في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 12 شخصاً، من بينهم 7 وافدين و5 مواطنين، عند مداخل مدينة مكة المكرمة، بعد قيامهم بنقل 33 مخالفًا لا يحملون تصاريح نظامية لأداء مناسك الحج، وهذا الإجراء الصارم يعكس مدى الجدية التي تتعامل بها السلطات مع محاولات التحايل على أنظمة الحج التي وضعت لضبط وتنظيم حركة الحجاج وتفادي الزحام والتكدس الذي قد يعرّض حياة الحجاج للخطر.
وقد باشرت اللجان الإدارية الموسمية، التابعة لقوات أمن الحج، إصدار قرارات فورية بحق جميع المتورطين في هذه المخالفة، حيث طالت العقوبات الناقلين، والمساهمين في عملية النقل، بالإضافة إلى المخالفين أنفسهم ممن حاولوا أداء الحج دون الحصول على التصريح النظامي، وتضمنت هذه العقوبات أحكاماً بالسجن، وغرامات مالية قد تصل إلى 100,000 ريال، إضافة إلى التشهير العلني بالناقلين المخالفين كإجراء ردعي.
وشملت العقوبات المقررة أيضاً ترحيل الوافدين المتورطين بعد قضاء مدة العقوبة، مع منعهم من العودة إلى المملكة لمدة 10 سنوات، وهي عقوبة تهدف إلى الحد من تكرار هذه المخالفات، وتعزيز التزام المقيمين بالقوانين المعمول بها في البلاد، كما تمت المطالبة قضائيًا بمصادرة المركبات التي استُخدمت في نقل الحجاج غير النظاميين، في خطوة تؤكد على الحزم في التعامل مع أدوات المخالفة.
في المقابل، فرضت الوزارة غرامة مالية على كل من حاول أداء مناسك الحج دون تصريح، تصل إلى 20,000 ريال، وهي عقوبة تهدف إلى ردع الأفراد عن التفكير في تجاوز الأنظمة، وتؤكد أن أداء الشعيرة العظيمة يجب أن يكون وفق الأطر الرسمية التي تراعي سلامة الجميع وتنظيم الحشود.
وزارة الداخلية شددت على أن تعليمات الحج وُضعت بعناية لضمان سلاسة التنظيم، وأن احترامها واجب شرعي قبل أن يكون التزاماً قانونياً، خاصة في ظل الأعداد الهائلة من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، وتؤكد أن هذه التعليمات لا تُطبق من باب التضييق، بل من منطلق الحرص على توفير أقصى درجات الأمان والراحة للحجاج، في ظل ظروف مكانية وزمانية خاصة تفرض ترتيبات دقيقة.
وتتكرر التحذيرات مع اقتراب كل موسم حج، حيث تكثف الجهات الأمنية من رقابتها على مداخل مكة المكرمة وتفعّل نقاط التفتيش لرصد أي محاولات تسلل غير نظامي، وقد أثبتت السنوات الماضية أن هذه الإجراءات ساهمت في الحد بشكل كبير من دخول الحجاج غير النظاميين، مما أسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة وتنظيم أداء النسك بكفاءة أكبر.
في ضوء هذه التطورات، دعت الوزارة المواطنين والمقيمين على حد سواء إلى الامتثال التام لتعليمات الحج وعدم المجازفة بنقل أو محاولة إدخال أي مخالف إلى الأراضي المقدسة، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي محاولة للخروج عن النظام، وأن جميع المخالفات ستُواجه بإجراءات قانونية صارمة دون استثناء.
وتأتي هذه التحركات في إطار خطة أمنية شاملة تشارك فيها جميع قطاعات الدولة ذات العلاقة، لضمان موسم حج خالٍ من المخالفات والتهديدات، يعكس مكانة المملكة كراعية لأقدس شعائر المسلمين، ويعزز من قدرتها التنظيمية العالية التي باتت نموذجاً يُحتذى به على مستوى العالم الإسلامي.
