ميتا

هل هي ميزة "مفيدة" أم "مزعجة"؟.. روبوتات "ميتا" ستبدأ بإرسال رسائل "تلقائية" للمستخدمين

كتب بواسطة: رانية كريم |

في خطوة جديدة تعكس تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي في التواصل الرقمي، بدأت شركة ميتا باختبار ميزة تتيح لروبوتات الدردشة المبنية على الذكاء الاصطناعي إرسال رسائل تلقائية للمستخدمين دون انتظار أن يبدؤوا الحديث، وذلك ضمن خطة لتعزيز التفاعل على منصاتها الاجتماعية الأشهر.

الميزة الجديدة تم رصدها ضمن مشروع داخلي يحمل اسم "Project Omni"، وتقوم على روبوتات قابلة للتخصيص، تُصمّم عبر منصة "AI Studio" التي طورتها ميتا، وتهدف هذه المنصة إلى تمكين أي مستخدم من إنشاء مساعد ذكاء اصطناعي خاص به دون الحاجة إلى مهارات برمجية معقدة.

إقرأ ايضاً:

"وزير الموارد البشرية" يُحدث تحول كبير في سوق العمل .... تصنيف جديد لرخص العمالة الوافدة!رسميًا ... أوسيمين يفاجئ الجميع ويوقع لغلطة سراي والهلال في صدمة!

وفقًا لما نشره موقع بيزنس إنسايدر، فإن الروبوتات لا تكتفي بالرد على الرسائل بل يمكنها الآن إرسال تحيات ودّية أو متابعات تلقائية للمستخدمين الذين سبق لهم بدء محادثة معها، وهو ما يعكس محاولة واضحة من ميتا لإضفاء طابع شخصي أكثر على التواصل مع تقنياتها الذكية.

ورغم أن هذه الرسائل تُرسل تلقائيًا، فإن ميتا وضعت عددًا من الضوابط لضمان احترام خصوصية المستخدمين، أبرزها أن الرسالة الأولى لن تُرسل إلا في حال كان المستخدم قد بادر بالمحادثة سابقًا، ولن يتلقى أي رسائل إضافية إذا تجاهل الرد.

الرسائل التي يُفترض أن تبعث بها الروبوتات صُممت لتعكس شخصية كل روبوت والمواضيع التي دارت في المحادثات السابقة، كما تم التشديد على أهمية الحفاظ على نبرة إيجابية في جميع المراسلات، وتجنب الخوض في مواضيع مثيرة للجدل أو حساسة إلا إذا بادر المستخدم بطرحها.

تجربة هذه الميزة لا تبدو منعزلة عن السياق الأشمل لاستراتيجية ميتا، إذ تحاول الشركة تكثيف جهودها لرفع معدلات التفاعل والاحتفاظ بالمستخدمين لفترات أطول داخل التطبيقات، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على عائداتها الإعلانية ومكانتها التنافسية.

وتشير تقديرات داخلية كشفت عنها ميتا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تدرّ للشركة ما يصل إلى 3 مليارات دولار خلال عام 2025، مع طموحات بعيدة المدى تهدف إلى بلوغ إيرادات تصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2035.

هذه الأرقام الطموحة تعكس الثقة المتزايدة لدى ميتا في قدرات الذكاء الاصطناعي على إعادة صياغة طريقة التفاعل بين المستخدمين والتقنيات الرقمية، وتحويل كل محادثة بسيطة إلى فرصة استثمارية أو تجربة استخدام أكثر عمقًا وتأثيرًا.

في الوقت نفسه، لا تغيب التحذيرات المتعلقة بالخصوصية عن المشهد، إذ كانت ميتا قد نبّهت المستخدمين مؤخرًا إلى عدم مشاركة أي معلومات شخصية أو حساسة عبر روبوتاتها، بعد ملاحظة أن عددًا من المستخدمين يتعاملون مع هذه الأدوات كما لو كانت دردشات مغلقة وآمنة.

المخاوف من استغلال المحادثات لأغراض تحليلية أو تجارية لا تزال تُطرح بقوة، خصوصًا في ظل إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تتبّع السياقات وفهم السلوكيات بشكل أعمق مما يظنه المستخدم العادي، وهو ما يدفع المختصين إلى المطالبة بمزيد من الشفافية.

وتؤكد ميتا أن كل خطوة جديدة في هذا المجال تخضع لاختبارات دقيقة، وأن ميزة الرسائل التلقائية ما زالت في مراحل التجربة الأولى، حيث تُقيّم ردود الفعل وتُضبط الآليات قبل أي إطلاق رسمي واسع النطاق.

التحركات الجديدة تكشف عن توجه متزايد لجعل الروبوتات الذكية أكثر حضورًا ومبادرة، بما يشبه إعادة تعريف لمفهوم "المساعد الرقمي"، حيث لم يعد دوره يقتصر على تلقي الأوامر، بل بات يسعى لفتح قنوات تواصل بذكاء وتوقيت مدروس.

هذه التحولات تطرح أسئلة جديدة حول الحدود الفاصلة بين الإنسان والآلة في تفاعلات اليومي الرقمي، فمع كل تطور تقني، تزداد الحاجة إلى ضمانات قانونية وأخلاقية تواكب هذا الزحف السريع نحو "الذكاء الذي يتحدث أولًا".

ومن غير المستبعد أن تُشعل هذه الميزة، في حال إطلاقها رسميًا، نقاشات جديدة حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المحتوى الرقمي، ومدى قبول المستخدمين لفكرة أن الآلة قد تبادرهم بالكلام دون إذن مباشر.

ووسط كل هذا، تبقى التجربة تحت المجهر، ليس فقط من قبل المختصين بل أيضًا من المستخدمين أنفسهم، الذين سيحددون فعليًا مدى نجاح الفكرة من خلال تفاعلهم معها، أو نفورهم منها، وهو ما قد يقرر مصير الميزة بالكامل.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار