في ظل الأجواء المليئة بالترقب التي تحيط بنادي الهلال مع بداية فترة الانتقالات الصيفية، يبرز ملف النجم البرازيلي مالكوم فيليب كواحد من أكثر الملفات إثارة للجدل، حيث تتضارب الأنباء وتتصارع الروايات حول مستقبله مع الفريق، بين تأكيدات برحيله ونفي قاطع من وكيل أعماله.
ففي الوقت الذي كانت فيه إدارة النادي قد اتخذت خطوات استباقية لضمان استقرار اللاعب، وتوصلت معه إلى اتفاق لتحسين وضعه المالي ابتداءً من الموسم المقبل، عادت الصحافة البرازيلية لتشعل الموقف من جديد، وتؤكد أن رغبة اللاعب تتجاوز الأمور المادية.
إقرأ ايضاً:
"قفزة في عالم الروبوتات: روبوت صيني يطهو شرائح اللحم من بُعد 1800 كيلومتر بالواقع الافتراضي!""معركة ذات أبعاد عالمية: هل تُجبر غرامة الاتحاد الأوروبي أبل على تغيير App Store في كل مكان؟"وقد أشارت صحيفة "iG Esporte" البرازيلية بشكل واضح إلى أن مالكوم لا يرغب في الاستمرار ضمن صفوف الهلال في الموسم المقبل، وأن قراره بالرحيل قد تم اتخاذه بالفعل، بغض النظر عن أي محاولات من الإدارة لتحسين عقده.
هذه التقارير تربط موقف اللاعب بالأحداث التي أعقبت مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة، والتي شهدت حالة من التوتر بين اللاعب وبعض الجماهير، وهو ما قد يكون قد ترك أثرًا نفسيًا سلبيًا لدى النجم البرازيلي، ودفعه للتفكير جديًا في تغيير الأجواء.
إن هذه الرواية، التي تتحدث عن رغبة اللاعب في الرحيل لأسباب غير مالية، تضع الإدارة الهلالية في موقف صعب، حيث إن محاولات الإقناع المادية قد لا تكون كافية لإثنائه عن قراره، إذا كان شعوره بعدم الراحة هو السبب الرئيسي.
ولكن، وفي المقابل، خرج وكيل أعمال اللاعب، فيرناندو جارسيا، بتصريحات قوية لوسائل الإعلام السعودية، نافيًا بشكل قاطع كل ما يتم تداوله، ومؤكدًا أن الحديث عن رحيل مالكوم لا أساس له من الصحة، وأن اللاعب مستمر بشكل طبيعي مع الفريق في الموسم المقبل.
ويمثل هذا النفي الرسمي من قبل وكيل اللاعب الرواية الثانية في هذه القصة المعقدة، وهو ما يضع الجماهير في حيرة من أمرها، بين تصديق التقارير الصحفية التي تؤكد رغبة اللاعب في المغادرة، وبين التمسك بالتصريح الرسمي الذي يؤكد بقاءه.
ويعد مالكوم، الذي انضم إلى الهلال في صيف عام 2023 بعقد يمتد حتى نهاية موسم 2027، أحد أهم الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق، وأحد أبرز الأوراق الرابحة التي يعتمد عليها أي مدرب في خط الهجوم.
وتشهد أرقام اللاعب على تأثيره الكبير مع الفريق، حيث تمكن من تسجيل سبعة وثلاثين هدفًا وصناعة واحد وثلاثين آخرين خلال ثمان وتسعين مباراة، مساهمًا بشكل مباشر في تحقيق الفريق لأربعة ألقاب، مما يجعل من فكرة رحيله خسارة فنية كبرى.
إن هذا التضارب في الأنباء قد يكون جزءًا من لعبة المفاوضات التي تسبق سوق الانتقالات، حيث قد يستخدم معسكر اللاعب مثل هذه التسريبات للضغط على الإدارة للحصول على مزايا إضافية، أو لتسريع عملية تحسين العقد المتفق عليها.
ومن ناحية أخرى، قد يكون الأمر بالفعل رغبة حقيقية في الرحيل، ويكون نفي وكيل الأعمال مجرد خطوة دبلوماسية للحفاظ على علاقة جيدة مع النادي، وتجنب أي تصعيد قد يضر بالطرفين خلال فترة المفاوضات مع الأندية الأخرى المهتمة.
وسيكون للمدير الفني الجديد، الإيطالي سيموني إنزاغي، دور حاسم في تحديد مستقبل اللاعب، حيث إن قراره الفني وتقييمه لحاجة الفريق لخدمات مالكوم، سيكون له وزن كبير في قرار الإدارة النهائي، سواء بالإبقاء عليه أو الموافقة على رحيله.
في المحصلة النهائية، يبقى مستقبل النجم البرازيلي مالكوم مع الهلال محاطًا بسحابة من الغموض، بين رغبة مزعومة في الرحيل، وتأكيدات رسمية بالبقاء، لتبقى الأسابيع القليلة المقبلة كفيلة بكشف الحقيقة كاملة، وتحديد ما إذا كان اللاعب سيواصل رحلته مع الزعيم، أم أن قصته في الرياض قد وصلت إلى فصلها الأخير.