في إطار حرصها على تعزيز القيم الإسلامية وتيسير أداء العبادات بروح من السكينة والاحترام، دعت وزارة الحج والعمرة زائري المسجد النبوي إلى الالتزام بسبعة آداب شرعية تُجسّد مكانة هذا الحرم الشريف وتُسهم في الحفاظ على روحانيته.
هذه التوجيهات، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، تندرج ضمن الجهود التوعوية المستمرة للوزارة لتوفير بيئة تعبّدية هادئة وآمنة تليق بعظمة المكان وقدسيته.
إقرأ ايضاً:الأهلي في مرحلة بناء جديدة.. رحيل أليوسكي يُفتح الباب أمام صفقات أجنبية جديدة!لا تعليم إلكتروني بدون ترخيص.. السعودية تُعلن عن قواعد صارمة لضبط الجودة قبل 17 يوليو!
وشددت الوزارة على أن التحلي بالسكينة والوقار داخل المسجد النبوي ليس مجرد سلوك اختياري، بل هو أدب شرعي يعكس فقه زيارة الأماكن المقدسة، وأوضحت أن أولى الآداب تتمثل في الدخول إلى المسجد بالرجل اليمنى، مع استحضار دعاء الدخول، اتباعًا لهدي النبي محمد ﷺ، وذلك تعظيمًا لشأن بيت من بيوت الله له خصوصية بالغة في وجدان المسلمين.
ومن بين الآداب التي أكدت عليها الوزارة، خفض الصوت داخل المسجد، وتجنب كل ما من شأنه إزعاج المصلين أو تشتيت خشوعهم، إذ يُعد هذا المكان موطنًا للسكينة لا للصخب، كما شددت على ضرورة المحافظة على الوقار في الحركة والسلوك، سواء أثناء المشي أو الجلوس، بما يعكس الاحترام الواجب للمكان ولمن فيه من عابدين وقارئين ومصلين.
ولفتت الوزارة إلى أن من آداب زيارة المسجد النبوي كذلك، السلام على النبي محمد ﷺ وصاحبيه الكريمين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عند المرور بالمواجهة الشريفة، بطريقة هادئة وخاشعة تليق بمقامهم الرفيع، وأكدت أن هذا السلام لا يكون بصوت مرتفع أو بطريقة جماعية تُحدث فوضى، بل يجب أن يُؤدى بهدوء وخشوع، تحقيقًا للمقصود الشرعي.
وأشارت الوزارة إلى أن الخروج من المسجد ينبغي أن يتم بتقديم القدم اليسرى، مع قراءة دعاء الخروج، امتثالًا للسنة النبوية الشريفة، التي تحث على تذكّر الله في كل حال، والدخول والخروج من المساجد بسلوكيات تعكس الارتباط القلبي بالله وتعظيم شعائره.
وتأتي هذه التوجيهات في وقت يشهد فيه المسجد النبوي كثافة في أعداد الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، خاصة بعد موسم الحج، ما يجعل الالتزام بالآداب الشرعية ضرورة لضمان أداء العبادات في أجواء من الطمأنينة والروحانية، بعيدًا عن السلوكيات الدخيلة التي قد تُفسد على الآخرين صفاء تجربتهم الروحية.
وأكدت الوزارة أن جهودها في هذا الإطار لا تقتصر على التوعية النظرية، بل تشمل حملات ميدانية توجيهية، وتوفير منشورات وإرشادات مترجمة بعدة لغات، إضافة إلى تدريب العاملين في الحرم على إرشاد الزوار وتوعيتهم بأسلوب لطيف يتوافق مع طبيعة المكان وقدسيته.
وفي ختام بيانها، دعت وزارة الحج والعمرة الزوار إلى استشعار فضل زيارة المسجد النبوي وما تحمله من أجر عظيم، مؤكدة أن الالتزام بهذه الآداب الشرعية يُعد من تمام النسك، ويُسهم في إحياء روح السُنة، ويحفظ للمكان قدسيته وهيبته، ويمنح الزائر شعورًا عميقًا بالرضا والسكينة.