في استجابة سريعة وحاسمة، تمكنت فرق الدفاع المدني بمحافظة بارق التابعة لمنطقة عسير، يوم الإثنين، من إخماد حريق شبّ في إحدى المناطق الجبلية الوعرة، حيث اندلعت النيران في أشجار وأعشاب كثيفة دون تسجيل أي إصابات بشرية، في مشهد أعاد إلى الأذهان خطورة اندلاع الحرائق في المناطق الجبلية خلال موسم الصيف الحار.
وكانت فرق الإطفاء قد باشرت مهامها فور تلقي البلاغ حول تصاعد أعمدة الدخان من إحدى القمم المرتفعة في نطاق جبلي يصعب الوصول إليه، مما تطلب استخدام معدات خاصة وتقنيات ميدانية مدروسة لمواجهة النيران ومحاصرتها في وقت قياسي، وسط تحديات تتعلق بالتضاريس والرياح المتغيرة.
إقرأ ايضاً:
مفاوضات متقدمة وصفقة تقترب من الحسم...الهلال يتحرك بقوة لضم نجم فريق أتلانتابعد فشل أوسيمين وأزمة مالكوم..... الهلال في أزمة وإنزاجي يطلب تدعيمات قوية في الصيفية!وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن الحريق تمّت السيطرة عليه دون أي إصابات أو خسائر في الأرواح، مشيرة إلى أن فرق التدخل بذلت جهودًا مكثفة لاحتواء ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى مناطق أكثر كثافة نباتية أو قربًا من مساكن الأهالي، حيث تمت عملية الإخماد بمهنية عالية وتنسيق ميداني دقيق.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه عدد من مناطق المملكة موجات حر وجفاف موسمي، تزيد من احتمالية نشوب الحرائق، خاصة في الأماكن التي تتسم بغطاء نباتي جاف أو تضاريس جبلية حادة يصعب التحكم بها، مما يجعل التدخلات المبكرة عاملاً حاسمًا في تقليص حجم الضرر البيئي والبشري.
وتعد محافظة بارق من المناطق التي تمتاز بتنوعها البيئي بين السهول والجبال، مما يجعلها عرضة لمثل هذه الحوادث الموسمية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى اشتعال الأعشاب الجافة بسهولة، وتزايد فرص اندلاع حرائق طبيعية أو عرضية بفعل عوامل بيئية أو بشرية.
ويعتمد الدفاع المدني في مثل هذه الحالات على جاهزية عالية واستعداد مسبق، من خلال تدريبات دورية ومراكز طوارئ منتشرة، فضلًا عن استخدام طائرات مساندة في بعض الحالات الطارئة، وذلك لتقليل زمن الاستجابة وزيادة فاعلية المواجهة في المناطق النائية والجبلية.
وشددت الجهات المعنية على أهمية تعاون المواطنين في الإبلاغ السريع عن أي أدخنة أو لهب يظهر في المناطق غير المأهولة، كما دعت إلى ضرورة تجنب إشعال النيران في الأماكن المفتوحة دون إجراءات أمان، خاصة في فترات الظهيرة التي تزداد فيها معدلات الاشتعال الحراري.
ويأتي هذا الحريق ليعيد إلى الواجهة الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة في مجال الدفاع المدني والوقاية من الكوارث الطبيعية، حيث تعمل مختلف القطاعات على التنسيق المتكامل لتعزيز منظومة الحماية من المخاطر البيئية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تزيد من احتمالية الحرائق حول العالم.
وتشير الإحصاءات إلى أن معظم الحرائق التي يتم تسجيلها في المناطق الجبلية تعود في الغالب إلى عوامل طبيعية مثل ارتفاع الحرارة والجفاف، إلا أن بعض الحرائق تكون ناتجة عن إهمال بشري مثل إشعال نار التخييم أو التخلص غير الآمن من أعقاب السجائر في المساحات المفتوحة.
وأكد عدد من أهالي بارق في تصريحات إعلامية أهمية تدخل الدفاع المدني في الوقت المناسب، مثمنين الجهود التي بذلتها الفرق المشاركة في إخماد الحريق، حيث أبدوا ارتياحهم من عدم امتداد النيران إلى المناطق السكنية القريبة، وناشدوا الجهات المختصة بزيادة نقاط المراقبة في المناطق المرتفعة.
ومن جهته، أوضح أحد المشاركين في عمليات الإخماد أن تضاريس المنطقة شكلت تحديًا كبيرًا، خاصة أن طبيعة الموقع الجبلي كانت تتطلب تحركًا حذرًا وموازنة دقيقة بين إخماد اللهب وحماية سلامة الأفراد، مؤكدًا أن التنسيق المسبق والتدريب المتواصل كان له الدور الأكبر في سرعة السيطرة على الوضع.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة أن الجهات الأمنية لا تزال تتابع الحادثة، وتم فتح تحقيق أولي للتأكد من أسباب اندلاع الحريق، وما إذا كان ناجمًا عن مسبب بشري أو بفعل عوامل طبيعية، وذلك في إطار تعزيز الرقابة الوقائية وتفادي تكرار الحوادث في المستقبل القريب.
وتعد الحوادث البيئية مثل الحرائق البرية من أبرز التحديات التي تواجه الأجهزة الدفاعية حول العالم، خصوصًا في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، حيث تتطلب خططًا متكاملة للاستجابة، تبدأ من التنبؤ المبكر حتى الإخلاء والتأمين والإطفاء، وهو ما تضعه المملكة ضمن أولوياتها الاستراتيجية.
ويؤكد الخبراء في مجال الدفاع المدني أن التحديات المستقبلية تستوجب رفع مستوى التوعية لدى الأفراد والمجتمعات، وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر، إضافة إلى التوسع في استخدام التقنيات الذكية والطائرات المسيرة لمراقبة الغابات والمناطق الجبلية ورصد أي مؤشرات على اندلاع حرائق قبل تفاقمها.
ومع تكرار مثل هذه الحوادث في المواسم الحارة، يعكس نجاح عمليات الإخماد في بارق مثالًا على كفاءة الفرق الوطنية في مواجهة الأزمات، حيث أنقذت هذه الاستجابة السريعة المنطقة من كارثة بيئية محتملة كان من الممكن أن تمتد بشكل أوسع لو لم تُحتوَ في مراحلها المبكرة.