تشهد مناطق واسعة من المملكة العربية السعودية، هذه الأيام، استمرارًا في تأثير الرياح النشطة المحملة بالغبار والأتربة، حيث تسيطر أجواء غير مستقرة على المشهد الجوي في أجزاء كبيرة من شرق ووسط وجنوب غرب البلاد.
وتشير تقارير الأرصاد الجوية إلى أن هذه الرياح قد أدت إلى تدنٍ ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية، خصوصًا في الطرق المكشوفة والصحراوية، ما دفع الجهات المعنية إلى رفع درجة التأهب، وتنبيه قائدي المركبات بضرورة أخذ الحيطة والحذر.
إقرأ ايضاً:جامعة سعودية تتحدى الكبار عالميًا.. الأمير محمد بن فهد ضمن أفضل 100 في التايمز للتأثيرغوغل تطلق تحذيرًا أمنيًا صادمًا لمستخدمي Gmail.. إليك ما يجب فعله الآن
وفي المنطقة الشرقية، استمرت العواصف الرملية بالتأثير على مختلف المحافظات، متسببة في أجواء خانقة، واضطراب ملحوظ في الحركة المرورية، لا سيما خلال ساعات النهار التي تزداد فيها شدة الرياح.
ويتوقع خبراء الطقس أن يمتد هذا التأثير ليشمل أجزاء من منطقتي الرياض ونجران، حيث رُصدت بالفعل موجات غبارية زاحفة قادمة من الجنوب الشرقي، محملة بذرات ترابية تقلل من جودة الهواء وتؤثر على الصحة العامة.
أما في منطقتي المدينة المنورة ومكة المكرمة، فقد لوحظت تأثيرات مشابهة ولكن بشكل متقطع، مع هبوب رياح سطحية نشطة على فترات، خاصة في الطرق الخارجية والمناطق المفتوحة.
ويبرز الطريق الساحلي الواصل إلى جازان كواحد من أكثر المسارات تضررًا، إذ يصل مدى الرؤية فيه إلى شبه انعدام في بعض الساعات، بسبب الكثافة العالية للغبار المحمول بالرياح، مما قد يتسبب في حوادث مرورية لا تُحمد عقباها إذا لم يتم التعامل معها بحذر واحترافية.
في المقابل، لا تزال الفرصة قائمة لتكوّن السحب الرعدية الممطرة فوق مرتفعات جازان وعسير، مصحوبة بنشاط ملحوظ في الرياح السطحية، ما قد يسهم في جلب بعض التلطيف للحرارة المرتفعة التي تشهدها تلك المناطق، إلا أنه قد يترافق أيضًا مع جريان السيول المفاجئة، خاصة في بطون الأودية والمناطق المنحدرة.
ويرى محللون جويون أن هذه التقلبات في الطقس تدخل في سياق انتقال المملكة بين فصول المناخ، حيث يتزايد النشاط المداري في بعض الجهات، بالتزامن مع امتداد منخفضات جوية من المناطق الجنوبية الغربية.
ويأتي ذلك في وقت تتسارع فيه التغيرات المناخية إقليميًا، ما يعزز من احتمالية تكرار هذه الظواهر بشكل أكثر حدة خلال الأعوام القادمة.
الجهات الرسمية، ممثلة في المركز الوطني للأرصاد، أوصت المواطنين والمقيمين بمتابعة التقارير اليومية وعدم التهاون مع أي تحذير يُطلق، خاصة وأن حالات الغبار الكثيف يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على مرضى الربو والجهاز التنفسي.
كما دعت قائدي المركبات إلى التوقف على جانب الطريق في حال انعدام الرؤية، واستخدام إشارات التحذير، والابتعاد عن المناطق الصحراوية المكشوفة.
وفي ظل هذه الظروف، تبقى الدعوات مفتوحة لرفع مستوى الوعي المجتمعي بكيفية التعامل مع الظواهر الجوية المتطرفة، واستثمار منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة فعالة لنقل التحذيرات والمعلومات السريعة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين الإعلام والجهات المعنية في إيصال رسائل السلامة بطريقة مبسطة وفعالة.