أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم جملة من التوجيهات التنظيمية الجديدة التي تلزم الأندية في مختلف درجات المنافسة بتعيين كوادر تدريبية سعودية ضمن الطواقم الفنية، بدءًا من موسم 2025/2026، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور المدرب الوطني ورفع كفاءته المهنية عبر التدرج العملي والمشاركة الفعلية في تطوير الأندية.
وتُعد هذه القرارات بمثابة نقطة تحول محورية في مسيرة التدريب الرياضي بالمملكة، حيث تؤسس لمرحلة جديدة تتقدم فيها الكوادر الوطنية نحو المشهد الفني بثقة واحترافية.
وبحسب ما أعلنته اللجنة الفنية في الاتحاد، ستلزم أندية دوري روشن للمحترفين، ودوري يلو لأندية الدرجة الأولى، وكذلك دوري الدرجة الثانية، بتعيين مساعد فني سعودي ضمن الطاقم التدريبي، على أن يكون حاصلاً على الرخصة الآسيوية من الفئة A أو ما يعادلها.
ويشمل القرار كافة الفرق المشاركة ابتداءً من موسم 2025/2026، ما يُعزز فرص المدربين السعوديين في اكتساب الخبرة الميدانية جنبًا إلى جنب مع المدربين الأجانب.
وتضمنت التعليمات كذلك بندًا مهمًا ينص على أنه في حال إقالة المدرب الأجنبي خلال الموسم، يتولى المساعد الفني السعودي المسؤولية الفنية الكاملة للفريق حتى نهاية الموسم.
وتعتبر هذه الخطوة آلية عملية تمنح المدربين الوطنيين تجربة القيادة الفنية الكاملة وتُعدّهم لتحمل المسؤوليات الأكبر مستقبلاً، وابتداءً من موسم 2026/2027، يُلزم الاتحاد الأندية التي تُقدم على التغيير الفني بالتعاقد مع طواقم تدريبية سعودية بشكل كامل، مما يفتح الباب أمام المدرب المحلي لتولي المسؤولية الكاملة في منافسات تمثل القمة الكروية محليًا.
أما على مستوى دوري الدرجة الثانية، فقد اشترط الاتحاد على الأندية التي ترغب في الاستعانة بمدرب أجنبي، أن يكون حاصلاً على شهادة التدريب الاحترافية (PRO)، في حين شددت التعليمات على توطين الجهاز الفني بالكامل في الدرجتين الثالثة والرابعة، وفرضت شروطًا خاصة لضمان جودة الكادر الفني المحلي.
ففي دوري الدرجة الثالثة، اعتبارًا من موسم 2026/2027، سيكون من الضروري تعيين مدرب سعودي يحمل الرخصة التدريبية الآسيوية من الفئة A، إلى جانب مساعد سعودي حاصل على الرخصة B.
أما في دوري الدرجة الرابعة، والذي يمثل قاعدة الهرم الكروي، فسيكون الإلزام قائمًا بدءًا من موسم 2025/2026 بتعيين مدرب سعودي برخصة B، ومساعد سعودي برخصة C، مع منع تام لتواجد أي عنصر أجنبي في الطاقم الفني.
وتعكس هذه التوجيهات التزام الاتحاد السعودي لكرة القدم برؤية تطويرية بعيدة المدى تهدف إلى بناء منظومة تدريبية سعودية قوية وقادرة على المنافسة، كما تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تمكين الكفاءات الوطنية وتوسيع فرصها في مختلف المجالات، لا سيما في قطاع الرياضة الذي يشهد نموًا متسارعًا في بنيته التحتية وتنافسيته.
وتشير هذه القرارات إلى أن المستقبل التدريبي في كرة القدم السعودية سيكون وطنيًا الهوية، واحترافيًا في الأسلوب، بما يواكب الطموحات المتزايدة نحو العالمية.