في موقف إنساني يعكس الجاهزية العالية والاحترافية الميدانية، نجحت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود السعودي بمحافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة، في إنقاذ عشرة مقيمين مصريين بعدما جنحت واسطتهم البحرية على الشعاب المرجانية وجرى تنفيذ العملية بسرعة وفعالية ميدانية عالية، حيث تم تقديم المساعدة اللازمة للمقيمين وإعادتهم إلى بر الأمان دون تسجيل أي إصابات أو خسائر بشرية.
تفاصيل الحادث بدأت عندما ورد بلاغ إلى غرفة عمليات حرس الحدود بالقنفذة حول جنوح واسطة بحرية تقل عدداً من الأشخاص في عرض البحر بعد ارتطامها بالشعاب المرجانية، وعلى الفور، تحركت فرق الإنقاذ المتخصصة إلى الموقع المحدد، وتمكنت من الوصول إلى الواسطة البحرية العالقة رغم التحديات الملاحية والبيئية، وباشرت تقديم الدعم والإجلاء الآمن لجميع من كانوا على متنها.
وتأتي هذه العملية في إطار ما تضطلع به المديرية العامة لحرس الحدود من مهام لحماية الأرواح في البيئات البحرية المختلفة، وتأكيداً على قدرتها في التعامل مع الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً عاجلاً وسريعاً، وتعكس سرعة الاستجابة وكفاءة الأداء المستوى المتقدم الذي بلغته منظومة البحث والإنقاذ في المملكة، والتي تخضع باستمرار للتدريب والتطوير، بما يضمن فاعليتها في مختلف الظروف.
كما تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجدداً على أهمية الالتزام الصارم بإجراءات السلامة البحرية، والتأكد من صلاحية الوسائط المستخدمة في الإبحار، خاصة في المناطق التي تعرف بوجود شعاب مرجانية أو تيارات قوية، ووفقاً للمعلومات الرسمية، لم تكن هناك إصابات جسدية تُذكر، وهو ما يُحسب لسرعة تدخل الفرق المختصة وجهوزيتها العالية لإنقاذ الأرواح.
وفي أعقاب عملية الإنقاذ، دعت المديرية العامة لحرس الحدود جميع مرتادي البحر، سواء كانوا مقيمين أو مواطنين، إلى التقيد التام بإرشادات وتعليمات السلامة البحرية المعتمدة، وعدم المجازفة بالإبحار دون التأكد من جاهزية الوسائط المستخدمة، سواء من حيث السلامة الفنية أو أجهزة الاتصال والملاحة، فضلاً عن متابعة الأحوال الجوية وخرائط الأعماق.
كما شددت المديرية على أهمية التعاون مع السلطات المختصة، مشيرة إلى أن الإبلاغ السريع عن أي طارئ أو حالة استغاثة يسهم بشكل كبير في تقليل الخسائر وإنقاذ الأرواح، وأكدت أن التواصل في حالات الطوارئ يتم عبر الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة، المدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، بينما يتم الاتصال بالرقم (994) في باقي مناطق المملكة.
وتعد هذه الحادثة مثالاً حياً على الدور الحيوي الذي يقوم به حرس الحدود في الحفاظ على سلامة مرتادي البحر، إضافة إلى كونه خط الدفاع الأول في التصدي لمخاطر البحر، سواء كانت طبيعية أو بشرية، ويأتي هذا الدور في سياق استراتيجي متكامل تشارك فيه جهات عدة لتعزيز منظومة الأمن والسلامة البحرية في مختلف مناطق المملكة.
في الوقت الذي تتوسع فيه أنشطة الترفيه والرحلات البحرية في السعودية، خاصة في ظل تنامي السياحة الساحلية، تبرز مثل هذه الحوادث لتؤكد على ضرورة رفع الوعي المجتمعي، وترسيخ ثقافة السلامة كأولوية قصوى، وعدم التهاون في اتباع الإرشادات الرسمية التي تضعها الجهات المختصة حفاظاً على الأرواح والممتلكات.