ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي أحد المقيمين من الجنسية اليمنية في منطقة عسير بعد تورطه في إشعال النار داخل أراضٍ تابعة للغطاء النباتي ما يشكل مخالفة صريحة للأنظمة البيئية المعمول بها في المملكة ويعرض البيئة المحلية لأضرار مباشرة قد تمتد آثارها لفترات طويلة.
الحادثة وقعت في إحدى المناطق الطبيعية التي تحتوي على تنوع نباتي مهم ضمن نطاق عسير وقد باشرت الجهات المعنية الحالة فور رصدها وتم التأكد من وقوع الفعل المخالف بعد توثيق الأدلة اللازمة والتحقق من صحة البلاغ الذي ورد للجهات الأمنية البيئية.
إقرأ ايضاً:
عودة مثيرة ... "محترف الاتحاد المنبوذ" يعود إلى الليغا! من هو النادي الذي استقطبه؟!وداعاً للشوارع "مجهولة الهوية".. "أمانة مكة" تبدأ بتركيب لوحات تعريفية في هذه المواقع.المخالف أقدم على إشعال النار دون مراعاة لحساسية الغطاء النباتي وخطورة التصرف الذي قد يتسبب في اندلاع حرائق واسعة النطاق ما يهدد التنوع البيولوجي ويؤثر على سلامة الحياة البرية والغطاء الأخضر الذي يعد من الثروات الطبيعية الوطنية.
وأكدت القوات الخاصة للأمن البيئي أن مثل هذه السلوكيات تمثل تهديداً مباشراً للبيئة وتتنافى مع الأنظمة التي وضعتها المملكة لحماية مواردها الطبيعية خصوصاً في ظل الجهود المبذولة للحفاظ على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والحرائق البرية.
أوضحت الجهات المعنية أن إشعال النار في الأماكن الطبيعية محظور ويخضع للمساءلة القانونية وفق النظام العام للبيئة في المملكة حيث تنص التعليمات على فرض غرامة مالية تصل إلى 3,000 ريال على كل من يثبت تجاوزه أو ارتكابه لهذا النوع من المخالفات.
تفعيل العقوبة المالية يندرج ضمن خطة أوسع تهدف إلى ردع مثل هذه المخالفات البيئية وتوعية المجتمع بخطورتها وتشجيع الأفراد على الالتزام بالسلوك البيئي السليم خاصة في المناطق التي تضم تنوعاً نباتياً مهدداً بالتدهور.
القوات دعت في بيانها كل المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التعاون معها والإبلاغ الفوري عن أي تجاوزات أو ممارسات تضر بالبيئة أو بالحياة الفطرية وذلك من خلال الأرقام الرسمية التي تم تخصيصها لتلقي البلاغات على مدار الساعة.
خصصت القوات رقم 911 لاستقبال البلاغات في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية بينما يمكن الإبلاغ في باقي مناطق المملكة عبر الرقمين 999 و996 لضمان تغطية جغرافية كاملة لعمليات الرصد والمتابعة البيئية.
شددت القوات الخاصة على أن جميع البلاغات التي تصلها يتم التعامل معها بسرية تامة دون أي مسؤولية قانونية على المبلّغ ما يضمن بيئة آمنة للمشاركة المجتمعية ويعزز من فرص الرصد المبكر لأي مخالفات بيئية قد تقع في مختلف المواقع.
أشار البيان إلى أن إشعال النار في غير الأماكن المخصصة يعرض الغطاء النباتي للضرر ويؤدي في كثير من الحالات إلى اندلاع حرائق لا يمكن السيطرة عليها بسهولة خاصة في فترات الجفاف والارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
أكدت الجهات البيئية أن الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية لا تقتصر على جهة معينة بل تتطلب تضافر الجهود من قبل جميع فئات المجتمع للمساهمة في حماية الثروات الطبيعية وضمان استدامتها للأجيال القادمة وفق رؤية المملكة البيئية.
الحادثة تمثل إنذاراً جديداً بضرورة الالتزام باللوائح المعتمدة والتوقف عن الممارسات غير المسؤولة التي من شأنها إحداث أضرار جسيمة يصعب تداركها لاحقاً في النظم البيئية خاصة في المناطق الحساسة التي تخضع لحماية رسمية.
أثنت القوات البيئية على وعي المواطنين الذين لا يترددون في الإبلاغ عن أي تجاوزات مؤكدة أن تعاونهم أسهم بشكل مباشر في ضبط الكثير من المخالفات ورصد ممارسات غير قانونية تم التعامل معها بسرعة وفاعلية على الأرض.
أوضحت أن الحملات التوعوية مستمرة بالتوازي مع الإجراءات الميدانية لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى كل أفراد المجتمع من خلال مختلف القنوات الإعلامية بما يعزز ثقافة المسؤولية البيئية في جميع أنحاء المملكة.
التحقيق مع المقيم تم وفق الأنظمة الرسمية التي تضمن تطبيق العدالة دون تمييز وسيتم استكمال الإجراءات النظامية بحقه وفقاً لما تحدده الجهات القضائية في مثل هذه الحالات بعد إحالة المخالفة إلى الجهات المختصة.
البيئة تمثل عنصراً حيوياً في التنمية المستدامة ومثل هذه التجاوزات تعطل مسارات التقدم البيئي لذلك تحرص المملكة على ترسيخ مفهوم الحماية البيئية من خلال تشريعات واضحة وجهات رقابية فعالة تعمل على مدار الساعة لضبط أي انتهاك.
