يسعى نادي الهلال السعودي لاستثمار بدايته القوية في بطولة كأس العالم للأندية، بعدما اقتنص نقطة ثمينة من أمام ريال مدريد الإسباني، وذلك حين يلاقي فريق ريد بول سالزبورج النمساوي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة، حيث يخوض الزعيم المباراة المقبلة بطموح تحقيق أول انتصاراته في البطولة وتعزيز فرصه في بلوغ الدور التالي، غير أن مهمته لن تكون سهلة في ظل المفاجأة التي صنعها الفريق النمساوي في الجولة الأولى عندما تغلب على باتشوكا المكسيكي بهدفين مقابل هدف، رغم تفوق الأخير من حيث السيطرة والخطورة.
ولا شك أن الفوز المفاجئ الذي حققه سالزبورج سيجعل المواجهة أمام الهلال أكثر صعوبة، خاصة أن الفريق الأزرق مطالب بتحسين أدائه مقارنة بما قدمه أمام ريال مدريد، إذ أن الأداء العالي أمام المرينغي يرفع سقف التوقعات الجماهيرية والفنية لمستويات أعلى، وهذا ما يفرض على الهلال أن يكون أكثر فاعلية وتركيزًا عندما يواجه فريقًا أقل شهرة ولكنه منظم تكتيكيًا ويملك عناصر قادرة على صناعة الفارق.
إقرأ ايضاً:الأهلي في مرحلة بناء جديدة.. رحيل أليوسكي يُفتح الباب أمام صفقات أجنبية جديدة!لا تعليم إلكتروني بدون ترخيص.. السعودية تُعلن عن قواعد صارمة لضبط الجودة قبل 17 يوليو!
ويمتلك الفريق النمساوي قدرات هجومية متنوعة رغم أنه لم يكن الطرف الأفضل إحصائيًا في مواجهة باتشوكا، إلا أن تنفيذه السريع للهجمات وتحركات لاعبيه خلف المدافعين سواء عبر العمق أو الأطراف شكلت تهديدًا حقيقيًا، ويعتمد سالزبورج على خطة 4-2-2-2 والتي تسمح له بتقليل عدد التمريرات للوصول إلى المرمى، كما أظهرت أهدافه تنوعًا في الأساليب سواء من التسديد أو الكرات العرضية، ويبرز في خطورته الثنائي أوسكار جلوخ ونيني دورجيليس، إلى جانب لاعب الوسط بيدشتروب الذي يربط خطوط الفريق بكفاءة.
والهلال من جانبه مطالب بتجاوز بعض الهفوات التي وقع بها باتشوكا، خاصة فيما يتعلق بالاستحواذ العقيم، حيث يحتاج الزعيم إلى سرعة أكبر في التحول الهجومي وفعالية أعلى في إنهاء الفرص، كما أن الحذر الدفاعي سيكون ضرورة ملحة، بالنظر إلى اعتماد سالزبورج على المرتدات، في ظل تقدم ظهيري الفريق الأزرق، ويُنتظر أن يشكل الثلاثي سالم الدوسري وسافيتش ونيفيز عنصر الحسم في حال لجأ الهلال إلى سلاح التسديدات من خارج المنطقة، خصوصًا أن الهدف الوحيد الذي سكن شباك الحارس كريستيان زافيتشسكي جاء من كرة ثابتة.
ولن يكون أمام الهلال سوى تقديم أداء متوازن بين الهجوم والدفاع، مع ضرورة تقليص الهفوات الفردية أمام مرمى الخصم، حتى لا يدفع الفريق ثمن الفرص الضائعة كما حدث أمام ريال مدريد، فالفوز في هذه الجولة سيكون حاسمًا في مسار المجموعة، قبل دخول الجولة الأخيرة الأصعب والتي تجمع سالزبورج بالملكي الإسباني.