في تحرك مفاجئ قد يقلب موازين سوق الانتقالات الصيفية، دخل النادي الأهلي السعودي بقوة على خط المنافسة للتعاقد مع المهاجم الإنجليزي المتألق ماسون جرينوود، هداف الدوري الفرنسي، وذلك بعد أن قدم عرضًا ماليًا ضخمًا لناديه مارسيليا.
لقد كشفت تقارير صحفية أن النادي الجداوي قدم عرضًا رسميًا بقيمة سبعين مليون يورو، أي ما يعادل ستين مليون جنيه إسترليني، في محاولة لحسم صفقة اللاعب البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا، والذي يقدم مستويات استثنائية في الملاعب الفرنسية.1
إقرأ ايضاً:
"النيابة العامة السعودية" تحذر: هذه "الأفعال الإلكترونية" لم تعد مجرد مخالفات بسيطةانطلاقة جديدة مع STC... شبكة اتصالات متقدمة تخدم القطاعات الحيوية بالمملكة!ويأتي هذا الاهتمام الكبير من جانب الأهلي بعد موسم تاريخي للاعب الإنجليزي، الذي نجح في تسجيل واحد وعشرين هدفًا في الدوري الفرنسي خلال موسمه الأول مع مارسيليا، وهو الإنجاز الذي مكنه من الفوز بجائزة الحذاء الذهبي، وجذب إليه أنظار كبار أندية أوروبا.
وكانت أندية عريقة مثل برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي تضع اللاعب تحت أنظارها وتراقب تطوره، إلا أن العرض السعودي الضخم قد يغير وجهة اللاعب تمامًا، ويجعل من دوري روشن للمحترفين محطته المقبلة، في صفقة ستكون حديث العالم.
إن ما يزيد من تعقيد هذه الصفقة ويجعلها مثيرة للاهتمام، هو الشرط الذي وضعه نادي مانشستر يونايتد، النادي الأصلي للاعب، عند بيعه إلى مارسيليا في صيف عام 2024، والذي يمنح النادي الإنجليزي حق الحصول على خمسين بالمئة من قيمة أي عملية بيع مستقبلية للاعب.2
هذا البند يعني أنه في حال وافق نادي مارسيليا على عرض الأهلي البالغة قيمته سبعين مليون يورو، فإن خمسة وثلاثين مليون يورو منها ستذهب مباشرة إلى خزائن مانشستر يونايتد، وهو ما يجعل النادي الفرنسي في موقف تفاوضي صعب، ويدفعه للمطالبة بأعلى سعر ممكن.
ووفقًا للمصادر، فإن إدارة مارسيليا تقوم حاليًا بتقييم جميع الخيارات المتاحة أمامها، وستتخذ قرارها النهائي بشأن قبول العرض السعودي من عدمه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في انتظار ما قد تسفر عنه أي عروض منافسة من أندية أخرى.
ومن المؤكد أن النادي الفرنسي، الذي يربطه عقد مع جرينوود يمتد حتى عام 2029، سيسعى لتعظيم استفادته المادية من بيع هدافه الأول، خاصة وأنه لن يحصل إلا على نصف قيمة الصفقة، مما قد يطيل من أمد المفاوضات.
من جانبه، يمثل انتقال جرينوود المحتمل إلى الأهلي تأكيدًا على الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها أندية القمة السعودية، والتي لم تعد تقتصر على استقطاب النجوم في نهاية مسيرتهم، بل أصبحت تستهدف أفضل المواهب الشابة في أوج عطائها.
إن التعاقد مع هداف الدوري الفرنسي وهو في الثالثة والعشرين من عمره، سيمثل إضافة فنية هائلة للفريق الأهلاوي، ورسالة قوية لكل المنافسين بأن النادي عازم على بناء فريق للمستقبل، قادر على المنافسة بقوة على كافة الألقاب.
وتذهب بعض التقارير إلى أبعد من ذلك، حيث تربط بين صفقة جرينوود والطموحات المستقبلية الكبرى للنادي الأهلي، والتي قد تشمل محاولة استقطاب الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي في عام 2026، بعد انتهاء عقده المرتقب مع نادي إنتر ميامي الأمريكي.
ورغم أن فكرة اللعب بجوار ميسي تبدو بعيدة في الوقت الحالي، إلا أنها تعكس حجم المشروع الذي يسعى النادي الأهلي لبنائه، والذي يهدف إلى الجمع بين أبرز نجوم العالم في فريق واحد، لخلق قوة كروية ضاربة.
في المحصلة النهائية، أصبح مستقبل ماسون جرينوود في قلب معركة مالية وتفاوضية شرسة، يقف فيها النادي الأهلي بعرضه السخي، ونادي مارسيليا بحساباته المعقدة، ونادي مانشستر يونايتد بصفته المراقب المستفيد، لتبقى الأيام المقبلة كفيلة بكشف الفصل الأخير من هذه القصة المثيرة.
