تزايدت في الآونة الأخيرة موجة التسويق لمحاليل مضادات الأكسدة الوريدية المعروفة باسم NAD+ IV داخل عدد من العيادات والمراكز الصحية الخاصة في المملكة، في امتداد لما بدأ كموضة في الولايات المتحدة قبل سنوات.
وفي تحذير شديد اللهجة، نبّه استشاري أمراض القلب الدكتور خالد النمر إلى خطورة هذا الانتشار السريع، مشيرًا إلى أن تلك المحاليل تُسوّق بشكل مضلل للجمهور تحت شعارات جاذبة مثل مكافحة الشيخوخة، وتحسين الذاكرة، وتعزيز النشاط الرياضي، دون أن تستند هذه الادعاءات إلى أي مرجعية علمية موثوقة.
إقرأ ايضاً:لا تعليم إلكتروني بدون ترخيص.. السعودية تُعلن عن قواعد صارمة لضبط الجودة قبل 17 يوليو!مليون ريال أو الإغلاق.. وزارة السياحة السعودية تهدد المنشآت المخالفة في موسم الصيف!
الدكتور النمر شدد على أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تصنّف هذه المحاليل كمكملات غذائية فقط، ولا تعترف بأي دور علاجي أو وقائي لها، ورغم ذلك، تنتشر الإعلانات الترويجية المبالغ فيها في بعض العيادات الخاصة على نحو يُثير القلق، حيث يتم تقديمها على أنها "إكسير الشباب" أو "الطاقة الفورية"، في تجاوز صريح للمعايير الطبية والمهنية.
وأشار النمر إلى أن هذه المحاليل ليست آمنة كما يُروج لها، إذ تتطلب شروط تخزين دقيقة وطريقة حقن معقّدة، وأي خطأ بسيط في التعامل معها قد يؤدي إلى تلوث بكتيري أو حالات تسمم فوري، وأضاف أن غياب التجهيزات الطبية داخل بعض العيادات قد يزيد من تعقيد الموقف حال حدوث مضاعفات، مما يُعرّض صحة المتلقين للخطر.
كما لفت إلى أن من بين الأعراض الجانبية التي قد تظهر بعد الحقن الوريدي بهذه المحاليل: الغثيان، التقيؤ، آلام العضلات، احمرار الجلد، الصداع، وحتى التحسس الشديد، وهي أعراض قد تستوجب تدخلاً طبياً عاجلاً لا يتوفر غالبًا في العيادات غير المجهزة بشكل كافٍ.
وأكد النمر أن ما يزيد من خطورة هذه المحاليل هو ندرة الدراسات طويلة الأمد التي توضح تأثيراتها على الجسم، مما يعني أن استخدامها قد يُخفي مخاطر لم تظهر بعد، كما دعا إلى ضرورة إجراء دراسات علمية سعودية محايدة لتقييم فعاليتها وأمانها، بدلاً من الاعتماد على بيانات تسويقية مستوردة.
وطالب الدكتور النمر الجهات الرقابية المختصة، وفي مقدمتها هيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة، بالتدخل العاجل لتنظيم هذا القطاع، ووضع ضوابط صارمة تمنع ترويج هذه المحاليل بصفات طبية لا تستند إلى دليل علمي واضح، حمايةً للمجتمع من الوقوع ضحية لممارسات تجارية على حساب الصحة العامة.
وفي رسالة توعوية للمواطنين والمقيمين، دعا الدكتور النمر إلى عدم الانسياق وراء الإعلانات التي تُظهر هذه المحاليل كحلول سحرية، مؤكدًا أن الصحة لا تباع في قارورة، وأن الطريق الآمن للحفاظ على الشباب والحيوية يبدأ بنمط حياة صحي ومتوازن، لا بتجارب مجهولة العواقب.