الرياح المثيرة للأتربة

من "الأتربة المثارة" إلى "الصواعق الرعدية".. "كوكتيل جوي" يسيطر على سماء المملكة اليوم

كتب بواسطة: حكيم حميد |

بمشيئة الله تعالى، تشهد مناطق واسعة من المملكة العربية السعودية حالة جوية غير مستقرة، تتسم بنشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار، مما يؤثر بشكل مباشر على مدى الرؤية الأفقية في عدة محافظات ومناطق إدارية، ويهدد باضطراب في حركة النقل على الطرق السريعة، لا سيما في الطرق الساحلية الجنوبية.

ووفقًا للتقارير الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد، فإن تأثير الرياح النشطة سيستمر خلال الساعات القادمة، على أجزاء من مناطق الحدود الشمالية، حائل، القصيم، الرياض، والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى نجران، ويمتد كذلك ليشمل أجزاءً من منطقة مكة المكرمة، وخاصة الطرق المفتوحة والمناطق الصحراوية المكشوفة.

إقرأ ايضاً:

"المسجد النبوي" يرفع جودة الخدمة ... كراسي متحركة متاحة في 12 بوابة بالمسجد النبوي!"لا يمكن لروبوت أن يعوض مصدر دخل".. ردود فعل غاضبة على نصيحة مسؤول "إكس بوكس"

وذكرت الأرصاد أن الرياح المثيرة للغبار قد تصل سرعتها إلى مستويات تؤدي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، خصوصًا على الطريق الساحلي الواصل إلى منطقة جازان.

ويحذر المركز الوطني للأرصاد مرتادي الطرق، والمسافرين بين المدن، من تدني الرؤية الناتج عن الأتربة المتطايرة، والتي قد تؤدي إلى حوادث مرورية إذا لم تُتخذ إجراءات الحيطة والحذر اللازمة، كما يُوصى بتجنب الأنشطة الخارجية في هذه الأجواء، خاصة لمن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، وارتداء الكمامات الواقية عند الضرورة.

وفي الوقت ذاته، لا يُستبعد – بحسب تنبؤات الأرصاد – أن تتكوّن سحب رعدية ممطرة مصحوبة برياح نشطة على أجزاء من المرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة، وتحديدًا في مناطق عسير، الباحة، وجازان، وتشير التوقعات إلى أن تلك السحب قد تتسبب في هطولات متفاوتة الغزارة، يصاحبها نشاط في الرياح السطحية، مما يضاعف من فرص تدني الرؤية أيضًا في تلك المناطق.

وتأتي هذه الحالة الجوية ضمن سلسلة من التقلبات المناخية التي تشهدها المملكة خلال موسم الصيف، حيث تزداد فرص الغبار الموسمي المرتبط بالنشاط الصحراوي والحرارة المرتفعة، وتعد هذه الظواهر من السمات المعتادة لفصل الصيف في مناطق عدة من المملكة، لكنها هذا العام تبدو أكثر حدة من المعتاد.

وفي سياق متصل، دعت الجهات المختصة، بما فيها الدفاع المدني وإدارات المرور، إلى توخي الحذر، واتباع التعليمات الصادرة بشأن القيادة في ظروف مناخية صعبة، مؤكدين على أهمية متابعة النشرات الجوية بشكل دوري، وعدم التهاون بالتحذيرات التي تصدر عن الجهات الرسمية.

ومن الجدير بالذكر أن حركة الملاحة الجوية لم تسجل حتى اللحظة تأثرات كبيرة، غير أن بعض شركات الطيران المحلية أبدت استعدادها لاتخاذ إجراءات احترازية في حال تفاقم الظروف الجوية في بعض المطارات، خاصة في المناطق الشرقية والوسطى.

ويُنتظر أن تستمر هذه الأجواء المضطربة حتى نهاية اليوم، مع احتمالات لتحسن تدريجي في الأحوال الجوية خلال الـ48 ساعة القادمة، وفقًا للتحديثات الأخيرة من المركز الوطني للأرصاد.

وتسببت الأجواء المغبرة في تأثيرات مباشرة على الأنشطة اليومية في عدد من المناطق، حيث سُجّلت حالات تأخير في مواعيد المدارس الصيفية والاختبارات التدريبية في بعض المدن، فيما أعلنت عدد من الجهات الصحية عن رفع جاهزيتها لاستقبال الحالات الطارئة الناتجة عن مضاعفات تنفسية، خاصة بين كبار السن ومرضى الربو.

كما شهدت بعض الأسواق والأنشطة التجارية المفتوحة انخفاضًا ملحوظًا في الحركة بسبب ضعف الرؤية وسوء الأحوال الجوية، مما يعكس الأثر الاقتصادي المصاحب لهذه الظواهر الطبيعية، ويؤكد الحاجة إلى التكيف المجتمعي مع هذه الحالات المتكررة.