تنطلق اليوم الجمعة مرحلة الحسم في طريق الصعود إلى دوري روشن السعودي للمحترفين، حيث تبدأ منافسات الملحق "بلاي أوف" التي تُعد المحطة الأخيرة أمام أربعة أندية تتنافس على البطاقة الثالثة المؤهلة للدوري الممتاز، وبعد موسم طويل وشاق في دوري الدرجة الأولى، تُسلط الأنظار على المواجهات المرتقبة بين الحزم والطائي من جهة، والعدالة والبكيرية من جهة أخرى، في نصف نهائي يشكل مفتاح الوصول إلى المباراة النهائية، التي ستحسم مصير آخر بطاقة صعود لدوري الأضواء.
وكان نادي نيوم قد خطف الأنظار هذا الموسم بتتويجه بلقب دوري الدرجة الأولى، فيما حسم النجمة البطاقة الثانية بعد أن حل وصيفًا، ليصعدا رسميًا إلى دوري المحترفين، ومع تبقي بطاقة وحيدة، انحصرت المنافسة بين الفرق التي أنهت الموسم في المراكز الثالث، والخامس، والسادس، إضافة إلى صاحب المركز السابع، الطائي، الذي حل محل الجبلين، بعد استبعاد الأخير لعدم حصوله على رخصة المشاركة في دوري المحترفين.
وبحسب نظام الملحق، ستُقام مواجهتان حاسمتان في نصف النهائي، يتواجه فيهما الحزم مع الطائي، بينما يصطدم العدالة بالبكيرية في لقاءٍ منتظر، ويتأهل الفريقان الفائزان إلى نهائي "البلاي أوف"، الذي يُقام على ملعب الفريق الأفضل ترتيبًا في الدوري، ما يضيف عاملًا حاسمًا قد يُرجّح كفة أحد طرفي النهائي.
العدالة يستقبل البكيرية على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية في الأحساء، مستفيدًا من تفوقه بالمواجهات المباشرة خلال الموسم، حيث فاز في مباراتي الذهاب والإياب بنفس النتيجة (2-0)، ورغم تساوي الفريقين في عدد النقاط بنهاية الموسم (58 نقطة)، فإن العدالة جاء خامسًا بفارق الأفضلية المباشرة، ما منحه أحقية الاستضافة في نصف النهائي.
في المقابل، يلتقي الحزم بالطائي في مباراة تحمل طابعًا ثأريًا وتاريخيًا، حيث سبق للفريقين أن تواجها هذا الموسم، وتمكن الحزم من الفوز خارج أرضه في الدور الأول بنتيجة 2-1، قبل أن يفرض الطائي التعادل في مباراة الإياب بهدف لكل فريق، فكلا الفريقين يسعى للعودة سريعًا إلى دوري المحترفين، بعد أن هبطا معًا من الدوري الممتاز في الموسم الماضي 2023-2024، في ختامٍ خيّب آمال جماهيرهما.
ويمتلك الحزم فرصة ذهبية لبلوغ الدوري الممتاز مجددًا، كونه صاحب المركز الثالث، وهو ما يمنحه ميزة خوض النهائي المنتظر على أرضه في حال تأهله، وهو عامل قد يشكل فارقًا نفسيًا وفنيًا في مباراة مصيرية من هذا النوع، ومن المنتظر أن يحشد الحزم جماهيره في ملعبه بالرس لخلق أجواء حماسية تدعم الفريق في سعيه لخطف بطاقة التأهل الأخيرة.
أما الطائي، فهو يدخل المباراة مدفوعًا برغبة قوية في رد الاعتبار، وتحقيق عودة خاطفة إلى دوري الأضواء، خاصة أنه يملك تاريخًا جيدًا في مواجهات الملحق في مواسم سابقة، فالفريق يدرك أهمية المواجهة وصعوبتها، لكنه يعوّل على تجربته وقوة عناصره للعبور إلى النهائي وتحقيق حلم العودة.
ومع اكتمال أضلاع نصف النهائي، تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه نتائج هذه المواجهات المصيرية، وسط ترقب واسع من الجماهير والمراقبين، فبين طموحات الفرق الأربعة، تبدو الفرصة متاحة لكل منها بشرط تحقيق التركيز والانضباط في هذه المرحلة المفصلية، التي لا تحتمل الأخطاء.
في نهاية المطاف، لا يعد الملحق مجرد محطة تنافسية عابرة، بل هو امتداد لموسم طويل من العمل والطموح، وسيكون الصعود فيه مكافأة مستحقة للفريق الأكثر صلابة واستعدادًا ذهنيًا وبدنيًا، وإلى أن يُحسم الصراع في المباراة النهائية، تبقى كل الاحتمالات واردة، وكل التفاصيل قد تصنع الفارق في سباق اللحظات الأخيرة إلى دوري المحترفين.