إقرأ ايضاً:بالشراكة مع "جامعة أمريكية".. مؤتمر دولي في السعودية يجمع "نخبة خبراء" الذكاء الاصطناعيالقائمة شبه محسومة.. من هم الأجانب الأربعة الذين سيرحلون عن "قلعة الكؤوس" هذا الصيف؟
أثار الإعلامي الرياضي محمد الفهمي جدلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي وجّه خلالها نقدًا مباشرًا لإدارة نادي النصر بسبب دخولها في مفاوضات مع المدرب البرتغالي جورجي خيسوس، معتبرًا أن النادي يسير على خطى الهلال دون أن يمتلك رؤية مستقلة أو استراتيجية واضحة تخصه.
الفهمي أشار في حديثه إلى أن إدارة النصر تبدو وكأنها تفقد هويتها الفنية، بعدما تحولت قراراتها إلى محاكاة مكشوفة لتجربة منافسها التقليدي الهلال، خاصة في ما يتعلق بالتعاقدات الفنية واختيار المدربين الأجانب.
وتساءل الفهمي عن السر وراء السعي إلى استقطاب مدرب خاض تجربة سابقة مع الهلال، في وقت كان من المفترض أن تبحث الإدارة عن مشروع تدريبي مستقل يعكس هوية النصر ويخدم تطلعات جماهيره العريضة.
ورأى أن التعاقد مع خيسوس، رغم تاريخه المميز، لا يمكن فصله عن سياق "الاقتباس الفني" الذي باتت تمارسه بعض إدارات الأندية السعودية، معتبرًا أن النجاح لا يمكن نسخه، وأن لكل نادٍ ظروفه الفنية والإدارية والجماهيرية الخاصة.
وأعرب عن اعتقاده بأن إدارة النصر إختارت الطريق الأسهل بالاتجاه إلى اسم جاهز وسابق التجربة في الدوري، بدلاً من البحث عن اسم جديد قادر على صنع فارق نوعي في الأداء والمستوى الفني العام للفريق.
واعتبر أن التفاوض مع خيسوس ليس قرارًا فنيًا محضًا، بل هو انعكاس لما وصفه بـ"رد الفعل الإداري"، حيث بدا وكأن النصر يرد على خطوة الهلال الأخيرة بمحاولة استقطاب مدربه السابق دون النظر في مدى ملاءمتها للفريق الأصفر.
وحذّر من أن تكرار التجارب قد يؤدي إلى نتائج معاكسة لما تتوقعه الجماهير، إذا لم يكن التعاقد مبنيًا على تحليل دقيق وقراءة متأنية لاحتياجات الفريق والمشاكل التي يعاني منها في الفترة الأخيرة.
وأوضح أن خيسوس نجح مع الهلال لأنه وجد بيئة فنية وإدارية مهيأة، فضلًا عن لاعبين يمتلكون مواصفات تكتيكية تتناسب مع أسلوبه، وهو أمر قد لا يتوفر بالكامل في نادي النصر في الوقت الحالي.
وتساءل الفهمي عن الخطط البديلة في حال فشل المفاوضات مع خيسوس أو في حال لم يحقق النتائج المرجوة، مؤكدًا أن الاعتماد على أسماء جماهيرية ليس ضمانًا للنجاح بقدر ما هو مغامرة محفوفة بالتحديات.
وأضاف أن الجماهير النصراوية تترقب مشروعًا تدريبيًا يعيد الفريق إلى منصات التتويج، لا مجرد تغييرات شكلية في الطاقم الفني أو تكرار لتجارب سابقة لا تتناسب بالضرورة مع واقع الفريق.
وشدّد على أن المدرب الناجح هو من يُختار بناءً على احتياجات الفريق الفنية وليس بناءً على ما قدمه في تجربة مع فريق منافس، مشيرًا إلى أن المدرب البرتغالي بحاجة إلى دعم كبير وإعادة هيكلة فنية شاملة كي ينجح مع النصر.
وأكد أن بعض الأندية تتعامل مع سوق المدربين كما لو كان مزادًا مفتوحًا، دون أن تدرك أن التعاقدات الخاطئة قد تكلّفها مواسم كاملة من التراجع وفقدان الثقة من قبل الجماهير.
ولفت إلى أن إدارة النصر مطالبة بقدر أكبر من الهدوء والحكمة، بعيدًا عن تأثيرات الجماهير أو المقارنات المباشرة مع الهلال، داعيًا إلى البحث عن مشروع فني طويل الأمد يُبنى بالتدريج ويصنع هوية واضحة للفريق.
وختم الفهمي حديثه بالإشارة إلى أن التسرع في اتخاذ القرارات الفنية سيظل مشكلة مزمنة إذا لم تتعامل معها إدارات الأندية الكبرى بواقعية واحترافية، معتبرًا أن النصر بحاجة إلى التفكير بهدوء لا الردّ بعصبية على كل تحرك للمنافسين.
