أكد الدكتور أحمد المحطب، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم، أن غسل الكعبة المشرفة يمثل إرثًا حيًا متجددًا يعكس تمسك المملكة العربية السعودية بالتراث الإسلامي، وحرصها العميق على إحياء السنة النبوية المطهرة.
مشيرًا إلى أن هذا الطقس المهيب الذي يُقام في أجواء روحانية داخل المسجد الحرام، لا يحمل دلالة دينية فقط، بل يحمل أيضًا أبعادًا حضارية وثقافية، ويعكس مستوى الرعاية الفائق الذي توليه القيادة السعودية لبيت الله الحرام، رمز التوحيد والقبلة الأولى للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
إقرأ ايضاً:
بتقنيات حديثة وخيارات متعددة ... تطبيق "مصحف المدينة" رسمي ودقيق من مجمع الملك فهد!انسحاب يشعل الجدل .. النصر يلوّح بالخروج من كأس السوبر السعودي بعد اعتذار الهلالوأوضح الدكتور المحطب، في مداخلة له عبر قناة "الإخبارية"، أن مراسم غسل الكعبة الشريفة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، شهدت تطورًا ملحوظًا وتنظيمًا دقيقًا، يعكس اهتمام الدولة وتفانيها في صيانة ورعاية أقدس بيت وُضع للناس.
وأكد أن الإجراءات التي ترافق هذا الحدث تُنفّذ بأعلى المعايير، سواء من حيث المواد المستخدمة في التنظيف، أو اختيار المشاركين من كبار المسؤولين والعلماء، مما يضفي على المناسبة مزيدًا من التقدير والاهتمام والاحترام من قبل جميع أطياف المجتمع الإسلامي.
وأشار إلى أن هذا الحدث الديني الذي يتكرر مرة أو مرتين سنويًا، يحمل في طياته رمزية كبيرة لكل المسلمين، كونه أحد أبرز مظاهر تعظيم شعائر الله، ويجسد صورة حية من صور التلاحم بين القيادة والشعب، وبين الدين والدولة، حيث تُؤدى السنة النبوية بحضور رسمي وروحي يملؤه الإجلال والتواضع.
وأضاف أن هذه المراسم تنقل للعالم أجمع رسالة واضحة عن الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وحفظ قدسيتهما، والحرص على إبقائهما في أبهى صورة، على مدار العام.
ولفت الدكتور المحطب إلى أن مشهد غسل الكعبة المشرفة لا يتوقف عند كونه مجرد طقس ديني، بل يمتد ليكون لحظة شعورية تمس مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، الذين يتابعون المراسم عبر وسائل الإعلام، ويتفاعلون معها شعورًا بالفخر والاعتزاز بانتمائهم لدين يُعلي من شأن المقدسات، ويحث على العناية بها وصيانتها.
وأوضح أن هذه المناسبة تحيي في وجدان الأمة روح الطهارة والنقاء، وتذكرهم بعظمة المكان، وقدسية الزمان، واستمرارية سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أعظم بيت على وجه الأرض.
واعتبر أن استمرار المملكة في هذا التقليد العظيم يؤكد دورها المحوري في قيادة العالم الإسلامي، ويعزز مكانتها الدينية بصفتها حاضنة الحرمين الشريفين، وراعيتها الأولى في كل ما يتعلق بإدارتهما وخدمتهما.
كما أن المتابعة الدقيقة من القيادة السعودية، بدءًا من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، تدل على أن رعاية الحرمين ليست مجرد مسؤولية سياسية، بل رسالة إيمانية وإنسانية تتوارثها الأجيال، وتُنفذ بروح التفاني والخشوع.
وأضاف أن هذا الحدث يتجاوز طابعه المحلي إلى البُعد العالمي، حيث يشعر المسلمون من كافة الدول بنوع من التوحد الروحي والاعتزاز الجماعي، فيتجدد ولاؤهم لمقدساتهم ويزداد ارتباطهم بها.
كما أن نقل هذا الحدث عبر الإعلام يرسّخ في أذهان الأجيال الشابة القيم الدينية والتاريخية التي تحيط بالكعبة المشرفة، ويسهم في تثقيفهم بأهمية تعظيم شعائر الله والمحافظة على قدسية البيت العتيق.
وختم الدكتور المحطب حديثه بالتأكيد على أن المملكة مستمرة، بإذن الله، في هذا النهج المبارك، وأن ما تقوم به من عناية بالحرمين الشريفين يُعد مصدر فخر واعتزاز للأمة الإسلامية جمعاء، ومثالًا يُحتذى به في الجمع بين الأصالة الدينية والمعاصرة التنظيمية، خدمةً للإسلام والمسلمين، وإحياءً للسنة النبوية التي ما تزال حاضرة بقوة في الحياة العامة للمملكة.