الأهلي يفاجئ الجماهير بقرارات غير متوقعة.

الاستغناء عن 4 محترفين دفعة واحدة .. الأهلي يفاجئ الجماهير بقرارات غير متوقعة

كتب بواسطة: رانية كريم |

في خطوة غير متوقعة، بدأت إدارة النادي الأهلي تحركات فعلية لإعادة تشكيل الفريق الأول لكرة القدم، وذلك عبر خطة فنية جديدة تقتضي الاستغناء عن أربعة من أبرز اللاعبين الأجانب في صفوف الفريق، في إطار استعدادات النادي للموسم الكروي المقبل الذي سيشهد مشاركة الراقي في عدة بطولات محلية وقارية.

وجاء القرار المفاجئ جاء بالتزامن مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، إذ تسعى الإدارة إلى إجراء عملية غربلة واسعة داخل التشكيلة، تستهدف من خلالها تحسين جودة الأداء الجماعي وضخ دماء جديدة تتماشى مع تطلعات النادي وطموحات جماهيره التي تنتظر موسماً مختلفاً على كافة المستويات.
إقرأ ايضاً:كارثة كادت أن تقع.. "الدفاع المدني" يمنع امتداد حريق "حي الياسمين" للمتاجر المجاورةبالشراكة مع "جامعة أمريكية".. مؤتمر دولي في السعودية يجمع "نخبة خبراء" الذكاء الاصطناعي

ووفقًا لما كشفه الإعلامي الرياضي مشعل العتيبي، فإن إدارة الأهلي قد بدأت بالفعل اتخاذ خطوات ملموسة لتسويق عقود أربعة من اللاعبين الأجانب، وذلك تمهيدًا للاستغناء عنهم، إما من خلال البيع النهائي أو الإعارة لأندية أخرى خلال نافذة الانتقالات الحالية.

فالأسماء التي شملها القرار ليست عادية، بل تضم أسماء ثقيلة في عالم كرة القدم، حيث أكد العتيبي أن القائمة تضم الإيفواري فرانك كيسيه، والبرازيلي روبيرتو فيرمينو، إلى جانب مواطنه أليكس تيليس، والفرنسي ألان سانت ماكسيمان، وهي أسماء شكلت ركيزة أساسية للفريق خلال الموسم الماضي.

ويأتي هذا التوجه في إطار خطة فنية شاملة لإعادة هيكلة الفريق، حيث ترى الإدارة أن بعض الأسماء لم تحقق الإضافة المتوقعة، كما أن استمرارها قد يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على ميزانية النادي، لاسيما مع تضخم الرواتب وغياب التأثير الحاسم في المباريات الكبرى.

ولا يخفى أن موسم الأهلي الأخير شهد تذبذبًا واضحًا في مستوى الأداء، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، وهو ما دفع الطاقم الفني بقيادة المدير الفني الجديد، بالتنسيق مع الإدارة، إلى مراجعة شاملة لقائمة الأجانب، وتحديد العناصر التي يمكنها إحداث فارق حقيقي في المرحلة المقبلة.

وبينما يُعد فرانك كيسيه من الأسماء التي وصلت إلى جدة وسط ضجة إعلامية كبيرة قادمة من برشلونة، فإن مستوياته في الدوري السعودي لم تكن على قدر التوقعات، حيث عانى من عدم الاستقرار الفني وتراجع المردود البدني في كثير من اللقاءات، وهو ما جعله في مرمى الانتقادات.

أما روبيرتو فيرمينو، الذي خاض تجربة ناجحة سابقًا مع ليفربول الإنجليزي، فقد وجد صعوبة في التأقلم مع أسلوب اللعب في الدوري السعودي، ولم ينجح في فرض نفسه كقائد هجومي رغم خبرته الواسعة في الملاعب الأوروبية، ما دفع الجهاز الفني إلى إعادة النظر في جدوى استمراره.

وعلى الجهة اليسرى، لم يقدم البرازيلي أليكس تيليس الإضافة المطلوبة دفاعيًا وهجوميًا، حيث غاب عن مستواه المعتاد في مباريات حاسمة، بينما ظل الفرنسي ألان سانت ماكسيمان يقدم بعض اللمحات الفردية دون أن يكون عنصرًا حاسمًا في النتائج الجماعية، وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة حول دوره الحقيقي في التشكيلة.

وتسعى الإدارة من خلال هذه القرارات إلى تحقيق أكثر من هدف، أولها تخفيف العبء المالي المترتب على الرواتب المرتفعة، وثانيها التفرغ لإبرام صفقات نوعية تتناسب مع متطلبات المنافسة في بطولات بحجم كأس القارات ودوري أبطال آسيا، حيث يأمل الأهلي في الظهور بصورة مشرفة.

وفي الوقت ذاته، تشير مصادر إلى أن هناك اهتمامًا حقيقيًا من بعض الأندية الأوروبية والآسيوية للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين، خصوصًا أن لديهم خبرات تراكمية في كبرى الدوريات، مما يجعل تسويقهم ممكنًا دون خسائر مالية فادحة للنادي، وهو ما تسعى إليه الإدارة في مفاوضاتها الجارية.

واستقبل الجمهور الأهلاوي هذه الأخبار بصدمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبرت فئة عن خيبة أملها من مغادرة نجوم مثل فيرمينو وكيسيه، فيما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة تأخرت، وأن الفريق بحاجة فعلية لتجديد الدماء وإعادة بناء منظومة قادرة على المنافسة الحقيقية.

وتعد هذه الخطوة واحدة من أبرز التحركات في الميركاتو الصيفي السعودي، خاصة أن النادي الأهلي كان من أوائل الأندية التي استثمرت بقوة في اللاعبين الأجانب بعد صعوده من دوري يلو، ما يوضح حجم التحول في الرؤية الفنية لدى المسؤولين في النادي.

والمدرب الجديد، الذي لا تزال هويته النهائية قيد الإعلان الرسمي، يُعتقد أنه كان له دور في اتخاذ هذه القرارات، حيث طالب بمنحه مرونة أكبر في اختيار العناصر التي تناسب أسلوب لعبه وخططه التكتيكية للموسم المقبل، في وقت يسعى فيه الأهلي للعودة إلى منصات التتويج.

وإزاء هذه التغييرات المتسارعة، ينتظر الشارع الرياضي السعودي تفاصيل أكثر حول هوية الصفقات الجديدة التي يعكف الأهلي على التفاوض معها، وسط تكتم شديد من الإدارة التي تفضل العمل بصمت حتى يتم حسم الأمور بشكل نهائي قبل بداية المعسكر التحضيري.

ورغم أن الاستغناء عن أسماء كبيرة يشكل مخاطرة في بعض الأحيان، إلا أن إدارة الأهلي تبدو مصممة على كسر النمط السابق، والانطلاق في مشروع فني جديد يضع النادي على سكة الاستقرار والتنافس الجدي، بعيدًا عن الرهانات التي لم تؤتِ ثمارها في الموسم الماضي.

وينتظر عشاق الراقي أن تقترن هذه التحركات بإستراتيجية متكاملة تشمل تطوير البنية التحتية الفنية، والاستفادة من العناصر المحلية الشابة، إلى جانب بناء فريق متجانس قادر على مجاراة الطموحات الكبيرة التي يرفعها جمهور الأهلي في كل موسم.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار