أعرب المدرب الفرنسي لوران بلان، المدير الفني الحالي لنادي الاتحاد السعودي وبطل دوري المحترفين، عن دعمه الكامل لفكرة تولي زميله ومواطنه الأسطوري زين الدين زيدان القيادة الفنية لمنتخب فرنسا، خلفاً لديدييه ديشامب، الذي يقترب من نهاية مشواره الطويل مع "الديوك".
وفي تصريحات نُشرت اليوم عبر موقع "فوت ميركاتو" الفرنسي، أكد بلان أن زيدان هو الخيار المثالي للمرحلة المقبلة، معرباً عن أمله بأن يتم التوصل لاتفاق رسمي يحقق حلم زيزو الذي لطالما عبّر عنه.
إقرأ ايضاً:لماذا أوقفت الحج 7 شركات عمرة فجأة؟موجة من القلق تجتاح أسواق الطاقة.. ما هو الخطر الذي يهدد إمدادات النفط العالمية ويدفع الأسعار للجنون؟
زيدان، الذي كتب فصولًا من المجد كمدرب مع ريال مدريد، لا يزال بعيدًا عن الأضواء منذ رحيله عن النادي الملكي في صيف 2021، لكنه لم يُخفِ أبدًا طموحه الكبير بتدريب منتخب بلاده.
وبحسب تصريحات بلان، فإن غياب زيدان عن الملاعب لمدة أربع سنوات لا يُعدّ عائقًا، حيث قال: "هل تعتقدون أننا ننسى كل شيء في خمس سنوات؟ لا تقلقوا بشأن ذلك أبداً"، بلان شدد على أن زيدان ما يزال يمتلك كل ما يلزم لقيادة منتخب فرنسا فنيًا، مضيفًا أن توليه هذا المنصب سيكون خطوة إيجابية للغاية.
ورغم أن لوران بلان سبق وأن درب المنتخب الفرنسي بين عامي 2010 و2012، إلا أن فترته لم تترك أثراً واضحًا، وهو ما جعله خارج دائرة الترشيحات لقيادة الديوك مجددًا بعد انتهاء فترة ديشامب، ومع ذلك، فإن بلان يؤمن أن زيدان، الذي يمتلك سجلًا استثنائيًا كمدرب، بإمكانه إعادة تشكيل هوية المنتخب الفرنسي وصناعة فريق أكثر تماسكًا واستعدادًا لما بعد كأس العالم 2026.
زيدان، الذي تُوج بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد أعوام 2016 و2017 و2018، رفض عدة عروض ضخمة خلال السنوات الماضية، أبرزها من مانشستر يونايتد الإنجليزي وباريس سان جيرمان ويوفنتوس الإيطالي، مؤكدًا أن هدفه هو تدريب منتخب بلاده، هذه الرغبة تجعل التوقيت الحالي مثاليًا أمام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لوضع زيدان على رأس الجهاز الفني.
أما عن ديدييه ديشامب، الذي يبلغ من العمر 55 عامًا، فقد قاد منتخب فرنسا منذ عام 2012، وخاض معه مسيرة طويلة حافلة بالنجاحات والتحديات، ووفقاً لموقع "ترانسفير ماركت"، فقد خاض ديشامب مع فرنسا 169 مباراة، حقق فيها 108 انتصارات، وتعادل في 31 مواجهة، بينما خسر 30 مباراة، محققًا كأس العالم 2018 ودوري الأمم الأوروبية 2021، إلى جانب بلوغه نهائي مونديال 2022.
وعلى الرغم من هذه النجاحات، فإن العديد من الأصوات بدأت تطالب بتجديد الدماء داخل الجهاز الفني لمنتخب فرنسا، بعد أكثر من عقد على رأس القيادة الفنية، ويُنظر إلى زيدان بوصفه الرجل المناسب لقيادة هذا التحول، نظرًا لمكانته الرمزية داخل كرة القدم الفرنسية والعالمية، وخبرته الفنية الرفيعة، وشخصيته القادرة على إلهام اللاعبين والارتقاء بأداء المنتخب.
وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الفرنسي وزيدان، فسيكون ذلك بمثابة بداية لعهد جديد في تاريخ المنتخب، عهد يُنتظر أن يشهد فلسفة فنية مختلفة وتوجهاً تكتيكياً أكثر مرونة وانفتاحاً على عناصر شبابية قادرة على بناء مجد جديد بعد ديشامب.
وما بين الطموح والحلم، يترقب عشاق الكرة الفرنسية الخطوة المقبلة التي قد تفتح الباب لعودة زيدان إلى الواجهة، ولكن هذه المرة كقائد للديوك من الخطوط الجانبية.