرقم (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، و(994) في باقي مناطق المملكة، ولفتت إلى أن سرعة البلاغ تسهم في تعزيز فاعلية الاستجابة، وتقليل المخاطر المحتملة إلى أدنى حد ممكن.
الواقعة تأتي كرسالة تحذيرية للمواطنين والمقيمين بعدم التهاون مع اشتراطات السلامة، خاصة مع ازدياد الإقبال على الأنشطة البحرية خلال فصول السنة المعتدلة، فبينما تمثل الرحلات البحرية متنفسًا جميلًا وهروبًا من صخب المدينة، إلا أنها قد تتحول إلى كابوس حقيقي إن لم تُراعَ فيها أبسط قواعد الأمان والاستعداد.
وفي ظل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة للجهات الأمنية والخدمية، تتواصل عمليات تطوير القدرات البحرية والبرية على حد سواء، لتكون المملكة في مصاف الدول القادرة على مواجهة كافة التحديات المتعلقة بالسلامة العامة، وهو ما أثبتته مجددًا فرق حرس الحدود في هذا التدخل الناجح الذي حافظ على الأرواح، وأعاد اثنين من أبناء الوطن سالمَين إلى اليابسة.