الحج 1446

ضبط مصري حاول تهريب 22 مخالفًا إلى مكة دون تصاريح حج

كتب بواسطة: محمد صالح |

في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها السلطات السعودية لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، أعلنت قوات أمن الحج عن ضبط مقيم يحمل الجنسية المصرية بعد قيامه بنقل عدد من الأشخاص المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج على متن حافلة كان يقودها، في محاولة لإيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة دون امتلاكهم التصاريح النظامية اللازمة لأداء فريضة الحج.

وبحسب البيان الرسمي الصادر عن قوات الأمن، فإن عملية الضبط تمت خلال واحدة من حملات المراقبة والتفتيش الدقيقة التي تُنفّذ على مدار الساعة على كافة مداخل مكة المكرمة، في إطار الخطة الأمنية المحكمة التي يتم تطبيقها كل عام بالتزامن مع اقتراب موسم الحج، وأوضحت قوات أمن الحج أن المقيم المضبوط كان ينقل 22 وافدًا داخل الحافلة التي يقودها، جميعهم لا يحملون تصاريح حج نظامية.

وتابعت الجهات الأمنية بيانها موضحة أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق السائق والمخالفين، حيث أُحيلوا جميعًا إلى اللجنة المختصة للنظر في قضايا الحج، بهدف تطبيق الأنظمة والعقوبات المنصوص عليها في مثل هذه الحالات.

ويُعد هذا الحادث نموذجًا لما قد يحدث عندما يحاول البعض الالتفاف على الأنظمة، مستغلين حسن نية بعض الوافدين أو رغبتهم في أداء فريضة الحج بطرق غير نظامية، وقد أكدت الجهات المعنية أن مثل هذه المحاولات تُشكّل خطرًا مباشرًا على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، بالإضافة إلى كونها مخالفة صريحة للتعليمات والضوابط التي وضعتها المملكة لتنظيم موسم الحج بما يضمن السلامة والانسيابية والعدالة في أداء الشعائر.

قوات أمن الحج جددت في بيانها التأكيد على أن الدخول إلى مكة المكرمة خلال موسم الحج دون تصريح رسمي يُعد مخالفة جسيمة، يتم التعامل معها بحزم، سواء من جانب ناقلي المخالفين أو من الوافدين أنفسهم الذين يتم ضبطهم، كما بيّنت أن كل من يشارك في تسهيل دخول المخالفين أو التستر عليهم أو نقلهم سيُعرّض نفسه للمساءلة القانونية التي قد تصل إلى الغرامة، السجن، والترحيل، إضافة إلى مصادرة وسيلة النقل المستخدمة في الجريمة.

بحسب الأنظمة المعمول بها، فإن المملكة تفرض رقابة مشددة على مداخل مكة المكرمة خلال موسم الحج، وتُمنع المركبات التي تقل أفرادًا غير حاصلين على التصاريح النظامية من الدخول، وتُفرض عقوبات على كل من يثبت تورطه في تسهيل دخول الحجاج المخالفين، تصل في بعض الحالات إلى السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر، وغرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال، إضافة إلى الترحيل والمنع من دخول المملكة لفترات طويلة بالنسبة للمقيمين أو الزائرين.

وتعتمد هذه الإجراءات على استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تنظيم الحج وتفادي أي ضغط زائد على الخدمات اللوجستية والطبية والإنسانية المتاحة في المشاعر المقدسة، خصوصًا مع الأعداد الكبيرة المتوقعة من الحجاج كل عام.

وقد شددت قوات أمن الحج على ضرورة التوعية المستمرة بأهمية الالتزام بالضوابط النظامية، ليس فقط من قبل الجهات الرسمية، بل من جانب كافة فئات المجتمع، بما في ذلك المواطنين والمقيمين، وأشارت إلى أن بعض الحالات التي يتم ضبطها تكون نتيجة للجهل بالأنظمة أو الانسياق خلف وعود وهمية من سماسرة أو سائقي نقل غير نظاميين، وهو ما يستدعي بذل المزيد من الجهود الإعلامية للتوعية والتثقيف.

كما دعت السلطات جميع المقيمين والزوار إلى عدم الانسياق وراء أي إعلانات أو وعود تقدم خدمات حج غير نظامية، والتأكد دائمًا من التسجيل من خلال القنوات الرسمية المعتمدة، سواء للحجاج من داخل المملكة أو خارجها.

يُعد موسم الحج من أعظم الشعائر الإسلامية وأكثرها تنظيمًا على مستوى العالم، وتحظى المملكة العربية السعودية بثقة دولية عالية لما توفره من إمكانيات هائلة لخدمة الحجاج، سواء من الناحية الأمنية أو الصحية أو الخدمية، ولهذا فإن الحفاظ على هذا النظام، والالتزام بالتعليمات، ليس فقط مسؤولية الجهات الرسمية، بل واجب ديني وأخلاقي على كل من يسعى للمشاركة في هذه الفريضة العظيمة.

الحادثة الأخيرة تؤكد مجددًا على أن أمن الحج ليس قابلاً للتهاون، وأن أي محاولة لاختراق الأنظمة ستُقابل بإجراءات صارمة ورادعة، حفاظًا على قدسية الزمان والمكان، وضمانًا لأن يؤدي كل حاج مناسكه في أجواء آمنة ومنظمة.