في خطوة نوعية تعكس تطور الخدمات الاجتماعية في المملكة، شهدت المنطقة الشرقية توقيع اتفاقية ثلاثية لإطلاق أول نادٍ رياضي واجتماعي متكامل مخصص لفئة كبار السن، تحت اسم "ذخر"، وذلك في إطار توجه وطني متزايد نحو تحسين جودة الحياة لكبار السن وتعزيز مشاركتهم المجتمعية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وجرى توقيع الاتفاقية في مقر شركة راشد الراشد وأولاده بمحافظة الخبر، بحضور ممثلين عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وجمعية رعاية كبار السن بالمنطقة الشرقية، وشركة راشد الراشد وأولاده، في لحظة وصفت من قبل الحضور بأنها "خطوة تأسيسية لمشروع إنساني يُحدث فرقًا في حياة فئة تستحق كل الرعاية".
إقرأ ايضاً:
بعد فشل أوسيمين وأزمة مالكوم..... الهلال في أزمة وإنزاجي يطلب تدعيمات قوية في الصيفية!النصر يوضح الموقف .... حقيقة صفقة مارتينيلي مع النصر تخرج للنور!وتمثلت الجهات المشاركة في الاتفاقية في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي مثلتها الأستاذة ابتسام الحميزي، مدير عام رعاية كبار السن بالوزارة، فيما وقّع عن شركة راشد الراشد وأولاده رئيس مجلس إدارتها الأستاذ عبدالمحسن الراشد، بصفته الداعم الرئيس للمشروع، إضافة إلى الأستاذ محمد القرناس رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية كبار السن بالشرقية.
وقد حضر مراسم التوقيع عدد من الشخصيات من بينهم نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد بازياد، وعضو الجمعية اللواء المهندس عبدالله البوشي، حيث ساد جو من التفاؤل بالحضور بشأن مستقبل نادي "ذخر" وأثره المحتمل على حياة كبار السن في المنطقة.
وأوضح الأستاذ محمد القرناس أن مشروع "ذخر" يُعد ثمرة لتعاون ثلاثي بين القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، وهو ما يعزز مفهوم الشراكة المجتمعية الفاعلة في دعم القضايا الإنسانية ذات الأولوية، مضيفًا أن الجمعية تسعى لتطوير مبادراتها بما يتماشى مع تطلعات المجتمع والتزاماتها تجاه كبار السن.
وأشار القرناس إلى أن الجمعية رغم حداثة تأسيسها، فإنها حظيت بدعم ملموس من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي سهّلت كافة الإجراءات النظامية والتأسيسية، بالإضافة إلى المساهمة المالية السخية المقدمة من شركة راشد الراشد وأولاده، والتي خُصصت بالكامل لإنشاء مقر نادي "ذخر".
وبيّن أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في مفهوم الخدمات المقدمة لكبار السن، إذ لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل يمتد ليشمل التثقيف، والتأهيل، والدعم الاجتماعي، في بيئة مصممة خصيصًا لتلبي احتياجات كبار السن وتحترم خصوصياتهم وتدعم استقلاليتهم.
وقال رئيس الجمعية إن "ذخر" يجسد رؤية طموحة تستند إلى قيم الاحترام والتمكين لهذه الفئة العمرية، مشيرًا إلى أن النادي سيوفر مساحات آمنة ونشطة لكبار السن لممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، والمشاركة في الندوات الثقافية والاجتماعية التي تثري حياتهم وتعزز انخراطهم في المجتمع.
وأضاف القرناس أن المبنى المخصص للنادي يتضمن مرافق متعددة، تشمل غرفًا للعلاج الطبيعي، ومسبحًا رياضيًا، وجاكوزي، بالإضافة إلى قاعات مجهزة لتنظيم المحاضرات والفعاليات التثقيفية، وهي تجهيزات تم تصميمها بعناية لتكون صديقة لكبار السن من حيث التصميم وسهولة الوصول.
وأكد أن المشروع يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تضع ضمن أولوياتها تحسين جودة الحياة لكافة فئات المجتمع، موضحًا أن الجمعية بدأت فعليًا في التواصل مع الجهات الرسمية المعنية بهدف تخصيص أرض لبناء المقر الدائم للنادي، واستكمال التراخيص النظامية اللازمة لتشغيله بكفاءة واستدامة.
وشدد على أن الجمعية تعمل على جعل "ذخر" نموذجًا يحتذى به في باقي مناطق المملكة، من خلال تصميم تجربة متكاملة تحتضن كبار السن وتوفر لهم بيئة راقية تحترم احتياجاتهم وتمنحهم الشعور بالانتماء والاهتمام، بما يحفظ كرامتهم ويعزز ثقتهم بأنفسهم.
ولفت إلى أن الجمعية تأمل أن يسهم المشروع في إعادة صياغة النظرة المجتمعية تجاه مرحلة التقدم في العمر، بحيث تتحول من مرحلة عزلة وتراجع إلى فترة نشاط وإبداع ومشاركة، وهو ما يدعمه النادي من خلال برامجه التفاعلية والمرافق المتطورة.
ونوّه القرناس بأهمية الدعم المجتمعي في إنجاح هذا النوع من المشاريع، داعيًا كافة الأفراد والجهات من مختلف القطاعات إلى المساهمة في تحقيق أهداف النادي، سواء من خلال الرعاية أو التطوع أو تقديم الخدمات التي تضيف إلى تجربة المستفيدين من كبار السن.
وأوضح أن نادي "ذخر" سيكون متاحًا للمواطنين والمقيمين على حد سواء ممن تجاوزوا سن الستين، حيث يجري العمل حاليًا على وضع معايير اشتراك تراعي الفئات المحدودة الدخل، وتسمح بالاستفادة من الخدمات المتاحة بأقل التكاليف، بهدف الوصول لأكبر شريحة ممكنة.
وفي ختام حديثه، عبّر رئيس الجمعية عن أمله في أن يُشكل النادي نقطة تحول في حياة كبار السن، وأن يكون بداية لتوجه وطني أكبر نحو إنشاء أندية مماثلة في مختلف مدن المملكة، معتبرًا أن الاستثمار في راحة وكرامة كبار السن هو استثمار في مستقبل مجتمع أكثر تماسكًا ورحمة.
