في إطار الجهود المستمرة لحماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على البيئة، نفذ مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة جدة، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة، عملية ردم بئر مهجورة ومكشوفة تقع شمال المحافظة بالقرب من طريق جامعة جدة.
جاء هذا التحرك ضمن استراتيجية الوزارة للحد من المخاطر التي قد تنجم عن وجود آبار مهجورة تشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى دورها في حماية طبقات المياه الجوفية من التلوث المحتمل.
ويُعد وجود الآبار المهجورة ظاهرة بيئية خطيرة تتطلب تدخلًا سريعًا وحازمًا، لما تحمله من مخاطر جسيمة قد تتسبب في وقوع حوادث مرعبة سواء من خلال سقوط الأفراد أو الحيوانات، أو تأثيرها السلبي على جودة المياه الجوفية، والتي تمثل أحد أهم مصادر الحياة والموارد الطبيعية، ومن هذا المنطلق، كان قرار ردم البئر في جدة خطوة استباقية لتعزيز السلامة العامة والحد من المخاطر البيئية المحتملة في مناطق مأهولة بالسكان.
وفي سياق متصل قام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة رابغ، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، بردم بئر مهجورة أخرى ومكشوفة في مركز القضيمة جنوب المحافظة.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود متواصلة تبذلها الوزارة على مستوى كافة المناطق والمحافظات بهدف حماية الأرواح والممتلكات، وكذلك المحافظة على طبقات المياه الجوفية من أي تلوث قد ينجم عن الإهمال في التعامل مع مثل هذه الآبار.
ويعتبر ردم الآبار المهجورة إجراءً ضروريًا للحفاظ على البيئة، حيث تساهم هذه العملية في الحد من تلوث المياه الجوفية التي تعد شريان الحياة للأراضي الزراعية والمستهلكين من السكان، كما أنها تحمي المجتمع من المخاطر الأمنية والصحية التي قد تحدث نتيجة تعرّض الأشخاص أو الحيوانات للسقوط في هذه الآبار المكشوفة، كما أن هذه الخطوات تدعم خطط التنمية المستدامة التي تتبناها المملكة ضمن رؤيتها المستقبلية للحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة.
وتُجسد هذه المبادرات مدى الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة البيئة والمياه والزراعة في التعامل مع المشكلات البيئية الملحة، وذلك من خلال تنسيقها مع الجهات الحكومية والمحلية ذات العلاقة، لتفعيل دورها الرقابي والوقائي، وضمان تقديم أفضل الحلول التي تصون سلامة المواطنين والمقيمين، وتحمي الموارد الطبيعية من الأضرار.
وتؤكد الوزارة على أهمية التعاون المجتمعي في الإبلاغ عن أي آبار مهجورة أو مواقع قد تشكل خطرًا على السلامة، داعية الجميع إلى التعاون مع الجهات المختصة لضمان سرعة التعامل مع مثل هذه الحالات، وذلك من خلال قنوات الاتصال الرسمية المتاحة، ويأتي هذا التفاعل الإيجابي من المجتمع كمكون أساسي في جهود الوزارة لتعزيز السلامة والبيئة النظيفة في كافة أنحاء المملكة.
تجدر الإشارة إلى أن عمليات ردم الآبار المهجورة تنفذ وفق معايير فنية صارمة تضمن معالجة الموقع بشكل آمن ومستدام، بحيث تضمن عدم تكرار المشكلة في المستقبل، مع الحفاظ على خصائص البيئة المحيطة وجودة المياه، وتحرص الوزارة على تحديث سجلاتها ومتابعة هذه المواقع بشكل دوري، مما يعكس التزامها المستمر تجاه سلامة المجتمع وموارده الطبيعية.
بذلك، تواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة في كل من جدة ورابغ تنفيذ خططها التطويرية والوقائية التي تهدف إلى تحقيق بيئة آمنة وصحية، مع ضمان استدامة الموارد المائية، في إطار دعم رؤية المملكة 2030 التي تضع البيئة والتنمية المستدامة في مقدمة أولوياتها.