في وقت مبكر من صباح اليوم، سارعت فرق الدفاع المدني في محافظة الخبر إلى موقع حريق اندلع في مبنى قيد الإنشاء بحي الهدا، حيث تصاعدت أعمدة الدخان وغطّت سماء المنطقة، مثيرة قلق السكان المجاورين.
البلاغ الذي تلقته الجهات المختصة لم يمضِ عليه وقت طويل حتى كانت فرق الإطفاء قد وصلت إلى الموقع وبدأت في تنفيذ خطط السيطرة، وسط ظروف حرجة فرضها طبيعة المبنى غير المكتمل.
إقرأ ايضاً:" كانسيلو وبرشلونة"..هل ينوي الرحيل عن الأهلي بعد نهاية المونديال؟! كشف الحقيقة!تطور جديد في موقف الهلال من ضم أوسيمين ... فماذا حدث؟!
ورغم أن الحريق نشب في مساحة لا تزال تحت الإنشاء، إلا أن خطورته كانت تكمن في احتمال امتداده إلى مواقع مجاورة، بعضها مأهول، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى تكثيف جهودها للحيلولة دون تفاقم الموقف.
فرق الدفاع المدني واجهت تحديات عدة، من بينها كثافة المواد القابلة للاشتعال داخل المبنى، إلى جانب صعوبة الوصول لبعض الزوايا الداخلية بسبب غياب التجهيزات الأساسية للمبنى.
لكن وبتنسيق محكم وخطة طوارئ معدة سلفًا، نجحت الفرق في عزل مصادر الحريق تدريجياً، إلى أن تم الإعلان رسميًا عن السيطرة الكاملة ومنع امتداد النيران إلى الأبنية القريبة.
المديرية العامة للدفاع المدني أكدت لاحقًا أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات بشرية، مشيرة إلى أن سرعة البلاغ واستجابة الفرق كانت عوامل رئيسة في تقليل حجم الخسائر.
سكان الحي الذين تابعوا الحادث لحظة بلحظة من نوافذ منازلهم أو عبر مقاطع فيديو انتشرت سريعًا، أشادوا بحرفية رجال الإطفاء وسرعة وصولهم، مؤكدين أن الموقف كان مثيرًا للقلق في لحظاته الأولى.
ولم تعلن الجهات المختصة حتى الآن عن سبب اندلاع الحريق، في وقت يجري فيه فتح تحقيق موسع للوقوف على خلفيات الحادث، وتحديد ما إذا كان هناك تقصير في إجراءات السلامة داخل موقع البناء.
حوادث الحرائق في مواقع البناء تطرح دومًا علامات استفهام حول التزام المقاولين بمعايير السلامة، وهو ما يزيد من أهمية التحقيقات التي عادة ما تقود إلى توصيات أكثر صرامة.
هذا الحادث أعاد إلى الأذهان سلسلة حرائق سابقة شهدتها منشآت تحت الإنشاء في مناطق مختلفة، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في آليات الرقابة الدورية وشروط التراخيص.
ورغم أن الحادث انتهى دون إصابات، إلا أن قيمته الفعلية تكمن في تنبيهه للجهات المعنية على الثغرات المحتملة التي يجب معالجتها قبل أن تتحول مثل هذه الحوادث إلى كوارث.
الدفاع المدني، من جانبه، شدد على أهمية التعاون المجتمعي في سرعة التبليغ عن أي طارئ، مؤكدًا أن وعي الأفراد يشكّل خط الدفاع الأول في كثير من الحالات الطارئة.
كما نوّهت المديرية إلى أن تحقيق السلامة لا يقتصر على الاستجابة الفورية، بل يبدأ منذ لحظة التخطيط لأي مشروع عمراني، مرورًا بتوفير معدات الوقاية، وصولًا إلى التدريب المستمر للعمال والمشرفين.
ويبقى الأهم في كل ما جرى، أن الجهود تكاتفت في اللحظة المناسبة، لتمنع خسائر أكبر كانت وشيكة، ولتثبت مجددًا أن العمل الاستباقي والمنظم هو حجر الأساس في إدارة الأزمات.