في خضم موجة من التكهنات الإعلامية التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، خرج وكيل أعمال اللاعب الدولي السعودي سعود عبد الحميد عن صمته، ليضع حدًا للجدل الدائر حول ما عُرف إعلاميًا بـ"بند الهلال" في عقد اللاعب مع نادي روما الإيطالي، والذي زعمت تقارير صحفية أنه يمنع عبد الحميد من العودة إلى دوري روشن السعودي إلا من بوابة نادي الهلال.
وبأسلوب حاسم وواضح، نفى وكيل اللاعب، المعروف إعلاميًا بلقب "المعلم"، وجود أي بند حصري يربط عبد الحميد بنادٍ سعودي محدد، مؤكدًا أن عقد اللاعب مع نادي العاصمة الإيطالية يخوّله بالانضمام إلى أي نادٍ دون قيود في حال قرر العودة مستقبلًا إلى السعودية.
وبدأت تفاصيل هذه القضية عندما نشرت بعض الصحف والمصادر الرياضية أن عقد سعود عبد الحميد يتضمن شرطًا جزائيًا أو اتفاقًا خاصًا يتيح له العودة للعب في السعودية فقط عبر نادي الهلال، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير الرياضية السعودية، لا سيما جماهير أندية مثل الاتحاد والنصر والأهلي، التي أبدت اهتمامًا محتملًا باللاعب في حال قرر مغادرة أوروبا.
وزادت هذه التكهنات مع تراجع ظهور سعود عبد الحميد في التشكيلة الأساسية لنادي روما خلال المباريات الأخيرة، ما دفع البعض للحديث عن قرب عودته إلى دوري روشن، مدعومًا بشائعات عن رغبة أندية كبرى في التعاقد معه، بينها الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي، وحتى نادي نيوم الصاعد حديثًا إلى المشهد الكروي السعودي.
وفي تغريدة مقتضبة لكن دقيقة، كتب وكيل اللاعب على حسابه الرسمي في منصة "إكس": "لا يوجد في عقد سعود عبد الحميد مع نادي روما أي بند يلزم بعودته إلى نادٍ معين في حال أراد اللعب مجددًا في الدوري السعودي، والحديث عن بند يربط اللاعب بالهلال غير صحيح إطلاقًا".
ولم يكتفِ المعلم بنفي الشائعة، بل أضاف أيضًا أن فكرة عودة سعود عبد الحميد إلى دوري روشن السعودي في الوقت الحالي "غير مطروحة للنقاش، لا على المستوى الشخصي، ولا على مستوى التفاوض"، مشيرًا إلى أن اللاعب ملتزم بعقده الكامل مع نادي روما، والممتد حتى موسم 2027-2028، وكان سعود عبد الحميد قد انتقل إلى نادي روما الإيطالي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بعد أن قضى موسمين ناجحين مع نادي الهلال السعودي، وقد أثارت صفقة انتقاله اهتمام المتابعين، كونها واحدة من أبرز صفقات الانتقال للاعبين السعوديين إلى الملاعب الأوروبية مؤخرًا.
إلا أن اللاعب لم يشارك بانتظام مع الفريق الإيطالي، مما فتح الباب أمام تكهنات عديدة بشأن مستقبله المهني، ومدى استمراريته في الدوريات الأوروبية، خاصة مع اشتداد المنافسة داخل النادي وارتفاع المستوى الفني في الكالتشيو، ويرى عدد من المحللين الرياضيين أن تكرار الشائعات بشأن انتقالات اللاعبين السعوديين إلى ومن الأندية الأوروبية يعكس حالة من الترقب الجماهيري الكبير حول مستقبل النجوم المحليين، خصوصًا في ظل التوسع غير المسبوق الذي يشهده دوري روشن من حيث الصفقات والاستثمارات.
ويشير بعض الخبراء إلى أن ربط أسماء لاعبين بأندية محددة دون دلائل فعلية قد يكون جزءًا من ضغوط جماهيرية أو حتى محاولات من بعض الأندية للتأثير على قرارات لاعبين أو وكلائهم، في ظل التنافس الشديد الذي يشهده السوق الرياضي السعودي، وبرغم وضوح نفي الوكيل، إلا أن الشائعة قد تركت أثرًا في الأوساط الرياضية، حيث انقسمت الآراء بين من رأى أن الخبر مجرد اجتهاد إعلامي غير موفق، ومن اعتبر أن "تسريب" هذه المعلومة قد يكون مقصودًا من أطراف تسعى لتوجيه وجهة اللاعب في حال تقررت عودته إلى المملكة مستقبلًا.
وفي هذا السياق، أكد معلقون رياضيون أهمية أن يكون هناك شفافية أكبر في التعامل مع أخبار الانتقالات والعقود، وأن يتم تحري الدقة قبل تداول مثل هذه التفاصيل الحساسة، لما لها من أثر على صورة اللاعب، وعلاقته بجماهير الأندية المختلفة، ومع طي صفحة "بند الهلال"، تتجه الأنظار الآن إلى أداء سعود عبد الحميد مع نادي روما في الموسم المقبل، خاصة أن عقده لا يزال ساريًا لأكثر من ثلاثة مواسم، ما يمنحه وقتًا كافيًا لإثبات نفسه على الساحة الأوروبية، في حال أتيحت له الفرصة الكاملة.
ويبقى القرار النهائي حول مستقبله الكروي بيده وحده، وبين يدي وكيله، ما دام أن لا شروط تلزمه بنادٍ بعينه، كما أكد المعلم بوضوح، وحتى ذلك الحين، تبقى الأخبار المؤكدة وحدها مصدر الثقة، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي الذي يرافق كل نجم يحظى باهتمام محلي ودولي.