شددت وزارة الحج والعمرة على أهمية التزام الحجاج بحمل بطاقة "نُسك" طوال فترة تأديتهم لمناسك الحج، باعتبارها أداة تنظيمية مركزية ضمن منظومة الخدمات المتكاملة لموسم حج 1446هـ، وجاءت هذه الدعوة في إطار جهود الوزارة المستمرة لتقديم تجربة حج أكثر انسيابية وسهولة، تعتمد على الحلول التقنية والممارسات الإدارية الذكية، التي تسعى إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وضمان أمنهم وسلامتهم.
وأوضحت الوزارة، عبر منشور توعوي، أن بطاقة "نُسك" تُعد المفتاح الأساسي لتنظيم حركة الحجاج وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، سواء في منى أو عرفات أو مزدلفة، وهي تُسهم في تسريع إجراءات الدخول والخروج من المواقع، كما تسهل على الفرق الميدانية متابعة الحشود وإدارتها بطريقة تضمن أعلى درجات الانضباط والسلامة، وأكدت أن البطاقة تتوافر بصيغتين: رقمية عبر التطبيق المخصص، أو مطبوعة تُسلَّم للحاج ضمن حزمة الخدمات.
وبينت الوزارة أن البطاقة ليست مجرد وثيقة تعريفية، بل هي محور ترتكز عليه البنية التشغيلية لموسم الحج، إذ تتيح للجهات المنظمة تحديد هوية الحاج، وتتبع حركته عند الحاجة، وتقديم الدعم الفوري في حال وجود أي طارئ، كما تُمكن البطاقة الحجاج من الاستفادة من حزمة واسعة من الخدمات، تشمل الإرشاد، والتوجيه، والمواصلات، والدخول إلى مواقع السكن والمخيمات.
ودعت وزارة الحج والعمرة جميع الحجاج إلى إبراز بطاقة "نُسك" فور الطلب من قبل الجهات المعنية، مؤكدة أن التنقل دونها يُعد إخلالاً بالإجراءات التنظيمية التي وُضعت لتيسير شعائر الحج وضمان راحة الحجاج، ولفتت إلى أن البطاقة تُمكن الجهات الرقابية من فرز الحجاج النظاميين من غير النظاميين، ما يُساعد في الحد من المخالفات ويعزز من فعالية التنظيم.
وأشارت الوزارة إلى أن بطاقة "نُسك" تُعزز مبدأ العدالة في توزيع الخدمات، وتتيح لكل حاج الاستفادة الكاملة من حقوقه ضمن البرنامج الذي التحق به، بما يشمل التنقل بالحافلات المخصصة، والدخول إلى مواقع المشاعر في الأوقات المحددة، وتلقي الخدمات الطبية والإرشادية بسهولة، كما تُعد مرجعاً للبيانات الأساسية، مثل رقم الحملة، والبرنامج، والهوية الوطنية أو جواز السفر.
في السياق ذاته، أكدت الجهات التنظيمية أن حمل البطاقة يُسهل أيضاً على الحجاج أنفسهم التعامل مع الحالات الطارئة، أو في حال فقدان الطريق، حيث تحتوي على بيانات تساعد الفرق الميدانية أو الأمنية على تقديم المساعدة السريعة، وأضافت أن الالتزام بحملها ينعكس إيجاباً على سير العمليات الميدانية ويُقلل من الوقت والجهد المبذول في التحقق من بيانات الحاج.
وأشادت الوزارة بالتجاوب الكبير من قبل عدد من الحملات التي شرعت في توزيع البطاقة على حجاجها، وتدريبهم على كيفية استخدامها والاستفادة منها عبر التطبيقات الرقمية المصاحبة، كما نوهت إلى أن البطاقة تُعد أحد مخرجات التحول الرقمي الذي تشهده منظومة الحج، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتقديم خدمات نوعية للحجاج والزوار.
واختتمت وزارة الحج والعمرة دعوتها بالتأكيد على أن بطاقة "نُسك" تمثل حلقة وصل مهمة بين الحاج ومختلف الخدمات، وهي تجسيد لتطور المنظومة التقنية والإدارية التي تقودها المملكة لتنظيم الحج بأساليب حديثة، ودعت الجميع إلى التعاون والالتزام، معتبرة أن نجاح موسم الحج يرتكز على تكامل الجهود بين الجهات المنظمة والحجاج أنفسهم، عبر التقيد بالتعليمات التي تضمن أمنهم وراحتهم وسلامة أدائهم لشعائرهم.