تجددت التوقعات حول صفقة كبرى قد تغيّر خريطة الكرة العالمية مجددًا، بعد أن كشفت صحيفة فرنسية شهيرة عن رغبة النادي الأهلي السعودي في التعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بنهاية عقده مع نادي إنتر ميامي الأمريكي، وهو ما يعيد إلى الواجهة احتمال إحياء الصدام الكروي الأيقوني بين ميسي وغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يلعب حاليًا في صفوف نادي النصر السعودي.
وبحسب صحيفة "ليكيب" الفرنسية، فإن إدارة النادي الأهلي بدأت منذ عدة أسابيع العمل على خطة استقطاب النجم الحائز على جائزة الكرة الذهبية ثماني مرات، وذلك ضمن مساعيها لتعزيز صفوف الفريق بنجوم عالميين، بما يواكب تطلعات الدوري السعودي الذي يشهد تحولات كبرى خلال السنوات الأخيرة بدعم استراتيجي من صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية.
إقرأ ايضاً:
"تحرك جديد ومفاجئ".. الهلال يقترب من حسم صفقة مهاجمه الجديدهيمنة سعودية".. ترشيح الأهلي والهلال لجائزة الأفضل وتكريم استثنائي ينتظر الزعيم حتى لو خسروكان ميسي قد تلقى في صيف عام 2023 عرضًا رسميًا للانتقال إلى الدوري السعودي بعد نهاية تجربته مع باريس سان جيرمان الفرنسي، غير أنه فضّل حينها التوجه إلى الولايات المتحدة والانضمام إلى إنتر ميامي، وهو القرار الذي ساهم في رفع مستوى الحضور الجماهيري والإعلامي للدوري الأمريكي بشكل غير مسبوق، وحقق الفريق خلاله بطولات مهمة وتطورًا واضحًا.
ولكن مع اقتراب نهاية عقده الحالي مع إنتر ميامي، في 31 ديسمبر من عام 2025، يبدو أن الفرصة باتت مواتية أمام الأندية السعودية، وعلى رأسها الأهلي، لمحاولة ضم النجم الأرجنتيني إلى صفوفها، في خطوة من شأنها أن ترفع من القيمة التنافسية للدوري وتعزز حضوره الإعلامي على المستوى العالمي، خاصة مع وجود كريستيانو رونالدو في الجهة المقابلة مع النصر.
ويبدو أن تركيز إدارة الأهلي يسير في هذا الاتجاه منذ فترة، وفقًا لما أوردته الصحيفة الفرنسية، إذ لا يقتصر الأمر على مجرد اهتمام عابر، بل يدخل ضمن استراتيجية واضحة لإقناع ميسي بالعودة إلى الساحة الأوروبية-الآسيوية من بوابة السعودية، لا سيما وأن الأرجنتيني قد سبق وأن ترك بصمة كبيرة في الملاعب الأوروبية مع برشلونة وباريس سان جيرمان.
وعلى الرغم من أن التقرير الفرنسي لم يتطرق إلى الجوانب المالية للمفاوضات الجارية أو المقترحة، إلا أن المؤكد هو أن الجانب السعودي سيضع كل الإمكانيات الممكنة على الطاولة لضمان إتمام الصفقة، في ظل ما يمتلكه من قدرات مالية هائلة وخطط طموحة لتعزيز مكانة الدوري السعودي ضمن أفضل الدوريات عالميًا خلال السنوات المقبلة.
وبحسب المتابعين، فإن خطوة كهذه ستعيد إحياء الكلاسيكو الأشهر في تاريخ كرة القدم، والذي جمع لسنوات بين ميسي بقميص برشلونة ورونالدو بقميص ريال مدريد، في مباريات لا تُنسى بالدوري الإسباني، توقفت منذ رحيل رونالدو عن مدريد إلى يوفنتوس في صيف عام 2018، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى النصر السعودي ويشعل المنافسة في دوري روشن.
ولن تكون هذه المرة الأولى التي يُثار فيها الحديث عن اهتمام سعودي بضم ميسي، فقد تواترت تقارير متعددة في الصحافة العالمية خلال العامين الأخيرين حول وجود رغبة رسمية في التعاقد معه، غير أن الجديد هذه المرة أن مصدر التسريب جاء من صحيفة فرنسية مرموقة، مما يمنح الخبر مصداقية أكبر ويضفي عليه طابع الجدية الفعلية.
ويُشار إلى أن ليونيل ميسي حقق أرقامًا لافتة منذ انضمامه إلى إنتر ميامي، حيث أصبح الهداف التاريخي للنادي بعد تسجيله 52 هدفًا وصناعته 25 أخرى خلال 64 مباراة، وهو ما جعل إدارة الفريق الأمريكي تتمسك به وتسعى لتمديد تجربته لأبعد من العامين المتفق عليهما، نظرًا للتأثير الإيجابي الكبير الذي أحدثه على مستوى النتائج والتسويق.
ومع ذلك، فإن إغراءات الدوري السعودي وعوامل الجذب فيه أصبحت أقوى بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، خاصة بعد أن استقطب مجموعة من أبرز نجوم أوروبا مثل كريم بنزيما ونغولو كانتي وساديو ماني ورياض محرز، إلى جانب رونالدو، الأمر الذي يجعل احتمالية انتقال ميسي إلى المنطقة ليست مستبعدة.
كما يُنتظر أن تفتح هذه الصفقة، إن تمت، آفاقًا تسويقية واسعة لنادي الأهلي والدوري السعودي عمومًا، بما في ذلك جذب الشركات الراعية العالمية ورفع قيمة البث التلفزيوني، فضلًا عن الزخم الجماهيري والإعلامي الذي سيرافق كل مواجهة تجمع بين ميسي ورونالدو مجددًا بعد غياب سنوات.
ويرى بعض المحللين أن وجود ميسي في دوري يضم رونالدو قد يسهم في تحوّل السعودية إلى وجهة كروية من الطراز الأول، خصوصًا وأن ذلك يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى جعل الرياضة عنصرًا أساسيًا في التنمية المجتمعية والاقتصادية، ورفع مستوى الترفيه الرياضي عبر فعاليات ومنافسات عالمية.
ومن الناحية الفنية، فإن انتقال ميسي إلى الأهلي سيمنح الفريق دفعة كبيرة على مستوى الأداء والنتائج، وسيساعد في نقل الخبرات العالمية إلى اللاعبين المحليين، كما سيمنح المدرب خيارات تكتيكية متنوعة من خلال لاعب يمتلك موهبة فريدة وخبرة طويلة في أعلى المستويات.
ولا يزال الوقت مبكرًا على الحسم النهائي، لكن الأكيد أن الأشهر المقبلة قد تحمل تطورات مثيرة في هذا الملف، في ظل الحراك المتسارع الذي يشهده المشهد الرياضي السعودي، وحجم التغييرات الطموحة التي تقودها المؤسسات الرياضية في البلاد من أجل ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رياضية كبرى.