سحب رعدية ممطرة ورياح نشطة تضرب هذه المناطق.

الأرصاد السعودية تحذر .. سحب رعدية ممطرة ورياح نشطة تضرب هذه المناطق

كتب بواسطة: سالي حسنين |

تشهد المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة تقلبات جوية لافتة مع استمرار حالة عدم الاستقرار في الأجواء، حيث توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره الصباحي استمرار تشكّل السحب الرعدية الممطرة مصحوبة برياح نشطة على عدد من المناطق، خاصة المرتفعات الجنوبية الغربية، في مشهد جوي يتكرر خلال هذه الفترة من العام.

وتأتي هذه التوقعات في إطار المتابعة المستمرة التي يجريها المركز الوطني للأرصاد لحالة الطقس في مختلف مناطق المملكة، حيث تُظهر النماذج الجوية استمرار نشاط التيارات الهوائية الرطبة القادمة من الجنوب، مما يساهم في تشكل السحب الركامية على المرتفعات الجبلية وتزايد فرص هطول الأمطار المصحوبة بالبرق والرعد.

إقرأ ايضاً:

الأرصاد تنبه.. الدمام تسجل 45 درجة والأرصاد تحذر من موجة غبار تضرب الشرقيةالأرصاد تنبه الأهالي.. أمطار وصواعق ورياح نشطة تضرب 6 محافظات في نجران حتى المساء

ويُتوقع أن تمتد تأثيرات هذه الحالة الجوية إلى أجزاء من مناطق جازان، وعسير، والباحة، وصولًا إلى جنوب الطائف، مع فرص لهطول أمطار متفاوتة الشدة قد تُصاحبها زخات من البرد أحيانًا، وسط تحذيرات من انخفاض في مدى الرؤية الأفقية بسبب الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار.

وفي المقابل، تستمر الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار بالتأثير على عدد من المناطق الداخلية، حيث تتركز قوتها اليوم على مناطق الرياض، والشرقية، ونجران، وأجزاء من مكة المكرمة، خصوصًا الطرق المكشوفة والمناطق الصحراوية، مع احتمالية أن تصل مستويات الرؤية الأفقية إلى شبه انعدام، خاصة في المسارات المؤدية إلى السواحل الجنوبية الغربية.

وذكرت الأرصاد أن أبرز مسارات انخفاض الرؤية سيكون على الطريق الساحلي الذي يربط بين مكة المكرمة وجازان، وهو ما يستدعي من السائقين والمسافرين توخي الحذر الشديد خلال القيادة، لا سيما خلال ساعات النهار الأولى التي تشهد عادة نشاطًا أكبر للرياح المحملة بالأتربة.

وبالنسبة لحالة البحر الأحمر، أشار التقرير إلى أن الرياح السطحية ستكون غربية إلى شمالية غربية على الجزءين الشمالي والأوسط، بسرعة تتراوح بين 15 إلى 30 كم في الساعة، بينما تنشط على الجزء الجنوبي بسرعة تصل إلى 42 كم في الساعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الموج من نصف متر إلى متر ونصف على معظم الأجزاء، ومن متر إلى مترين على الأجزاء الجنوبية.

وتُعد هذه الأجواء البحرية معتادة في مثل هذه الأوقات من السنة، إلا أن المركز أوصى مرتادي البحر، خاصة الصيادين وأصحاب القوارب الصغيرة، بمتابعة التحديثات الجوية وأخذ الحيطة، إذ إن تقلب الرياح قد يؤثر على سلامة الإبحار في بعض المواقع.

أما على الخليج العربي، فستكون الرياح السطحية شمالية غربية نشطة السرعة تصل إلى 40 كم في الساعة، مما يتسبب بارتفاع الموج بين متر ومترين، مع تسجيل حالة عامة للبحر بين خفيف إلى متوسط الموج، وهو ما قد يفرض بعض القيود على الأنشطة البحرية الخفيفة في المناطق المكشوفة.

ويأتي هذا التغير في الطقس بعد عدة أيام من الاستقرار النسبي الذي ساد أجزاء واسعة من المملكة، إلا أن تأثيرات الكتلة الهوائية الموسمية التي تتحرك عبر شبه الجزيرة العربية بدأت بالظهور مجددًا، لتعيد مشاهد الأمطار والسحب الركامية التي لطالما ارتبطت بالفصل الانتقالي بين الصيف والخريف في هذه المناطق.

وقد نوّه المركز الوطني للأرصاد في تقاريره السابقة إلى أن فصل الصيف هذا العام قد يشهد موجات متقطعة من الأمطار الموسمية على بعض المناطق الجنوبية والغربية من المملكة، نتيجة استمرار تدفق التيارات الجنوبية الرطبة القادمة من بحر العرب، والتي تتفاعل مع التضاريس الجبلية بشكل مباشر.

كما أشار إلى أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم باتت تنعكس بشكل متزايد على طبيعة الحالات الجوية في المملكة، حيث لم تعد الفصول الجوية محددة بشكل صارم كما كان معتادًا في السابق، بل أصبحت التغيرات السريعة في درجات الحرارة وتشكّل السحب ظواهر متكررة يصعب التنبؤ بتوقيتها بدقة أحيانًا.

ويتطلب الوضع الحالي من الجهات المعنية، لاسيما إدارات الدفاع المدني والبلديات، رفع مستوى الجاهزية تحسبًا لأي طوارئ، خصوصًا في المناطق الجبلية المعرضة للسيول أو في الطرق السريعة التي قد تتأثر بالغبار الكثيف، وهو ما تحرص عليه السلطات بشكل دائم في مثل هذه الحالات.

كما دعت الأرصاد المواطنين والمقيمين إلى متابعة تحديثات الطقس بشكل دوري عبر قنواتها الرسمية، لتجنب المفاجآت الجوية، ولضمان اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة، سواء في التنقل أو في ممارسة الأنشطة الخارجية أو البحرية.

وتُعد هذه الحالة الجوية امتدادًا لحالة عامة من عدم الاستقرار تسود بعض مناطق المملكة خلال شهري يوليو وأغسطس، نتيجة لتأثيرات الرياح الموسمية التي تُعرف محليًا باسم "الرياح الرطبة"، وهي ظاهرة مناخية مألوفة لكنها تتفاوت من عام إلى آخر في شدتها ومدى تأثيرها.

وفي ظل هذه الأجواء، تبرز أهمية التوعية المجتمعية وتعزيز الثقافة الجوية لدى الأفراد، لا سيما في التعامل مع ظواهر مثل السحب الرعدية أو الغبار الكثيف، وهو ما تسعى إليه الجهات المختصة عبر حملات توعوية متكررة، بالتعاون مع وسائل الإعلام والجهات التعليمية.

وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق الرصد الجوي مهامها لمتابعة أي تطورات طارئة، يُتوقع أن تستمر هذه الحالة لعدة أيام قادمة، مع احتمالية امتداد تأثيراتها إلى مناطق أوسع، وهو ما سيتحدد وفقًا لتحديثات الخرائط الجوية والتغيرات الفعلية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.