الأحوال المدنية تصل إليك .. خدمات متنقلة في خمس مناطق بالمملكة.

الأحوال المدنية تصل إليك .. خدمات متنقلة في خمس مناطق بالمملكة

كتب بواسطة: حكيم حميد |

واصلت الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية تقديم خدماتها الميدانية في عدد من المناطق حول المملكة، ضمن الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية لتيسير الوصول إلى المواطنين والمقيمين في أماكن تواجدهم، وتخفيف الضغط عن المراكز الثابتة، ضمن مبادرتين مركزيتين تهدفان إلى تعزيز الكفاءة وجودة الخدمات.

وجاءت هذه الخطوة ضمن مبادرة "نأتي إليك"، التي تنفذها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية للجهات الحكومية والخاصة، وكذلك مبادرة "موجودين"، التي تستهدف تقديم الخدمات للمحافظات والمراكز والقرى التي تبعد عن مكاتب الأحوال المدنية، بما يضمن عدم حرمان أي شريحة من المجتمع من خدمات السجل المدني.
إقرأ ايضاً:"فُقد الاتصال بهما".. قصة إنقاذ مثيرة لمواطنين عاشا لحظات حرجة قبالة سواحل عسيركارثة كادت أن تقع.. "الدفاع المدني" يمنع امتداد حريق "حي الياسمين" للمتاجر المجاورة

وشرعت الوحدات المتنقلة منذ اليوم الأول من الأسبوع الجاري في تقديم خدماتها بمنطقة مكة المكرمة، حيث توجهت الفرق الميدانية لتقديم خدماتها للرجال في مركز قيا، على أن تواصل عملها يوم الاثنين القادم في مركز أبو راكة، لتشمل بذلك مناطق متعددة في المحافظة ذات الكثافة السكانية المتوسطة.

كما أعلنت الأحوال المدنية عن تخصيص يوم الأربعاء القادم لتقديم الخدمة للنساء، من خلال تواجد الوحدة المتنقلة في مقر الخطوط الجوية السعودية بجدة، في خطوة تعكس الحرص على تمكين المرأة من الوصول إلى خدماتها الشخصية دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة أو انتظار المواعيد التقليدية.

ومن المقرر أن تتوجه الوحدات المتنقلة يوم الخميس إلى موقعين آخرين مخصصين للرجال، حيث تم الإعلان عن تقديم الخدمة في كل موقع لمدة يوم واحد فقط، في إطار خطة ميدانية تستهدف الوصول لأكبر عدد ممكن من المستفيدين خلال فترة زمنية قصيرة.

أما في منطقة نجران، فقد باشرت الوحدات المتنقلة عملها هذا الأسبوع في فرع وزارة الشؤون الإسلامية، حيث تم تقديم الخدمة للرجال والنساء على حد سواء، ولمدة يومين متتاليين، في إشارة إلى التوسع الجغرافي المدروس الذي تنتهجه الأحوال المدنية للوصول إلى الفئات السكانية في مختلف أنحاء المملكة.

وتقدم الوحدات المتنقلة للأحوال المدنية خدمات متنوعة للمستفيدين، على رأسها إصدار بطاقة الهوية الوطنية وتجديدها، إلى جانب إصدار بدل تالف في حال فقدان أو تلف البطاقة الأصلية، بالإضافة إلى عدد من الخدمات ذات الصلة بالسجل المدني التي يحتاجها المواطنون في حياتهم اليومية.

ويأتي هذا الانتشار الميداني لوحدات الأحوال المدنية ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق الخدمة، وتوفير الوقت والجهد على المواطنين، حيث أثبتت هذه الوحدات فعاليتها في الأعوام الأخيرة من خلال رفع نسبة رضا المستفيدين، وتقليص أوقات الانتظار بشكل ملحوظ.

وتُعد هذه المبادرات من أهم الوسائل التي تتبناها الوزارة لتطبيق مفهوم الحكومة المتنقلة، الذي يسهم في تحويل الخدمات التقليدية إلى نماذج مرنة وقابلة للوصول الميداني، وهو ما يندرج تحت رؤية المملكة 2030 التي تركز على تحسين جودة الخدمات الحكومية وتوسيع رقعتها الجغرافية.

ويشرف على تنفيذ هذه المبادرات كوادر وطنية مدربة ومؤهلة، تعمل ضمن جداول دقيقة يتم تنسيقها مع الجهات الحكومية والخاصة المستفيدة، بما يضمن انسيابية الأداء وتكامل العمل بين الإدارات المعنية في كل منطقة.

ويُلاحظ أن تكرار هذه الزيارات المتنقلة يعزز من حضور الأحوال المدنية في المناطق الأقل حظًا من الخدمات، كما يمنح المواطنين شعورًا بالتقدير والاهتمام، لا سيما في المحافظات التي يصعب على سكانها الوصول إلى المراكز الرسمية إما لبعد المسافة أو لظروف العمل والمواصلات.

ويرى مراقبون أن خدمات الأحوال المدنية المتنقلة تسهم بشكل مباشر في تخفيف العبء عن الفروع الثابتة، كما تتيح فرصًا أكبر لتنفيذ حملات توعوية مصاحبة حول أهمية تجديد الهوية الوطنية، والحفاظ على بيانات السجل المدني، ومواعيد انتهاء الوثائق الرسمية.

ويؤكد مسؤولو الأحوال المدنية أن هذه المبادرات مستمرة طوال العام، ويتم تحديث جداولها بشكل دوري وفق احتياجات المناطق والمراكز، حيث تُرصد نسبة الإقبال، وتُجرى دراسات ميدانية لتحديد أكثر المواقع احتياجًا للخدمة خلال الفترات القادمة.

وتحظى هذه الخطوات بدعم مؤسسي كبير، إذ يُنظر إليها كأحد المؤشرات المهمة على تقدم الأداء المؤسسي، ونجاح نموذج الخدمة الميدانية المتنقلة الذي بات يحظى بقبول واسع لدى المواطنين، خاصة الفئات التي تواجه صعوبات في التنقل أو حواجز لوجستية تمنعها من زيارة المكاتب الرسمية.

ويأمل العديد من المواطنين في توسع هذه المبادرات لتشمل خدمات أكثر تعقيدًا، كالخدمات المرتبطة بتعديلات البيانات أو إصدار الوثائق الخاصة بحالات الزواج والطلاق والمواليد، بحيث تصبح الوحدة المتنقلة مكتبًا شاملًا يقدم خدمات مكتملة.

وتمثل هذه الخطوة نموذجًا يُحتذى به لباقي الجهات الحكومية، حيث أثبتت أن الوصول إلى المواطن حيثما كان، هو خيار ممكن وفعّال، ويمكن تعميمه على نطاق أوسع لضمان جودة الخدمة وتحقيق رضا المستفيد.

ويُتوقع أن تستمر الأحوال المدنية في تقديم خدماتها في مزيد من المواقع خلال الأسابيع القادمة، بما يتماشى مع الجداول الزمنية المعلنة والتوسع في التغطية الميدانية، الأمر الذي يعكس التزام الوزارة المستمر بتطوير آليات الخدمة وتحقيق الأهداف المرسومة ضمن خطط التحول الوطني.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار