أسعار الخراف

تفاوت كبير بأسعار الخراف في السعودية.. من 747 ريالًا للبربري إلى 1895 ريالًا للنعيمي

كتب بواسطة: رضا سمكي |

شهدت أسعار الخراف في المملكة العربية السعودية خلال شهر أبريل 2025 تفاوتًا ملحوظًا بين الأنواع المختلفة، حسب ما أعلنت عنه الهيئة العامة للإحصاء، حيث كشفت البيانات عن تباين واضح في الأسعار يعكس عوامل عدة من بينها الجودة، المنشأ، والطلب الموسمي، مما يعطي صورة متكاملة عن واقع سوق اللحوم الحمراء في البلاد.

وأظهرت الأرقام الرسمية أن نوع الخروف "النعيمي" احتل المرتبة الأعلى من حيث السعر، حيث بلغ متوسط سعره في السوق السعودي 1895 ريالًا، ما يجعله الأكثر تكلفة بين الأنواع التي تم رصدهاويُعزى هذا الارتفاع إلى شهرة نعيمي كنوع مرغوب في السوق، فضلاً عن جودة لحمه التي تُعتبر مميزة مقارنةً بأنواع أخرى.

ويُعرف النعيمي بقوة بنيته وطراوة لحمه، مما يجعله خيارًا مفضلًا لدى الكثير من المستهلكين الذين يبحثون عن الجودة العالية، وهو ما يعكس ارتفاع الطلب عليه حتى في فترات غير موسم الأعياد أو المناسبات.

وجاء الخروف النجدي في المرتبة الثانية من حيث الأسعار، مسجلًا متوسط سعر 1864 ريالًا، أي أقل بقليل من سعر النعيمي، ويعتبر النجدي من الأنواع الشائعة التي تتمتع بمكانة قوية في الأسواق المحلية، ويُعرف بلحمه الطيب وملاءمته للطبخات التقليدية.

ومن اللافت أن الفرق بين أسعار النعيمي والنجدي ليس كبيرًا، مما يعكس تقاربًا في تقييم السوق لهذين النوعين، إلا أن النعيمي يحتفظ بميزة السعر الأعلى بفارق طفيف.

أما الخروف الحري فقد سجل سعرًا متوسطًا بلغ 1740 ريالًا، ليكون بذلك في المرتبة الثالثة، ويُعرف الحري بلحمه الطري ونكهته المميزة التي تجذب شريحة واسعة من المستهلكين، إلا أن سعره أقل مقارنة بالنعيمي والنجدي بسبب اختلاف عوامل العرض والطلب عليه، كما يؤثر على سعر الحري توافره في مناطق محددة بالمملكة، ودرجة نقائه التي تختلف من مزرعة لأخرى، وهو ما ينعكس على السعر في الأسواق المختلفة.

وشهد الخروف السواكني انخفاضًا ملحوظًا في متوسط السعر مقارنة بالأنواع السابقة، حيث بلغ 1276 ريالًا فقط، مما يعكس مكانته كخيار اقتصادي مقارنةً بالخراف الأغلى ثمناً، ويُعرف السواكني بقدرته على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، ولهذا ينتشر في مناطق عدة بالمملكة، إلا أن الطلب عليه أقل بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، ما يجعل سعره أكثر جذبًا للمستهلكين الذين يفضلون الخيارات ذات التكلفة الأقل.

وفي نفس السياق، جاء سعر تيس بلدي (جذع) عند متوسط 1185 ريالًا، ويُعتبر هذا النوع من الخراف خيارًا معتدلاً بين الفئات السعرية المختلفة، ويميل البعض لشراء التيس البلدي نظرًا إلى صلابته وكونه من الأنواع التقليدية التي تعتمد عليها الأسر في كثير من المناطق، كما أن السعر المعتدل يشجع المستهلكين على اختياره خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتغيرة التي تدفعهم إلى البحث عن التوازن بين السعر والجودة.

وفي نهاية قائمة الأسعار، جاء الخروف البربري بأدنى متوسط سعر، حيث وصل إلى 747 ريالًا فقط، مما يجعله الخيار الأقل تكلفة بين الأنواع التي تم رصدها، ويُعرف البربري بأنه نوع أقل شهرة، ويُربى غالبًا في بيئات محدودة، ولهذا يلقى طلبًا أقل من جانب المستهلكين، بالإضافة إلى أن جودة لحمه تختلف عن الأنواع الأخرى ذات الأسعار الأعلى، وهو ما يبرر انخفاض سعره بشكل كبير مقارنةً بخراف النعيمي والنجدي.

ويعكس هذا التفاوت الكبير في أسعار الخراف بين النوع الأعلى والأدنى، والذي يتجاوز الألف ريال، مدى تنوع السوق المحلي واحتياجات المستهلكين المتباينة، كما يشير إلى الدور الكبير الذي تلعبه عوامل الجودة، والمنشأ، وتوافر الأنواع المختلفة في تحديد الأسعار، وفي الوقت نفسه، تظهر الأرقام أهمية الأسواق المحلية في ضبط حركة الأسعار بما يتناسب مع العرض والطلب، خاصة خلال المواسم التي تشهد ارتفاعًا في طلب اللحوم، مثل شهر رمضان والأعياد.

وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الخراف لا تتوقف عند عوامل النوع فقط، بل تتأثر بعدة متغيرات أخرى تشمل التكلفة النهائية لتربية الحيوانات، وأسعار الأعلاف، والتكاليف اللوجستية المرتبطة بنقل الحيوانات إلى الأسواق.

كما تلعب العادات والتقاليد الغذائية دورًا بارزًا في تحديد الطلب على أنواع معينة، حيث تفضل بعض المناطق في السعودية أنواعًا معينة من الخراف بحسب التراث المحلي والمذاق المفضل لدى السكان.

كما تمثل الأرقام التي تصدرها الهيئة العامة للإحصاء مصدرًا موثوقًا وشفافًا للمزارعين والتجار والمستهلكين على حد سواء، حيث تساعد هذه البيانات على اتخاذ قرارات مبنية على معرفة دقيقة بالوضع الحالي للسوق، ويؤدي نشر هذه الأرقام بشكل دوري إلى تعزيز الشفافية وتقليل التلاعب بالأسعار، بما ينعكس إيجابًا على استقرار الأسواق وتحقيق توازن بين العرض والطلب.

وبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن من المتوقع استمرار التقلبات السعرية بين أنواع الخراف المختلفة خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع اقتراب المواسم التي تزيد فيها الحاجة إلى اللحوم الحمراء.

ويتوجب على المستهلكين متابعة هذه الأسعار بشكل دوري لضمان اختيار الأنسب وفقًا لمقدرتهم المالية ومتطلباتهم، كما يستفيد المزارعون من هذه البيانات لتحديد أنسب أوقات البيع وتحسين استراتيجيات الإنتاج.

في النهاية، يشكل السوق السعودي للخراف نموذجًا متنوعًا يعكس طبيعة التوزيع الجغرافي والاقتصادي والثقافي في المملكة، ويبرهن على أهمية الاستفادة من البيانات الرسمية في فهم ديناميكيات السوق وتحليلها بعمق.

وهذا بدوره يساهم في تعزيز استقرار القطاع الزراعي والاقتصادي بشكل عام، ويدعم تحقيق الأمن الغذائي من خلال توفير اللحوم بأسعار تتناسب مع مختلف الشرائح الاجتماعية.