في حادثة غريبة سلطت الضوء مجدداً على مدى الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، سقطت سيارة كان يستقلها خمسة أشخاص في مجرى مائي بمدينة ناغبور الهندية، بعدما اعتمد الركّاب على تطبيق "خرائط غوغل" لتحديد مسار رحلتهم، الأمر الذي أدى إلى توجيههم نحو طريق غير صالح للقيادة.
الواقعة حدثت ليل الجمعة على أطراف قرية جانجوباهاد التابعة لمقاطعة جانغاون بولاية تيلانجانا جنوب الهند، حيث كانت المجموعة في طريقها من ناغبور إلى تيروباتي، مستندة بشكل كامل إلى الخرائط الإلكترونية في توجيه السيارة.
إقرأ ايضاً:
"فابريزيو رومانو" يؤكدها.. "الهلال" يحسم "أضخم" صفقاته الصيفية.. والاتفاق تم مع ميلان"صفقة صيفية" جديدة.. القادسية يعلن عن "أولى صفقاته" للموسم الجديد بعقد يمتد حتى 2029مع اقترابهم من أطراف القرية، ووسط الظلام وغياب أي إشارات تنبيهية، قاد السائق السيارة إلى داخل مجرى مائي بعد أن دلّه التطبيق على الطريق باعتباره صالحاً للمركبات، دون أن يتنبه إلى غياب الجسر أو وجود مسار بديل.
لحسن الحظ، لم تكن المياه تتدفق في المجرى في تلك اللحظة، مما ساهم في تقليل خطورة الموقف، حيث تمكن جميع الركاب من النجاة دون إصابات تذكر، رغم حالة الذعر التي سيطرت عليهم عند اصطدام السيارة بالمجرى وسقوطها داخله.
حاول الركاب فتح الأبواب بأنفسهم للخروج من المركبة، وفي الأثناء لاحظ بعض سكان القرية ما حدث، فسارعوا إلى موقع الحادث دون تردد، وساهموا في إخراج الركاب بأمان قبل حدوث أي ضرر.
الموقف نجا من التحوّل إلى مأساة بفضل هدوء الركاب وتدخل الأهالي السريع، فيما أظهرت الصور المتداولة أن السيارة كانت قد غرقت جزئياً في المجرى، ما استدعى استخدام جرافة ثقيلة لانتشالها لاحقاً.
الحادث أعاد النقاش مجدداً حول موثوقية تطبيقات الملاحة الرقمية، إذ أن هذه الأدوات رغم دقتها في كثير من الأحيان، إلا أنها قد تكون مضللة في المناطق الريفية أو غير المخدومة جيداً بالخريطة الدقيقة أو تحديثات الطرق.
وسائل إعلام محلية ذكرت أن الطريق الذي أوصل الركاب إلى هذا المصير لم يكن ممهدًا أو معروفًا كمسار رسمي، ما يرجّح أن التطبيق استخدم خوارزمية حساب المسار الأقصر دون النظر إلى صلاحية الطريق أو خطورته.
تعد هذه الحادثة واحدة من عدة وقائع مشابهة في أنحاء مختلفة من العالم، حيث أدى الاعتماد الكامل على "خرائط غوغل" إلى دخول سيارات في بحيرات أو طرق مغلقة أو مسارات وعرة لم تكن معدّة للمرور الآلي.
الحكومات المحلية في عدد من الولايات الهندية كانت قد أصدرت تحذيرات سابقة بخصوص استخدام خرائط غوغل في بعض المناطق النائية، خاصة في أوقات الليل أو خلال الرحلات الطويلة التي تمر بمقاطعات ريفية غير مهيّأة بالبنية التحتية الكاملة.
من جهتها، لم تصدر غوغل حتى الآن بياناً رسمياً بشأن الحادث، لكن الحادثة قد تدفع الشركة مجدداً إلى مراجعة خرائطها في المناطق الريفية، وربما تحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحذير السائقين من الطرق الخطرة أو غير المناسبة.
في الوقت ذاته، دعا عدد من الخبراء التقنيين إلى ضرورة الجمع بين التقنيات الحديثة والحدس البشري أثناء القيادة، وعدم الاعتماد الكلي على التطبيقات دون انتباه أو تدقيق في الظروف المحيطة.
كما أكدوا أن المسؤولية لا تقع بالكامل على عاتق التطبيقات، إذ أن السائقين مطالبون دوماً بمراقبة الطريق وتقدير المخاطر حتى وإن كانت الخريطة تشير إلى المسار كونه آمناً.
ويبقى هذا النوع من الحوادث بمثابة تذكير حقيقي بأن التكنولوجيا، مهما كانت متقدمة، تظل بحاجة إلى عين بشرية تعي، وقرارات مدروسة تقي من الكوارث، خاصة حين يتداخل الواقع مع خريطة رقمية قد تكون غير محدثة أو دقيقة بما يكفي.
ولعل هذه الواقعة تنضم إلى قائمة متزايدة من الحوادث التي تنجم عن الثقة المفرطة بالتطبيقات، ما يفرض على الجميع وقفة حذرة لإعادة التوازن بين الاعتماد على الأدوات الذكية والحذر البشري الضروري.