أطلق وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين، المرحلة الأولى من "المركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم" في المسجد الحرام، وهو مشروع نوعي يمثل نقلة استراتيجية في أساليب الإدارة والتشغيل داخل الحرم المكي، ويعتمد بالكامل على كوادر وطنية سعودية مدرّبة، مما يعزز من الاعتماد على الكفاءات المحلية ويعكس رؤية المملكة في تطوير إدارة الحرمين وفق أعلى المعايير العالمية.
المركز الجديد تم تجهيزه بأحدث الوسائل التقنية وأنظمة المراقبة والذكاء الصناعي، ويعمل كمنصة متكاملة للقيادة والتحكم في مختلف جوانب التشغيل والصيانة داخل المسجد الحرام، حيث تم تضمينه مؤشرات أداء ميدانية دقيقة تتيح للجهات المشرفة تقييم فعالية الخدمات لحظة بلحظة، والتفاعل السريع مع أي طارئ، مما يجعل تجربة الزائر أكثر سلاسة وأمانًا وراحة.
إقرأ ايضاً:الوزارة: لا عمل في الهواء الطلق بين 12 و3 عصرًاالهلال يلاحق النصيري بعرض كبير بعد فشل صفقتي أوسيمين وجيوكيريس
وهذا الإطلاق يمثل جزءًا من الخطة الشاملة للهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، وهي هيئة ترتبط تنظيمياً بخادم الحرمين الشريفين وتتولى مسؤولية الإشراف المباشر على كافة أعمال التطوير والتوسعة والتشغيل في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بما في ذلك تحسين الخدمات اللوجستية، وتطوير البنية التحتية، وضمان استمرارية أعمال الصيانة والتحديث الدائمين، ما يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعظيم الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور الربيعة أن المركز لا يهدف فقط إلى مراقبة الأداء، بل إلى تحقيق تحوّل شامل في طريقة تقديم الخدمات في الحرم، حيث يتم الاعتماد على البيانات والتحليلات الذكية في توجيه القرارات وتعزيز كفاءة التشغيل، كما يمثل المركز منصة متطورة لدعم الجهات العاملة في الحرم وتمكينها من التنسيق الفعّال عبر بيئة رقمية موحدة.
ومن المتوقع أن يكون للمركز الهندسي الذكي دور محوري خلال المواسم الكبرى كرمضان والحج، إذ يعزز قدرات القيادة والتحكم المركزية في إدارة الحشود وضمان سلامتهم، كما يفتح آفاقًا جديدة نحو التوسع في استخدام التقنيات الذكية في الحرمين الشريفين مستقبلًا، ليكون المسجد الحرام نموذجًا عالميًا في حسن التنظيم والاستفادة القصوى من التكنولوجيا في خدمة العبادة والمصلين.