فحوصات دورية

المجلس الصحي السعودي يكشف السر: هكذا تتسلل أمراض القلب بصمت.. والحل بين يديك

كتب بواسطة: رولا نادر |

في تحذير مهم وجّه المجلس الصحي السعودي، من خلال المركز الوطني للقلب، دعوة جادة للمواطنين والمقيمين بعدم التهاون بصمت الجسم أو غياب الأعراض، مشددًا على أن المؤشرات الصحية الصامتة قد تكون وحدها كفيلة بكشف حالة القلب قبل فوات الأوان، ويأتي هذا التحذير ضمن حملة توعوية تستهدف تعزيز الوعي بأهمية الفحوصات الوقائية كخط دفاع أول ضد الأمراض القلبية.

وأكد المجلس أن الانتظار حتى ظهور أول عرض قد يكون قرارًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة أن العديد من أمراض القلب تتطور بصمت لفترات طويلة، دون أن تعطي إنذارات واضحة، لذا فإن الاعتماد على المؤشرات الحيوية قد يُنقذ حياة، ويسمح باتخاذ خطوات علاجية أو وقائية قبل أن تتفاقم المشكلة الصحية.
إقرأ ايضاً:لم يعد النفط فقط.. المملكة تصدر الآن ابتكاراً جديداً للعالم.. تعرف على النموذج الذي ينافس عالمياًالهلال يُحطم التوقعات.. الإعلام العالمي يرفع القبعة لبونو والتكتيك المتفرد

وفي صلب التوصيات التي أوردها المجلس، برزت أهمية قياس ضغط الدم أثناء الراحة، باعتباره من أبرز المؤشرات المرتبطة بأمراض القلب، فالارتفاع المستمر في ضغط الدم قد لا يُشعر به المصاب لكنه يشكّل عبئًا صامتًا على القلب والأوعية.

كما نبه إلى ضرورة متابعة مستويات السكر في الدم، لا سيما وأن السكري يعد من أكثر العوامل المؤثرة على صحة القلب، إذ يعزز من احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين ومضاعفات أخرى قد تكون مميتة إن لم تُرصد مبكرًا.

ولم تغب الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي، خاصة الكوليسترول الضار (LDL)، عن قائمة المؤشرات التي طالب المجلس بمراقبتها، إذ إن تراكم هذه الدهون داخل الشرايين قد يؤدي إلى انسدادها بمرور الوقت، ما يزيد من احتمالات حدوث الأزمات القلبية أو السكتات.

أيضًا، شدد المجلس على أهمية قياس معدل ضربات القلب في وضعية الراحة، مشيرًا إلى أن الاضطرابات غير الملحوظة في نبض القلب قد تكون مؤشرًا على مشاكل أعمق لا يشعر بها الشخص في المراحل الأولى من المرض.

وكان من بين المؤشرات التي أُوصي بمتابعتها كذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث ترتبط البدانة وزيادة الوزن مباشرة بارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض القلب، خاصة عندما تترافق مع قلة النشاط البدني أو العادات الغذائية غير الصحية.

وأوضح المجلس أن هذه المؤشرات، على الرغم من بساطتها وسهولة قياسها، تُعد أدوات تشخيصية قوية تسهم في بناء صورة واضحة وشاملة عن حالة القلب، وتمنح الأطباء القدرة على اتخاذ قرارات علاجية مبنية على بيانات واقعية.

وفي هذا السياق، دعا المجلس إلى إدماج الفحص الدوري ضمن أسلوب الحياة، تمامًا كما يعتني الإنسان بطعامه ونشاطه اليومي، مشيرًا إلى أن بعض المؤشرات يمكن قياسها ذاتيًا أو عبر زيارات روتينية لمراكز الرعاية الصحية.

ومن الجدير بالذكر أن الحملة التوعوية التي أطلقها المجلس حظيت بتفاعل واسع، خاصة أنها تواكب تصاعد معدلات الإصابة بأمراض القلب على مستوى العالم، وتركّز على المفهوم الوقائي بدلاً من الاكتفاء بالعلاج بعد فوات الأوان،

وشهدت الحملة توجيه رسائل واضحة عبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلام، تؤكد جميعها أن الوقاية تبدأ بخطوة بسيطة: "افحص قبل أن تمرض"، وأن التغافل عن المؤشرات الحيوية قد يكون مكلفًا صحيًا وإنسانيًا.

واختتم المجلس حملته برسالة مختصرة لكنها قوية: "الوقاية تبدأ بالفحص،، وصحة القلب قرار بيدك، فلا تؤجله"، وهي عبارة تلخص جوهر الفكرة، وتحمّل كل فرد مسؤولية اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

وفي وقت تتزايد فيه الضغوط الحياتية، قد يغفل الكثيرون عن أولوياتهم الصحية، إلا أن المجلس يسلط الضوء على ضرورة تغيير هذه النظرة، فالقلب لا ينتظر، والمخاطر قد تتسلل في صمت.

ويأمل القائمون على الحملة أن تُحدث هذه المبادرة فارقًا ملموسًا في السلوك الصحي العام، وأن تدفع الأفراد نحو اعتماد نهج أكثر وعيًا واستباقية في التعامل مع صحة القلب.

وفي النهاية، فإن دعوة المجلس ليست مجرد نصيحة طبية، بل هي نداء حياة يُطلقه المتخصصون لكل من قرر أن يتعامل مع صحته بجدية، بعيدًا عن منطق "ما دمت لا أشعر بشيء،، فأنا بخير".