ورم دماغي

معجزة طبية بحائل ... إزالة ورم دماغي لشاب في عمر الزهور!

كتب بواسطة: محمد اسعد |

نجح فريق طبي متخصص في مستشفى الملك سلمان التخصصي، الذي يعد أحد مكونات تجمع حائل الصحي، في إجراء عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم نادر في الزاوية العَسرية المخيخية اليمنى لشاب في العشرين من عمره.

كان المريض يعاني من مجموعة من الأعراض الحادة التي شملت فقدان التوازن، وضعف السمع، بالإضافة إلى استفراغ متكرر وصداع شديد ناجم عن ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، ما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً لإنقاذ حياته وتحسين جودة حياته.

إقرأ ايضاً:

لإعادة "تشكيل الفريق".. لماذا استغنى "الخليج" عن 6 من لاعبيه قبل انطلاق الموسم؟بين الالتزام والمخالفة.. شركتا عمرة تواجهان الإيقاف والتحقيق

وأوضح الفريق الطبي الذي أجرى العملية أن التدخل الجراحي تم على مرحلتين متتاليتين، بدايةً بتصريف السائل الدماغي الشوكي لتخفيف الضغط داخل الجمجمة، وهو إجراء حاسم للسيطرة على الحالة قبل الشروع في استئصال الورم.

أما المرحلة الثانية فقد تم تخصيصها لاستئصال الورم نفسه، حيث اعتمد الفريق على تقنيات جراحية دقيقة للغاية، نظرًا للالتصاق الشديد للورم بالأعصاب الحيوية والشرايين المحيطة بمنطقة المخيخ وجذع الدماغ.

 هذه المنطقة تعد من أكثر المناطق حساسية في الجسم، ما يزيد من تعقيد العملية ويضاعف من احتمالية حدوث مضاعفات عصبية، لذا تطلبت العملية مهارة وخبرة طبية فائقة.

وأشار الفريق إلى أن الورم الذي تم استئصاله يُعد من الحالات النادرة جدًا، حيث تُقدر نسبة حدوثه بحالة واحدة لكل 100 ألف شخص، وهو ما يجعل من العملية إنجازًا طبيًا بارزًا على مستوى المنطقة.

وقال الأطباء إن مثل هذه العمليات تعد من أقل العمليات تنفيذًا في المنطقة، مما يبرز أهمية الكفاءات الطبية المتخصصة التي استطاعت إنجاز هذه المهمة بنجاح كبير.

وفي حديثها لقناة "الإخبارية"، قالت الدكتورة عفراء السحيمي، قائدة مسار جراحة المخ والأعصاب في تجمع حائل الصحي، إن العملية استغرقت أكثر من عشر ساعات متواصلة، حيث كانت تحتاج إلى تركيز عالٍ وتعاون كامل بين أعضاء الفريق الطبي لضمان نجاحها دون حدوث أي مضاعفات تذكر.

وأكدت الدكتورة السحيمي أن العملية كانت ناجحة بشكل تام، وأن المريض قد تعافى بشكل ملحوظ، واستعاد القدرة على التوازن بشكل طبيعي، مما مكّنه من استئناف حياته اليومية بصورة طبيعية دون أي تأثيرات سلبية مستمرة.

وأضافت أن نجاح هذه العملية يمثل شهادة حية على التطور الكبير الذي تشهده المستشفيات السعودية في مجال جراحة المخ والأعصاب، وعلى مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، حيث يتم التعامل مع الحالات المعقدة والنادرة بأعلى معايير الجودة والسلامة الطبية.

وأشارت إلى أن هذا الإنجاز الطبي يعكس مدى التزام تجمع حائل الصحي بتوفير أحدث التقنيات الطبية والتدريب المتواصل للكادر الطبي لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة، وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الصحة والمراكز الصحية التابعة لها لتطوير الخدمات الطبية، ورفع مستوى الكفاءة والاحترافية في التعامل مع الحالات المعقدة والنادرة، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على صحة وسلامة المرضى.

وفي ختام حديثها، أكدت الدكتورة السحيمي أن الفريق الطبي يواصل متابعة حالة المريض بشكل دوري للتأكد من استقراره الصحي، وأنه سيستفيد من برامج التأهيل الطبي المصممة لمساعدته في استعادة كامل وظائفه الحيوية.

معربة عن أملها في أن يكون هذا الإنجاز حافزًا لتطوير المزيد من العمليات الجراحية المعقدة داخل المملكة، وتقليل حاجة المرضى للسفر خارج البلاد لتلقي مثل هذه الخدمات الطبية المتخصصة.