فالكون العربي

فالكون العربي يتصدر التقييمات ويثبت تفوق التصميم الذكي

كتب بواسطة: بدور حمادي |

في خطوة تُعد إنجازاً نوعياً جديداً في مسيرة تطوير الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، أعلن معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، الذراع البحثية التطبيقية التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، عن إطلاق نموذجين جديدين من سلسلة فالكون، وهما "فالكون عربي" و"فالكون H1"، الإعلان جاء ضمن كلمة ألقاها فيصل البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة وأمين عام المجلس، خلال فعاليات منتدى "اصنع في الإمارات" المنعقد في العاصمة الإماراتية.

يمثل إطلاق نموذج "فالكون عربي" أول مبادرة حقيقية لتطوير نموذج لغوي كبير ومتقدم باللغة العربية ضمن سلسلة فالكون، التي باتت معروفة دوليًا بقدراتها التقنية المتقدمة، النموذج الجديد يتميز بأدائه الاستثنائي، ما جعله يصنف على الفور كأعلى النماذج أداء في منطقة الشرق الأوسط بحسب تقييمات منصة "Open Arabic LLM Leaderboard"، وهو ما يعزز مكانة أبوظبي كمركز رائد لتقنيات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية.
إقرأ ايضاً:رؤية 2030 في خدمة الحجاج "توكلنا" يُقدم حالة الطقس بالتفصيل!"أضحيتي" مبادرة بيئية لحج آمن وصحي تنطلق من المدينة المنورة!

النموذج العربي الجديد مبني على إصدار "فالكون 3 – 7بي"، وتم تدريبه على بيانات عربية أصلية غير مترجمة، تشمل العربية الفصحى واللهجات الإقليمية المتنوعة، مما يمنحه قدرة غير مسبوقة على فهم الفروقات الدقيقة في اللغة والتعابير المحلية المنتشرة في العالم العربي، وهذه المنهجية الذكية في بناء النموذج أسهمت في تقديم أداء ينافس نماذج أكبر منه بعشرة أضعاف، وهو ما يعكس جودة التصميم والكفاءة التقنية العالية.

أما النموذج الثاني، "فالكون H1"، فهو يمثل نقلة نوعية مختلفة. إذ صُمم ليعيد تعريف معايير الأداء في الذكاء الاصطناعي من خلال بنية تتيح تحقيق إمكانات فائقة دون الحاجة إلى موارد حوسبية ضخمة أو خبرات تقنية متقدمة ويهدف هذا النموذج إلى تمكين المطورين والمؤسسات الصغيرة من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بطريقة مرنة وميسّرة، مما يفتح أبواب الابتكار على مصراعيها لمجتمعات الأعمال الناشئة.

النجاح الذي حققته سلسلة "فالكون 3"، والتي صُممت لتعمل بكفاءة عالية على وحدة معالجة رسومات واحدة فقط، شكّل الخلفية التقنية التي انطلق منها تطوير "H1"، مما يدل على التزام المعهد بابتكار حلول قابلة للتطبيق وبتكاليف منخفضة في بيئات محدودة الموارد وهو توجّه استراتيجي يعزز من قابلية تبني هذه النماذج في قطاعات أوسع.

ويعكس هذا الإعلان رؤية الإمارات المستقبلية في ريادة تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها بلغات وثقافات المنطقة، بما يتماشى مع أهدافها الوطنية في بناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا المتقدمة كما يبرز المعهد كجهة قادرة على المزج بين التخصص البحثي العميق والابتكار العملي القابل للتطبيق، وهو ما يدفع باتجاه تمكين المجتمعات العربية من أدوات الذكاء الاصطناعي بلغتها الأم.

الاهتمام الذي حظي به "فالكون عربي" ينبع من الحاجة المتزايدة لنماذج ذكاء اصطناعي تفهم السياق الثقافي واللغوي العربي بدقة، وهو ما لم يكن متوفراً بالقدر الكافي في النماذج العالمية التقليدية، فمعظم النماذج السابقة التي تدعم اللغة العربية كانت إما مبنية على بيانات مترجمة أو تعاني من ضعف في فهم اللهجات، مما أدى إلى فجوة نوعية في جودة الأداء، وهي الفجوة التي يسعى "فالكون عربي" إلى سدّها بنجاح واضح.

بهذا الإنجاز، تؤكد الإمارات مجدداً مكانتها كمركز إقليمي رائد لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من حيث استيراد التكنولوجيا، بل من خلال تطويرها وتطويعها لخدمة المجتمعات المحلية، وهو توجه يعزز من السيادة الرقمية ويدعم استراتيجية الدولة للتحول إلى أحد أبرز مطوري ومصدري التكنولوجيا في المنطقة والعالم.