عاشت بعثة نادي الهلال السعودي أجواء غير معتادة خلال الساعات الأخيرة قبل مواجهة فريق فلومينينسي البرازيلي في ربع نهائي كأس العالم للأندية، بعد أن تلقى المعسكر خبر وفاة نجم منتخب البرتغال ونادي ليفربول الإنجليزي ديوجو جوتا، في واقعة صادمة تركت أثرًا نفسيًا واضحًا على عدد من اللاعبين داخل البعثة.
وجاءت وفاة اللاعب البرتغالي الشاب جوتا بمثابة صدمة مؤلمة لزملائه ومحبيه، خاصة أنها حدثت قبيل واحدة من أهم مباريات الهلال في تاريخه، وهو ما أثار حالة من الحزن داخل المعسكر، بالنظر إلى العلاقات الشخصية والمهنية التي تربط النجم الراحل ببعض لاعبي الفريق، وفي مقدمتهم روبن نيفيز وجواو كانسيلو، الثنائي البرتغالي في صفوف الهلال.
إقرأ ايضاً:
عودة مرتقبة " لابورت" على أعتاب العودة للدوري الإسباني ... عرض بقيمة 15 مليون يورو يقترب من القبول!تصريحات نارية من "مدرب فلومينينسي" قبل مواجهة الهلال .... "اللقاء سيكون على العشب"!وفي ظل هذه الظروف، تحرك الجهاز الإداري والفني للفريق بسرعة للتعامل مع الحدث الطارئ، وعقد اجتماعًا خاصًا مع اللاعب روبن نيفيز الذي يُعد من المقربين جدًّا من جوتا، حيث تحدث الجهاز الفني مع اللاعب في جلسة امتدت لفترة طويلة، وهدفت إلى احتوائه نفسيًا واستيعاب آثار الصدمة المفاجئة عليه.
وأبدى المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي تفهّمه الكامل لحالة التأثر النفسي التي يعيشها اللاعبون، وأشار في حديث داخلي إلى أن الأجواء داخل المعسكر تغيرت بشكل ملحوظ منذ انتشار خبر الوفاة، وخصوصًا مع وجود لاعبين برتغاليين تربطهم علاقات وثيقة بالراحل، مما أثّر على التركيز والاستعداد الذهني للمواجهة المرتقبة.
ويستعد الهلال حاليًا لخوض مواجهة نارية أمام فلومينينسي البرازيلي مساء الجمعة، وهي المباراة التي ينتظرها الشارع الرياضي السعودي والعربي بشغف، في ظل تطلعات كبيرة بتحقيق إنجاز غير مسبوق في كأس العالم للأندية، خاصة بعد الانتصار المثير على مانشستر سيتي في الدور السابق.
ورغم الأجواء السلبية التي تسببت بها الوفاة المفاجئة، تحاول إدارة الهلال توفير أجواء داعمة ومريحة نفسيًا للاعبين، حيث كثّفت من اجتماعاتها المغلقة مع الجهاز الفني واللاعبين الأجانب، لإعادة الانضباط والتركيز على الهدف الأساسي وهو العبور إلى الدور نصف النهائي.
ويُعد نيفيز أحد أهم عناصر الهلال حاليًا، حيث يلعب دورًا محوريًا في خط الوسط، ومن المتوقع أن يكون عنصرًا حاسمًا في مواجهة فلومينينسي، مما يجعل الحفاظ على استقراره النفسي والمعنوي أولوية قصوى للجهاز الفني قبل المواجهة، خصوصًا أن مثل هذه الأحداث قد تؤثر بشكل غير مباشر على الأداء داخل الملعب.
وفي المقابل، لم يُدلِ نيفيز بأي تصريحات علنية بشأن وفاة صديقه المقرب، واكتفى الفريق بإحاطة وسائل الإعلام بأن اللاعب يعيش لحظة خاصة وصعبة، وهو ما لاقى تفهُّمًا من جانب الجماهير والمتابعين الذين عبّروا عبر مواقع التواصل عن دعمهم للاعب وتقديرهم لموقفه الإنساني.
وفي سياق الاستعدادات للمباراة المرتقبة، أنهى الفريق السعودي تدريباته الأخيرة على ملعب المباراة وسط حضور إعلامي محدود، وركّز إنزاجي في الحصة التدريبية على الجوانب التكتيكية الدقيقة، بالإضافة إلى تدريبات خاصة لخط الدفاع لمواجهة السرعات المعروفة عن فريق فلومينينسي.
ومن المتوقع أن تشهد المباراة حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث تم بيع معظم تذاكر اللقاء مسبقًا، وتوافد الآلاف من مشجعي الهلال إلى المدينة المستضيفة لدعم الفريق في محطته العالمية، وسط آمال بأن يواصل الفريق سلسلة نتائجه المميزة ويمضي قدمًا نحو النهائي.
وكان الهلال قد دخل البطولة بروح معنوية عالية بعد سلسلة من النتائج الإيجابية في الدوري المحلي، وزادت معنوياته أكثر عقب الإطاحة بمانشستر سيتي الإنجليزي، في لقاء اعتُبر تاريخيًا، وأثبت من خلاله الفريق السعودي قدرته على مجاراة كبار أوروبا بكل جدارة.
وعلى الرغم من الظروف النفسية الطارئة، يثق أنصار الهلال في قدرة الجهاز الفني والإداري على تجاوز الأزمة وتهيئة اللاعبين، خاصة أن الفريق يضم عناصر خبيرة سبق لها التعامل مع ضغوطات البطولات الكبرى، بالإضافة إلى دعم جماهيري كبير يُعد دافعًا معنويًا مهمًا في مثل هذه المناسبات.
وتحرص إدارة الهلال على عدم التهاون في مثل هذه المواقف، إذ أكدت مصادر قريبة من المعسكر أن الجانب الإنساني يحظى باهتمام بالغ من قبل الإدارة، خاصة حين يتعلق الأمر بصحة اللاعبين النفسية أو علاقتهم بزملائهم وأصدقائهم السابقين، وهو ما يعزز من صورة النادي كمؤسسة محترفة تُراعي الإنسان قبل كل شيء.
وتعد مشاركة الهلال في بطولة كأس العالم للأندية خطوة مهمة في مسيرة الكرة السعودية، حيث يسعى الفريق الأزرق إلى تحقيق إنجاز نوعي يُضاف إلى سجل إنجازاته القارية والمحلية، ويمثل المملكة في أكبر محفل دولي للأندية بأداء مشرف.
وسيكون لقاء فلومينينسي هو الامتحان الأصعب حتى الآن في البطولة، نظرًا لقوة الفريق البرازيلي وتمرسه في مثل هذه المنافسات، مما يجعل مهمة الهلال تتطلب جاهزية تامة بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي مر بها الفريق خلال الساعات الماضية.
ويدرك اللاعبون أن المرحلة الحالية لا تقبل الأخطاء، وأن الجماهير تضع آمالًا كبيرة عليهم لمواصلة الحلم العالمي، ورغم التحديات، يبقى الهلال فريقًا اعتاد على خوض مثل هذه المعارك الكبرى، ويملك تاريخًا غنيًا بالمواجهات القارية والدولية التي خرج منها منتصرًا.
وتتجه كل الأنظار الآن إلى استاد المباراة، حيث تُعقد الآمال على أن يُحوّل الهلال هذه المحنة النفسية إلى دافع إيجابي داخل المستطيل الأخضر، ويواصل طريقه نحو نهائي مونديال الأندية في نسخة يُمكن أن تُصبح الأهم في تاريخه الطويل.