أعطى المدرب البرتغالي ماركو سيلفا موافقته الرسمية لتولي قيادة الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، ليكون بذلك الاسم الوحيد من بين قائمة المرشحين الذي منح الإدارة الهلالية الضوء الأخضر حتى الآن، وتمثل هذه الخطوة تقدمًا مهمًا في ملف المدير الفني الجديد الذي تسعى الإدارة الزرقاء لحسمه مبكرًا استعدادًا للاستحقاقات الكبرى المقبلة، وفي مقدمتها كأس العالم للأندية.
ورغم التوافق المبدئي بين الطرفين إلا أن بعض التفاصيل لا تزال قيد النقاش، وتتمثل أبرزها في مدة العقد، إذ يرغب سيلفا في توقيع عقد يمتد لثلاثة مواسم كحد أدنى لتنفيذ استراتيجيته الكروية وتحقيق المستهدفات الموضوعة بالتوازي مع المشروع الفني الجديد الذي يطمح لبنائه، في حين تفضّل إدارة الهلال الإبقاء على خيار العقد لموسم واحد قابل للتجديد وذلك ضمن نهجها المعتاد في التقييم الفني المستمر والتأقلم مع معطيات كل موسم.
وتمثل هذه المفاوضات مع سيلفا خطوة حاسمة في طريق بناء الفريق للموسم الجديد، حيث تسعى الإدارة إلى التعاقد مع مدرب يملك خبرة أوروبية كبيرة وقدرة على قيادة مجموعة من النجوم الدوليين في مختلف الخطوط، ويعد ماركو سيلفا من الأسماء التي تركت بصمتها في الدوري الإنجليزي الممتاز من خلال تجاربه السابقة مع أندية مثل إيفرتون وواتفورد وفولهام، ويتميز بأسلوب لعب يعتمد على التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي إلى جانب خلق توازن هجومي فعال.
وهو ما يتماشى مع طموحات الهلال في مواصلة المنافسة على البطولات المحلية والقارية والعالمية، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة جولة حاسمة من المفاوضات النهائية تمهيدًا للإعلان الرسمي عن التوقيع حال التوصل لصيغة توافقية بشأن مدة العقد وبعض البنود المالية والتقنية.
وفي سياق موازي، تواصل إدارة الهلال تحركاتها لتدعيم صفوف الفريق بلاعبين أجانب على مستوى عالي، وكان على رأس هذه التحركات ما جرى خلال الساعات الماضية من اجتماع ثانٍ جمع بين مسؤولي النادي والنجم البرتغالي برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد ووكيل أعماله، حيث استعرض الطرفان العرض الرسمي الذي قدمه الهلال للظفر بخدمات صانع الألعاب المخضرم.
كما تم التطرق إلى الطلبات المالية والفنية الخاصة باللاعب، وأعطي فيرنانديز مهلة لا تتجاوز أسبوعًا للرد النهائي على العرض المقدم، على أن تتم صياغة العقود بشكل نهائي في حال وافق اللاعب البرتغالي على العرض، ويعد فيرنانديز من أبرز النجوم في خط الوسط الهجومي على مستوى أوروبا خلال السنوات الماضية بفضل رؤيته الثاقبة داخل الملعب وقدرته على التسجيل وصناعة اللعب تحت الضغط.
وتكثف إدارة الهلال جهودها لإغلاق ملفي المدرب واللاعب الأجنبي خلال أقرب وقت ممكن قبل بداية فترة التحضيرات الرسمية للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، وهي البطولة التي تشكّل محطة فارقة في تاريخ النادي وطموحاته، إذ يسعى الزعيم إلى الظهور بشكل مشرّف يعكس قيمة الكرة السعودية والمكانة التي بات يحتلها الهلال على مستوى الأندية الآسيوية والعالمية.
وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية فنية مدروسة تعتمد على اختيار أسماء قادرة على صناعة الفارق من اليوم الأول، كما تؤكد الإدارة الهلالية حرصها على بناء فريق متكامل من حيث الجهاز الفني واللاعبين المحليين والأجانب للظهور بالمستوى الذي يليق باسم النادي وتاريخه العريق.
وتشهد الأوساط الرياضية السعودية ترقّبًا واسعًا لما ستسفر عنه مفاوضات الهلال مع ماركو سيلفا وبرونو فيرنانديز، في ظل ما تشير إليه المؤشرات من جدية الطرفين في إتمام الصفقتين، خصوصًا أن الهلال يملك القدرة المالية والتاريخ الرياضي الذي يجذب النجوم الكبار، بينما يمثل النادي تحديًا فنيًا مثيرًا لكل من المدرب واللاعب البرتغاليين، ويتوقع أن يكون للصفقتين تأثير كبير على ملامح الفريق في الموسم الجديد، لا سيما مع تطلع الجماهير الهلالية إلى مرحلة جديدة من البطولات والتفوق القاري والدولي.