يعيش نادي النصر السعودي حالة من الترقب وعدم اليقين، في ظل غياب اتفاق رسمي حتى الآن مع مدافعه الدولي علي لاجامي بشأن تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، ومع اقتراب لحظة الحسم، بات مستقبل لاجامي مع العالمي محل تساؤلات كبيرة، خصوصًا أنه بات قانونيًا يحق له التفاوض أو التوقيع مع أي نادي آخر بشكل مجاني دون الرجوع إلى إدارة ناديه، ورغم مكانته كلاعب أساسي في منظومة الفريق، فإن المفاوضات حول التجديد ما زالت معلقة، ولم تسفر عن أي اتفاق ملزم حتى هذه اللحظة.
المعلومة جاءت عبر الصحفي الرياضي المعروف علي العنزي، الذي أوضح من خلال منشور على حسابه في منصة "إكس" أن "لا يوجد إلى الآن أي اتفاق رسمي بين النصر ولاجامي بخصوص التجديد"، في إشارة واضحة إلى أن الملف لا يزال مفتوحًا وأن الحسم لم يتم، على الرغم من أن الوقت يضغط على الطرفين، ويتزامن هذا التأخير مع سعي إدارة النصر لإعادة هيكلة الفريق بشكل أعمق تحضيرًا للموسم الجديد، وسط طموحات جماهيرية عالية بإحراز الألقاب المحلية والقارية، خاصة بعد أن خاض الفريق موسمًا حافلًا بالمنافسة.
إقرأ ايضاً:في هذا الموعد .. السعودية تطلق برنامج قياديات القطاع الصحي 2025لهذا السبب .. دوران يغادر النصر إلى فنربخشة بعد صفقة بـ 90 مليون يورو
غياب الوضوح في ملف لاجامي يطرح الكثير من التساؤلات، لا سيما أن اللاعب يُعد من الركائز الدفاعية التي تعتمد عليها التشكيلة النصراوية، وقد أثبت جدارته على مدى المواسم الماضية بأداء ثابت وروح قتالية عالية، كما أن استمراره يمثل عنصر استقرار مهم في خط الدفاع، خاصة في ظل سعي الفريق للمنافسة على جميع الجبهات، ما يجعل مسألة تجديد عقده من الأولويات التي لا يمكن تأجيلها.
ورغم أن إدارة النصر لم تصدر حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن المفاوضات، إلا أن الجماهير تتابع عن كثب تطورات هذا الملف، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة خسر فيها الفريق لاعبين مؤثرين بسبب التأخر في الحسم أو التباين في الرؤى المالية، ويزيد من حساسية الموقف أن اللاعب بات في وضع قانوني يسمح له بالتوقيع لأي نادي دون الرجوع إلى ناديه الحالي، وهو ما قد يدفع أندية أخرى إلى الدخول على خط المفاوضات واستغلال التردد النصراوي.
من ناحية أخرى، يرى بعض المراقبين أن المفاوضات المتعثرة قد تكون مؤشرًا على وجود خلاف مالي أو فني بين اللاعب والإدارة، خاصة في ظل التغييرات الكبيرة التي تشهدها خارطة الفريق، ورغبة الإدارة في وضع سقف محدد للعقود الجديدة، ومن المعروف أن لاجامي يتمتع بشعبية جيدة داخل غرف الملابس، وينظر إليه كأحد العناصر التي ساهمت في بناء شخصية الفريق الدفاعية خلال السنوات الماضية.
ويبدو أن الوقت قد بدأ ينفد، فمع انتهاء الموسم الحالي يقترب العد التنازلي لحسم مستقبل اللاعب. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، فإن النصر سيواجه تحديًا إضافيًا في الحفاظ على قوامه الأساسي، وسيتعين عليه البحث عن بدائل فنية في سوق الانتقالات، ما قد يكلف النادي مزيدًا من الوقت والمال، ويؤثر على تحضيراته للموسم المقبل.
اللافت في هذا السياق أن نادي النصر أبدى في أكثر من مناسبة حرصه على الحفاظ على العناصر الوطنية المميزة، وكان من بين الفرق الأكثر إنفاقًا على الصفقات المحلية، لكن يبدو أن إدارة النادي هذه المرة تمضي بحذر في ملف لاجامي، في محاولة لتحقيق التوازن بين الحفاظ على النجوم والالتزام بالسياسة المالية الجديدة.
وما بين الترقب الجماهيري، وحسابات الإدارة، وطموحات اللاعب، يبقى مصير علي لاجامي مع النصر مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وقد تحمل الأيام المقبلة تطورات حاسمة، إما بتجديد العقد واستمرار اللاعب في صفوف "العالمي"، أو برحيله إلى وجهة جديدة في تجربة احترافية مختلفة، يكون فيها النصر قد فقد أحد أبرز مدافعيه خلال المواسم الأخيرة.