في تطور لافت يعكس رغبة المواهب الشابة في إثبات ذاتها، وضع لاعب خط الوسط بنادي الهلال، مصعب الجوير، شرطًا وحيدًا وحاسمًا من أجل حسم مسألة بقائه ضمن صفوف الفريق في الموسم الرياضي الجديد، وذلك في أعقاب عدم حصوله على فرصة للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة.
لقد كشفت مصادر مطلعة أن الجوير، الذي يعد أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم السعودية، اشترط الحصول على فرصة حقيقية للمشاركة في المباريات خلال الموسم المقبل، كشرط أساسي للاستمرار في النادي، طالبًا تحديد مصيره بشكل واضح من قبل المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي.
إقرأ ايضاً:
انطلاقة جديدة ... جامعة سعودية تعلن فتح أبواب البكالوريوس في التمريض عبر برنامج تجسير!بعد انتهاء إعارة النجم المغربي ... "مدرب الشباب" يصدر فرمانًا عاجلًا!وتأتي هذه الخطوة من جانب اللاعب الشاب بعد فترة شعر فيها بالتهميش، خاصة خلال المونديال الذي كان يأمل أن يكون بوابة له لإظهار إمكانياته على الساحة العالمية، إلا أن رؤية المدرب الفنية حالت دون ذلك، مما دفعه إلى التفكير جديًا في مستقبله.
إن شرط الجوير لا يحمل أي مطالب مالية، بل هو مطلب فني بحت يعكس طموح وشغف لاعب كرة قدم يسعى لتطوير مستواه، ويدرك أن هذا التطور لن يتحقق إلا من خلال المشاركة المستمرة والاحتكاك في المباريات الرسمية، وليس عبر الجلوس على دكة البدلاء.
وتؤكد المصادر ذاتها أن الموقف لا يقتصر على رغبة اللاعب فقط، بل إن هناك اهتمامًا فعليًا من أكثر من نادٍ في دوري روشن للمحترفين ترغب في الحصول على خدماته خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، وتنتظر الموقف النهائي لإدارة الهلال لتقديم عروضها الرسمية.
هذا الاهتمام الخارجي يضع الكرة في ملعب المدرب سيموني إنزاجي، الذي بات القرار الحاسم في يده، فهو إما أن يمنح اللاعب الثقة والفرصة التي يطلبها، ويقنعه بأنه جزء أساسي من مشروعه المستقبلي، أو أن يفتح الباب أمام رحيله للاستفادة من خدماته في نادٍ آخر.
ويمثل هذا الموقف معضلة حقيقية للأندية الكبرى مثل الهلال، التي تسعى دائمًا لتدعيم صفوفها بنجوم عالميين، وهو ما قد يأتي أحيانًا على حساب فرص مشاركة المواهب الشابة التي تدرجت في الفئات السنية بالنادي، مثل مصعب الجوير.
ففي الوقت الذي يطلب فيه الجوير فرصة للمشاركة، تعمل إدارة النادي على قدم وساق لإنهاء صفقات من العيار الثقيل، وعلى رأسها صفقة الظهير الفرنسي ثيو هيرنانديز، التي تشير الأنباء إلى أنها باتت قريبة من الحسم مقابل مبلغ مالي كبير.
ويواجه الجوير منافسة شرسة في مركز خط الوسط بالهلال، الذي يضم كوكبة من النجوم المحليين والأجانب، وهو ما يجعل من مهمة الحصول على دقائق لعب أمرًا في غاية الصعوبة، ويتطلب إثبات جدارة استثنائية في التدريبات لإقناع الجهاز الفني.
إن قضية مصعب الجوير تسلط الضوء على التحدي الأكبر الذي يواجه المواهب السعودية الشابة في الأندية الجماهيرية، وهو كيفية الموازنة بين الصبر على فرصة قد تأتي أو لا تأتي، وبين اتخاذ قرار شجاع بالبحث عن نادٍ آخر يضمن لهم المشاركة والتطور.
ويترقب الشارع الرياضي السعودي قرار المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي سيكون بمثابة رسالة واضحة حول فلسفته في التعامل مع مواهب النادي، وما إذا كان سيعتمد على أبناء النادي كجزء من منظومته أم أنه سيعتمد كليًا على الصفقات الكبرى.
وسيكون على اللاعب الشاب أن يدرس خياراته بعناية، فالبقاء في الهلال يعني الاستمرار في بيئة تنافسية عالمية المستوى، حتى لو كانت المشاركة قليلة، بينما الرحيل قد يمنحه دقائق لعب أكثر، ولكنه قد يبعده عن الأضواء والمنافسة على الألقاب الكبرى.
في المحصلة النهائية، لم يعد مستقبل مصعب الجوير مجرد قرار إداري، بل أصبح مرتبطًا بقناعة فنية من المدرب، ورغبة مشروعة من لاعب شاب يرفض أن يتحول مستقبله الواعد إلى مجرد رقم على قائمة الفريق، ويطالب بحقه في اللعب لإثبات قيمته.