ارتفعت أسعار النفط في تعاملات الخميس مدفوعة بتراجع حدة التوترات الجيوسياسية وتحول بوصلة الأسواق نحو المعطيات الأساسية، بعد صدور بيانات أمريكية تشير إلى انخفاض حاد في مخزونات النفط الخام والبنزين للأسبوع الخامس على التوالي، وهو ما يعكس تحسنًا في الطلب ويعزز الثقة في استقرار السوق العالمية للطاقة.
وشهدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.35%، ما يعادل 25 سنتًا، لتصل إلى 67.93 دولار للبرميل، في تمام الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت مكة المكرمة.
إقرأ ايضاً:"ثورة إسفلتية": كود الطرق السعودي يعيد رسم خارطة السلامة المرورية في المملكةعاصفة عقارية تضرب المدينة والشرقية: إطلاق أضخم حملة تسجيل عيني لـ58 ألف عقار في السعودية
كما صعد خام نايمكس الأمريكي تسليم الشهر نفسه بنسبة 0.4%، أي ما يعادل 27 سنتًا، ليبلغ مستوى 65.19 دولار للبرميل، مما يشير إلى تفاعل الأسواق إيجابيًا مع البيانات الجديدة.
ويأتي هذا الزخم الإيجابي في الأسعار بعد أن كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تراجع كبير في مخزونات النفط الخام بلغ 5.8 مليون برميل، متجاوزًا توقعات المحللين الذين قدروا التراجع بنحو 797 ألف برميل فقط، وهو ما يضع إشارات قوية على عودة التوازن بين العرض والطلب في السوق الأمريكي.
أما على صعيد البنزين، فقد سُجل انخفاض مفاجئ في المخزونات بلغ 2.1 مليون برميل، في وقت كانت تشير فيه التوقعات إلى زيادة قدرها 381 ألف برميل.
ويُعزى هذا التراجع إلى ارتفاع كميات البنزين الموردة للسوق الأمريكية إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر 2021، ما يُعد مؤشرًا على ارتفاع الطلب المحلي، لا سيما في ظل اقتراب موسم السفر والعطلات الصيفية.
هذا الانخفاض المتزامن في مخزونات الخام والبنزين يعكس تحسنًا في استهلاك الوقود، ويدعم تفاؤل المستثمرين بشأن استمرار التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة، وهو العامل الذي غالبًا ما يرتبط بشكل وثيق بزيادة الطلب على الطاقة.
ورغم أن الأسواق كانت قد تأثرت مؤخرًا بتقلبات ناتجة عن التوترات السياسية في مناطق إنتاج النفط، فإن عودة التركيز إلى العوامل الأساسية مثل المخزون والطلب المحلي تُعد مؤشرًا على استقرار مزاج الأسواق واستعادتها شيئًا من التوازن الذي افتقدته خلال الأسابيع الماضية.
ومن المرجح أن تستمر الأسعار في هذا الاتجاه الصعودي على المدى القصير إذا استمر تراجع المخزونات الأمريكية وثبتت مستويات الطلب عند أرقامها الحالية أو تجاوزتها، خاصة مع دخول موسم السفر وتزايد حركة المواصلات البرية والجوية التي ترفع الطلب على البنزين ووقود الطائرات.
وفي ظل هذه المعطيات، تترقب الأسواق أي مؤشرات إضافية من منظمة "أوبك+" بشأن الإنتاج أو من بيانات اقتصادية أخرى يمكن أن تؤثر على التوقعات المستقبلية لأسواق النفط، في وقت لا تزال فيه الأسواق عُرضة لأي طارئ جيوسياسي يمكن أن يقلب موازين الأسعار في لحظة.
