يواصل نادي الهلال السعودي التحرك على أكثر من صعيد خلال فترة الانتقالات الصيفية، بهدف إعادة ترتيب صفوفه وتعويض بعض الأسماء التي غادرت مؤخرًا، وفي مقدمتها الحارس الدولي محمد العويس الذي غادر أسوار النادي متجهًا إلى نادي العُلا.
رحيل العويس لم يكن مفاجئًا لجماهير الزعيم، خاصة مع قلة مشاركاته في ظل التألق اللافت للحارس المغربي ياسين بونو، الذي فرض نفسه حارسًا أساسيًا لا يمكن المساس به في التشكيلة الزرقاء.
وفي ظل هذا الواقع الجديد، بدأت إدارة الهلال في دراسة عدة خيارات لتعزيز مركز حراسة المرمى، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن النادي وضع الحارس أحمد الكسار، لاعب القادسية، ضمن حساباته للتعاقد معه خلال الصيف الحالي.
ويهدف الهلال من خلال هذه الخطوة إلى ضم حارس بخبرة جيدة في الدوري السعودي، يكون قادرًا على تقديم الإضافة وقت الحاجة، ويقبل في الوقت ذاته بدور الحارس الاحتياطي خلف بونو، الذي يُعد ركيزة أساسية في مشروع الهلال الرياضي.
الكسار، صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب السعودية، سبق له تمثيل عدة أندية من بينها الرائد والاتفاق، ويمتلك سجلًا جيدًا في التصديات الحاسمة والتمركز داخل منطقة الجزاء، وهو ما جعله هدفًا مناسبًا للهلال في هذه المرحلة الدقيقة، التي تتطلب حلولًا فنية لا تخل بتوازن الفريق أو بنية غرفة الملابس، خاصة في ظل التنافس الشديد على جميع البطولات المحلية والقارية.
أما العويس فقد فضل الرحيل عن الهلال في خطوة تهدف إلى إنعاش مسيرته الكروية، لا سيما مع رغبته الواضحة في استعادة مكانه في صفوف المنتخب الوطني السعودي، ووجد الحارس المخضرم في نادي العُلا، الصاعد حديثًا إلى دوري يلو، فرصة للعودة إلى أجواء المباريات بانتظام، وهو ما حُرم منه في الهلال بسبب تواجد بونو الذي يُعد من أفضل حراس القارة السمراء والعالم.
قرار العويس بالانتقال إلى نادٍ يلعب في الدرجة الأولى ربما فاجأ البعض، إلا أن الدافع الشخصي المرتبط بفرصة التواجد في قائمة الأخضر خلال المرحلة المقبلة، دفعه إلى اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت الحاسم من مسيرته.
ويُعد العويس من الأسماء التي كانت حاضرة في أبرز المحطات مع المنتخب، ويأمل أن يساهم الانتقال الجديد في استعادة مستواه المعهود ولفت أنظار الجهاز الفني للمنتخب.
من جهة أخرى فإن إدارة الهلال تواصل مراقبة السوق عن كثب، وترغب في إتمام ملف الحارس الاحتياطي في أسرع وقت ممكن، كي تمنح الفريق الاستقرار المطلوب قبل انطلاق الموسم الجديد، الذي سيشهد مشاركة الهلال في عدد من الاستحقاقات الكبرى، من بينها كأس العالم للأندية.
ولا تستبعد مصادر قريبة من النادي أن تشهد الأيام القليلة المقبلة حسم صفقة الكسار أو الإعلان عن اسم آخر، في حال تعثر المفاوضات أو وجود خيارات فنية أفضل بحسب تقييم الجهاز الفني بقيادة البرتغالي جورجي جيسوس.